''بدون فواصل''.. حكايات المعاناة من أرض فلسطين
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت- دعاء الفولي:
متعلقات مترامية تظهر في الكادر، جبل غير مستوى من الأحجار، ركام كان يوما منزل، شاب يرتدي السواد يقف أعلاه، يتفوه بكلمات توصف بقايا القصف الذي حلّ بغزة في الفترة الماضية ''ما هو العدوان على غزة؟.. أن تخشى النوم واليقظة.. ماذا يفعل العدوان؟.. يسحلك، يصيبك، يقتلك.. يفعل كل شيء''، وقف ''عبد الرؤوف سمير'' يُلقيها، تتهدج أحباله الصوتية بينما يتحدث للكاميرا عن واقع عايشه كأحد أهل مخيم النصيرات بغزة، تلك كانت فحوى الحلقة الأخيرة من برنامج ''بدون فواصل'' الذي يشارك فيه مع زملاء آخرين جمعتهم الجنسية الفلسطينية، من خلاله ينقلون مشاهدي موقع يوتيوب إلى أرض فلسطين، ومعاناة مواطنيها.
منذ تسعة أشهر بدأ الفريق المكون من ثلاثة أصدقاء العمل على الفكرة ''كنت أسرد يوميات وأحداث باستخدام تقنيات بسيطة حتى تحولت الفكرة لشكلها الاحترافي''، يعتمد البرنامج بشكل أساسي على نقل أصوات الناس من الشارع ''نحاول قدر المستطاع تسليط الضوء على قضايا هامة أو قضايا مستترة لا يشعر بها الجميع''، لذا كان انطلاقهم لأكثر من مكان، كمخيم اليرموك الفلسطيني في سوريا، معبر رفح، أخرى وغيرها.
الحلقة الأخيرة التي أسماها الفريق ''غزة موت ومقاومة'' كان أثرها بالغ في النفس، تم تصويرها أمام منازل حي الشجاعية الذي ارتكب به جيش الاحتلال مجزرة أثناء الحرب، وكذلك حي خزاعة، فريق العمل تضرر من قصف غزة بشكل بالغ، سواء منازلهم أو الأقارب، حاولوا التخطيط لتصويرها أثناء القصف ''كان صعب لأننا من مناطق متباعدة واللقاء كان مستحيل عشان الظروف''، لذا تعين عليهم الانتظار حتى انتهاء الحرب بعد 51 يوم، لا يتمنى الشاب الفلسطيني أن يعمل تحت ضغط هذه الظروف مرة أخرى ''مشاعر الألم والحسرة كانت هي المسيطرة.. البيوت هي العمود الفقري الذي تستند عليه العائلات''، كان التصوير مرهقا ''لكن كنا محتاجين نوصل ما يحدث بغزة''.
التعامل مع تفاصيل تبدو في معظمها حزينة نظرا للاحتلال، يولد مواقف تُشبه التفاصيل في أغلب الوقت، خاصة عندما يتابع الفريق حال الناس في الدخول والخروج من بلدهم، كالحلقة التي صورها آل البرنامج قريبا من معبر كرم أبو سالم، بالإضافة للمخاطر الشخصية التي قد يتعرض لها أحدهم ''كنا بنصور على طريق شاحنات وقتها.. كل شوية لازم اتحرك عشان فيه شاحنة جاية''، في أحد المرات اقتربت الناقلة الضخمة من ''سمير'' فهرع من المكان تاركا خلفة الميكروفون والهاتف للنجاة بحياته ''ربنا سترها''.
بين الحين والآخر تتخلل يوميات الفريق لحظات سعادة مؤقتة؛ حيث كانوا ببلدة خزاعة يجهزوا للتصوير، بينما كان هناك فتاة تبحث بين أنقاض منزلها عن شيء ذات قيمة؛ فوجدت أموال كانت قد حصلت عليها من جمعية مع الأصدقاء، حالة من الضحك اعترتها ''وسمعنا منها قصة الجمعية وصورناها وهيا بتضحك، كان الموقف حلو لأنه بيأكد حجم قوة وعزيمة الشعب''.
اختيار موضوع الحلقة يتم بالاتفاق بين الفريق، إلا أن يكون هناك حدثا طارئا فيتم التطرق له، الصعوبات التي تواجههم كثيرة، أهمها كونهم فريق صغير يهدف لإخراج العمل بشكل احترافي في ظل إمكانيات محدودة، كذلك التنقلات من مكان لآخر تحت وطأة الاحتلال، وأخيرا الكهرباء التي يعتبرها ''سمير'' الأكثر تأثيرا على العمل خاصة مرحلة المونتاج، لذا يسعى الفريق لتوفير راعي للبرنامج يستطيع تيسير العمل.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: