بالصور: عرب مقاتلون في جيش الاحتلال.. بالاسم فقط
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب- أماني بهجت:
مقاتلون في الصفوف الأمامية، مرابطون على الحدود، محاربون في الألوية المختلفة، جنود على خط النار، يشغلون أعلى الرتب في الجيش، ليسوا من دينهم ولا من جنسيتهم لكن جمعتهم الأيدلوجية الواحدة "الصهيونية".
عندما تُطرح "القضية الفلسطينية" أو "الصراع العربي\الإسرائيلي" فما يتبادر إلى ذهن المواطن العربي أن فلسطين صاحبة الأرض، و ما يدعى إسرائيل مجرد كيان مُحتل، مغتصب للأرض، معتدي مُفكك لوحدة الأرض والعرب أجمعين.
كذلك كانت البديهيات التي تُغرس داخل الوعي العربي، لكن لكل قاعدة شواذ، فقد أعلن مركز "جافا" للدراسات الإستراتيجية بجامعة "بارايلان" أن عدد المسلمين بداخل "الجيش الإسرائيلي" وصل إلى 12 ألف مسلم ومن بينهم 1120 مصرياً، بظهور هذه الدراسة يبدو أن الكثير من المفاهيم والرواسخ قد تحطمت.
الجيش الذي يحتل المرتبة رقم 11 في قائمة أقوى الجيوش على مستوى العالم، يضم بين صفوفه 12 ألف مسلم غير العرب، غير مسلمين والدروز والأقليات الأخرى، مسلمون يخوضون معارك ضد إخوانهم في الجانب الأخر.
لم يبدأ طرح موضوع الجنسيات والديانات المحاربة مع الجيش الإسرائيلي كثيراً، وكان أخرها بعد إصابة "غسان عليان" الكولونيل وقائد "لواء جولاني" بالجيش الإسرائيلي وقائد "مجزرة حي الشجاعية"، "عليان" وهو عربي درزي، وأول عربي يتولى قيادة أرفع وأول لواء في الجيش الإسرائيلي بعد أن تمت ترقيته لتولي هذا المنصب قبل شهر فقط، ليزيد بـ"مجزرة الشجاعية" الثأر بينه وبين أبناء عروبته بعد اشتراكه في عملية"الرصاص المصبوب" في 2008، وحرب لبنان في 2006.
ليس "عليان" هو الأول ولن يكون الأخير كعربي محارب في صفوف الجيش الإسرائيلي فـ"علاء وهيب" العقيد العربي المسلم الصهيوني مثالاً أخر.
نُشر لـ"وهيب" مقابلة شخصية في جريدة "إسرائيل هيوم" قي عام 2012، وقتها كان يبلغ من العمر 32 عاماً، ويحكي "وهيب" عن مدى انتماؤه وحبه لإسرائيل وفخره بالخدمة في جيشها ووصوله لأعلى رتبة قد يصل إليها "مسلم" داخل الجيش الإسرائيلي، تحتوي المقابلة على الكثير من التفاصيل عن حياة "وهيب" وتحوله من مسلم يدرس بمدارس إسلامية غُرس بداخله كراهية الكيان الصهيوني منذ الرابعة تحول هو بعدها في الرابعة عشر إلى الأيدلوجية التي لطالما غُرس فيه كرهها، "إني أومن بالدين الإسلامي ولم أفكر في اعتناق دين أخر ولكن الصهيونية هي أكثر من دين، هذا هو الانتماء الذي اشعر به، الانتماء إلى دولة إسرائيل وإلى المجتمع الإسرائيلي".
ويضيف "أنك تحارب من أجل أمن إسرائيل لا يعني أنك تحارب شعبك" ويكمل "لقد حاربت في لبنان وفي غزة وفي يهودا وشومرون، لم أفكر ذات مرة لماذا أنا هنا"، ثم يستكمل باقي الغزل في إسرائيل -وطنه- ويعرب عن استيائه ورغبته في "لو علم الشباب العربي ماذا خسر بعدم انضمامه للجيش الإسرائيلي".
وتعليقاً على هذا الأمر قال دكتور "محمد خالد الأزعر" المستشار الثقافي بالسفارة الفلسطينية بالقاهرة، أن هذه الظاهرة موجودة بالطبع ولكنها ليست بالكِبر التي تحاول إسرائيل تصديره للعرب، وأن هذا الأمر يحاول جعل فلسطين ليست مجتمعاً قومياً ولا وطنياً ومحاولة شديدة لإفراط في التصنيف بين القبائل والطوائف والديانات.
العديد من النماذج أشار إليها "رشيد سكاي" في تحقيقه في "بي بي سي" في 2009 عقب عملية "الرصاص المصبوب"، نماذج منها من دخل متطوعاً بكامل إرادته، ومنهم من يعيش داخل الحزام الأخضر ومن العرب المسلمين وأراد تحسين ظروفه الاقتصادية، ولكن هذا بمثابة العار بالنسبة للفلسطينيين وصدرت عدة فتاوى من الحركة الإسلامية تمنع الصلاة على أي شخص التحق بالجيش الإسرائيلي.
ولم تسلم مصر من وجود بعض المتصهينيين بداخلها برغم حملهم للجنسية المصرية فتأتي "دينا عوفاديا" لتكمل السلسلة، لتكون "أول مجندة مصرية بالجيش" الإسرائيلي، وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد نشر فيديو لـ"عوفاديا" أثار جدلاً واسعاً حول كونها مصرية من أصول يهودية وهاجرت إلى تل أبيب في سن الخامسة عشر، وقررت التطوع في الجيش الإسرائيلي.
يضيف "الأزعر" لحديثه أن إسرائيل منذ 1948 وهي تحاول تجنيد العرب لصالحها، وتحاول إغراء الشباب بشتى الطريق الممكنة سواء بالوعود بفرص عمل، سكن أو تعليم أفضل، وينبه "الأزعر" أن جيش الاحتلال جيش عنصري، جيش صهيوني قائم على التمييز على أساس الدين وأنه بالطبع من يصل للمراتب العليا من العرب. والمسلميين هم قلة قليلة جداً وأن باقي من يخدم بالجيش بعد خروجه يصبح منبوذاً سواء من العرب أو من الاحتلال نفسه.
وينهي "الأزعر" حديثه بأن هناك مجموعات وروابط في فلسطين رغم صغرها وقلة إمكانياتها ولكنها تحاول التوعية بهذا الأمر والوقوف ضده.
ما بين هذا وذاك تشير الدراسة المشار إليها سابقاً والتي تحمل عنوان "الوجود الإسلامي بالجيش الإسرائيلي"، أنه مادام الضابط "المسلم\العربي" يقوم بمهمته ويبدي "أمن إسرائيل" قبل كل شئ وارتضى البقاء تحت مظلة هذه الدولة فإن يتحتم عليه حمايته، فيما يوصم المجند في صفوف الاحتلال بالعار والخزي طالما قرر البقاء في صفوف العدو على حساب بني جلدته ووطنه.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: