من ''الدرة'' إلى ''الركضة الاخيرة''.. صور الشهداء ''أيقونة'' تلاحق العدو
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت- يسرا سلامة:
تنشب الحرب في غزة، ليذهب في عدادها الشهداء، وترتفع معها أرقام الضحايا، لكنها تصبح ذكري بمرور السنوات، لا تترك سوى صورها عالقة في الأذهان، تعود إلى الذاكرة إن ذكرت مناسباتها "الانتفاضة الأولى" أو "الانتفاضة الثانية" أو غيرها من انتفاضات أبناء فلسطين، بعد أن تصبح الحادثة "أيقونة" تطارد العدو.
صورة أبناء عائلة "أبو بكر" الأربعة، هي الصورة الأحدث في الحرب على أبناء فلسطين، وهم أصحاب الصورة التي عُرفت باسم الركضة الأخيرة، كانوا جميعهم في عمر الورد، يلهون كباقي الأطفال، أكبرهم عشرة أعوام، سقطت على منزلهم قذيفة الإحتلال الإسرائيلي، دون تهمة يعرفونها، لتكون الغارة سببًا في ركضتهم الأخيرة نحو الحياة والشاطئ.
طفل وأبناء عمومته الثلاثة من عائلة "أبي بكر"، عاهد بكر ، ومعتصم بكر، واسماعيل بكر، ومحمد بكر، لم يكن أحد منهم يعلم أن لهوهم سينتهي بجريمة تغتال طفولتهم البريئة، ليسقطوا في عداد شهداؤ الحرب على القطاع، وتقضي على أى حلم لهم بالنجاة، بعدهما استنجدوا بالشاطئ كملاذ آمن، ليكون هو آخر حتفهم، وتنقل صورهم عبر الوسائط الإعلامية لركضتهم الأخيرة نحو الشاطئ.
بم تكن صورة الاطفال الأربعة الوحيدة في الملحمة، فقبلها صورة الطفل الشهيد "محمد الدرة"، والتي تُعد الأشهر في ما تركته القضية الفلسطينية، لصورة هزت ضمير العالم للطفل الذي يبلغ من العمر 12 عامًا، للحادثة التي وقعت في ثاني أيام الانتفاضة الثانية عام 2000، لصورة التقطتها المصور الفرنسي شارل إندرلان، بالتحديد مشهد محمد بوالده جمال الدرة، من وابل رصاص الجنود الإسرائيلين.
ففي شارع صلاح الدين في قطاع غزة، كان نحيب الأب، ومحاولته النجاة بين أذرع والده، وإشارة الأب بيديه لمطلقي النيران بالتوقف، ثم وابل من الرصاص بعد ذلك، ليلقي الصبي حتفه على ساق أبيه، لينتحب اباه باكيا بعدها، لقطات لم تأخذ من عمر الشاشة أكثر من 59 ثانية، لكنها ظلت عالقة في الذاكرة، وانتفض بعدها المزيد من الغضب تجاه المحتل، وانطلقت عقبها جنازة مهيبة تودع الطفل إلى مثواه الأخير.
وعلى الرغم من تأثير الصورة في ضمير العالم، إلا أن إسرائيل تراجعت عن اعترافها الأول بمقتل الصبي، وأخذت تروج عبر وسائل الإعلام الأجنبية أن الطفل قُتل بيد الرصاص الفلسطيني، في اشتباكات بين فلسطينيين وإسرائيليين، بل أخذت تتمادى إن قصة "محمد الدرة" عملية نظمها المتظاهرون الفلسطينيون، وقد أدانت فيما بعد محكمة فرنسية أحد الإعلاميين اللذين رددوا هذا الكلام بقناة فرانس برس.
ومن "الدرة" إلى رفيقه في النضال "فارس عودة"، وهو طفل نال من اسمه على نصيبًا، لم تخفه وحشية الدبابة الاسرائيلية، ولم يستصغر الحجارة في يده، فكانت سلاحه في انتفاضة الأقصى الثانية في عام 2000، ليتصدى للعدوان على وطنه، قبل أن يلاقي الشهادة وهو ابن الخامسة عشر عامًا، لينضم إلى سلسلة لم تتوقف من أطفال فلسطين يضحون بأرواحهم فداء للوطن.
بجسده النحيف، وقامته القصيرة، لم يعرف الكثير وجه "فارس" إلا عندما استشهد، لتتصدر صورته عقب ذلك وكالات الأخبار العالمية، ليترك الصبي صورته الشهيرة ذكرى للقضية الفلسطينية، وفخرًا لأهله باستشهاده، تذكره والدته "انعام عودة" في أحد حوارتها الصحفية إنها ترى ابنها بطلًا، لتتماكلها الدموع حين ترى أقران "فارس" عائدين من المدرسة، لتقول "دم ابني يساوي الكثير جدًا"، ويُسطر له الشعر "يا فارساً في زمن الرداءة انتفضت .. وحيداً في وجه الدبابة وقفت .. بحجر صغير من أرضك قاتلت .. يوم أن عز السلاح .. .كان في يدك الحجر هو السلاح ".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: