إعلان

في رمضان.. ''صفاء'' و''مازن'' سواحين في حب بيوت الله

02:18 م الجمعة 04 يوليه 2014

في رمضان.. ''صفاء'' و''مازن'' سواحين في حب بيوت ال


كتبت-دعاء الفولي:

يدها ويد الصغير كانتا متشابكتان، يسيران بتؤدة في الشوارع القديمة، قيل لهما أن منطقة السيدة زينب عامرة بالمساجد، فشدا الرحال إليها من هضبة المقطم حيث يسكنان، لا يعرفان من المعالم سوى جامع أحمد بن طولون، درجة الحرارة مرتفعة و''صفاء إبراهيم'' أرهقها الصيام، وكذلك ''مازن'' الذي لم يجاوز الأحد عشر عامًا، رغم ذلك أبيا العودة إلى المنزل إلا أن يريا سويًا أكثر من جامع، بينما ''مازن'' لا تتوقف أسئلته الموجهة إلى الأم عن تاريخ تلك المئذنة وهذا العمود، والأم تُجيبه في ثقة أحيانًا وأوقاتًا أخرى تسأل العالمين بالتفاصيل التاريخية، غير أنهما في كل الأحوال يعتبران أنفسهما سائحين في حب المساجد.

من الغربية جاءت ''صفاء'' مع ولداها ''مازن'' و''نوال'' ذو الستة أعوام، لكونها عاشت حياتها في محافظة بعيدة عن القاهرة ''مكنش عندنا جوامع حلوة زي كدة''، لا تعرف من المساجد العتيقة سوى ''السيد البدوي'' بطنطا ''ومكناش بنروحه كتير''، إلا أن ذلك لم يمنع شغف الابن بالعمارة بشكل عام، والإسلامية بصورة خاصة، بدأ معه منذ كان في الصف الرابع الابتدائي ''أخد في المدرسة وقتها عن الحضارة الفرعونية فجه حكالي عنها.. بيحبها لدرجة إنه لما بيشوف صور توت عنخ آمون بيبقى هيتجنن''، ''مازن'' الصغير يقف لجانب الأم تجول عيناه في أرجاء المكان، يؤمّن على كلامها بإيماءة رأس أو ابتسامه خجلة.

''نفسي أطلع مهندس معماري''، كلمات قليلة قالها الصغير، مرارًا أخبر والدته على حد قولها أنه يُريد بناء مسجد كأحمد ابن طولون ''خاصة المئذنة عجبته أوي لما شافها''، من شهر سبتمبر الماضي تعيش والدة مازن وأسرتها في القاهرة ''بس مفكرناش نلف المساجد إلا في رمضان''، تتوارد لهم أسماء المساجد الشهيرة يبتغون دخولها ''عايزين نروح لسة عمرو بن العاص والسلطان حسن وعايزة أودي مازن القلعة.. أصله قالي إنه نفسه يبني قلعة برضو''، تحكي ضاحكة، يحمر وجه الصغير ''ودخلنا مسجد صرغطمش برضو جميل أوي.. بس كان نفسنا نطلع المئذنة''.

تتمنى السيدة الأربعينية أن يتم تفعيل السياحة الدينية بشكل أكبر ''أنا بعرف عن المساجد من الناس وبحاول أدور على كتب عنها''، بعض مظاهر عدم الاهتمام لاحظتها بجامع بن طولون ''يعني مفروض يهتموا بالسجاد شوية لأنه مُتهالك جدًا.. دة أثر وبيجيب دخل للبلد''، أما طفلها فتحاول زرع حب السياحة التعليمية عنده ''لما لقيته حابب الموضوع قلت أفسحه وأعوده يتفرج على الطبيعة بدل القراءة فقط''، أما هي وإن كان اهتمامها بالآثار الإسلامية ليس على قدر الابن فذلك لا يمنع حبها للاستطلاع ''لما بشوف الآثار بحس إن الأجداد تركولنا حاجة نفتخر بيها''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: