إعلان

الحاج فهمي.. صانع البهجة

11:59 ص السبت 05 يوليه 2014

الحاج فهمي.. صانع البهجة

كتبت- نيرة الشريف:

''عروستي'' و''الخاطبة'' أسماء لأعمال لن تستطع الأيام أن تمحوها من ذاكرة من شاهدوها بسهولة، وهي فوازير شهر رمضان التي قدمتها الفنانة نيلي، كثيرا وأنت تمسك بريموت التلفاز وتجد بالصدفة قناة فضائية تقوم بإذاعة حلقة قديمة من حلقات الفوازير السابقة، لن تستطع أن تقف أمامها ولو قليلا، كأن من صنعوها قد وضعوا عليها تميمة مطلسمة بالمشاهدة الأبدية، وستظل كذلك طالما وجد من يبحث عن البهجة ويلتمس بعضا منها في الأعمال التليفزيونية.

فهمي عبد الحميد، المخرج التليفزيوني، أو الحاج فهمي، هو صاحب أحد الأيدي المبهجة التي قدمت هذه الأعمال، وهو اسم من الأسماء التي ارتبطت بشهر رمضان ارتباط وثيق لا يمكن أن ينفك ما دامت ألسنتنا تردد بعض أغاني هذه الفوازير، وذاكرتنا لا زالت تملك من السعة ما يجعلنا نستطيع الحنين إلي هذه الأعمال.

في حي العباسية بالقاهرة وتحديدا في 1 فبراير عام 1939، ربما لم يكن لدي أحد تصور أن هذا الطفل الذي يصرخ الآن معلنا قدومه إلي الدنيا ووصوله ليبدأ تلك الرحلة، سيكون له خيارات خاصة في مشواره، وسيكون له بالتبعية إنجازات خاصة ربما لم يستطيعوا فهمها وقتها مهما بالغ أحدهم في شرحها لهم، فسيكون علامة بارزه في تصميم استعراضات لن يستطع أحد مضاهاته فيها خلال زمنه، توفي والده بعد وصوله للدنيا بأربع سنوات فقط، وعاش مع والدته وانتقل معها إلي بيت العائلة بالقناطر الخيرية، وقضي في هذا البيت سنوات طفولته وصباه، وتأكد له بين جدرانه حبه للفن، إلي أن التحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتخرج منها عام 1963، لم يمكث طويلا بعد تخرجه، فقد التحق بالتليفزيون المصري للعمل بقسم الرسوم المتحركة عام 1964، هناك وجد يدا ساعدته لبدء مشواره، من هنا يمكنه بدء التعلم والتفكير ومحاولة الابتكار، كانت هذه اليد للمخرج الكبير ''علي مهيب'' والذي ساعده بتصميم تترات عدد من المسلسلات التليفزيونية والأفلام السينمائية، وكان أشهرها فيلم ''الخيط الأبيض''.

أما البداية الحقيقية لعبد الحميد، والتي شهدت له بأنه مخرج متميز وأعطته مساحات للإبداع زادت من تميزه ذلك فكانت عام 1974 مع فوازير رمضان التليفزيونية، والتي جاءت ببطولة الفنانة نيللي، وكانت فكرتها تعتمد علي استضافة فناني الرسوم المتحركة في كل حلقة وكانت بعنوان ''صورة وفزورة'' ثم قدم ''صورة وفزورتين'' ثم ''صورة وثلاث فوازير''، وظل علي هذا المنوال المستقر الهادئ إلي أن اجتمع مع صلاح جاهين، لتحدث طفرة في الفوازير التليفزيونية لدي اجتماعهما، حيث قدما فوازير ''عروستي'' و''الخاطبة''.

زادت المساحة النفسية للإبداع وتقديم المزيد لدي المخرج الطموح فابتكر شخصية ''فطوطة'' التي قدمها الفنان سمير غانم خلال أعوام 82، 83،84، بدأت رحلته في الفوازير الرمضانية مع شيريهان والتي استمرت قرابة الثلاث سنوات.

قدّم عبد الحميد خلال فترة عمله في التليفزيون، أعمال ارتبطت بالبهجة وتعلقت بالذاكرة بصلة لا تنتهي، والتي اصطلح عليها أجيال متعاقبة بأنها فوازير نيللي وشيريهان، تلك التي كان يصمت الجميع ويجلسون أمام أجهزة التلفاز في المنازل في انتظار بدئها، وفي نهاية الشهر تجد الفتيات بانتظار ساعي البريد الذي سيبشرهم بأنهم قد أجابوا في الخطاب الذي أرسلوه لماسبيرو بأنهم قد أجابوا عن فوازير الثلاثين حلقة بشكل صحيح، كانت احدي علامات رمضان المميزة لعدة سنوات متعاقبة هي فوازير تيللي وشيريهان بفضل يد فهمي عبد الحميد، الذي الذي كان يدخل الاستوديو بجلبابه، وكأن هذه مملكته التي يعرف جيدا ماذا يفعل وكيف يتصرف فيها، وعليه أن يكون بكامل حريته، التقط الحاج فهمي، كما كان يطلق عليه كل من حوله أنفاسه الأخيرة في 17 يناير 1990 وهو يصور حلقات ''ألف ليلة وليلة'' بطولة مدحت صالح ورغدة ومني عبد الغني، بعد تعرضه لأزمة قلبية، بعد أن أمتع كثيرين بما خلفه ورائه من أعمال إبداعية، وترك للدنيا ثلاثة أولاد هم: وائل مخرج تليفزيوني، ومحمد، ولمياء مذيعة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: