''لبيب''.. ''الشقي'' على مسرح العرائس و''الشقيان'' خلفه
كتبت - يسرا سلامة:
''محمد لبيب'' واحد من الممثلين في مسرح العرائس، 13 عامًا هي عمره المسرحي، منذ أن شبّ صغيرا مع والده الذي كان يعمل في المسرح، حتي أصبح شابًا يافعًا، ظل محتفظًا بطفولته كامنة بداخله، حبه للعرائس فقط هو الذى يكبر، معها موهبة التمثيل التي يفضل أن يقدمها من وراء حجاب وخيوط لجمهوره من الأطفال.
''الولد الشقي'' شخصية عُرف بها ''لبيب'' داخل عدد من السيناريوهات والأعمال التي قدمها، جعلت مخرجو المسرح يختاروه في تلك الأدوار لاحقًا، أنواع متعددة من العرائس يتفنن فيها ''لبيب'' لعب أدواره، الأمر لم يقتصر على تحريكه لخيوط الماريونيت من خلف جدار يفصل بينه وبين جمهوره، لكن أيضًا هناك القفاز الذي يرتديه ''لبيب'' في يده ويؤدي به دوره في المسرحية، تاركًا صوته هو الآخر يكمل الدور، بجانب العرائس التي يرتديها، مثل عرائس البرنامج الشهير ''عالم سمسم''.
يعمل ''لبيب'' على الشخصية التي سيؤديها بداية من حصوله على النص ''أنا مسؤول عن عروستي من البداية للنهاية''، تبدأ من معرفة تفاصيل الشخصية منذ قرأته للسيناريو، يضيف لها التفاصيل من ''لزمات'' أو حركات تدهش الطفل، إلى أن يستلم العروسة من الاتيلية، ليمزج ''لبيب'' بين تفاصيله التي يضفيها على العروسة، وبين ملامحها التي يراها هو أول مرة قبل الجمهور.
مسرحية ''عروستي'' إحدى المسرحيات التي علقت بذهن ''لبيب'' متذكرًا شخصياتها حتى الآن، قصتها تدور حول فتاتين واحدة شريرة وأخرى طيبة ''حنان وشيرين''، الأولى تهتم بعرائسها والأخرى تعاملها بإهمال، لتتحدث كل من عرائسهما لبعضهما البعض، في قصة شيقة عن مغزى الاهتمام بالعرائس، لعب فيها ''لبيب'' دور الولد الشقي ''كني''.
''كل مسرحية تدور حول قيمة أخلاقية'' يقول ''لبيب'' إنه حتى وإن كانت المسرحية قصيرة الوقت، فلابد أن تكون لها قيمة أخلاقيا، تهدف لزرعها في نفس الطفل، من الأمانة والصدق وحتى غسيل الأسنان قبل النوم.
يعطي ''لبيب'' بعضًا من روحه لكل عروسة يقوم بدورها ''لازم كل خيط يوصل له إحساسي''، يقولها عن حركة الخيوط بين أصابعه، وكأنها تمامًا إنسان يتحرك علي خشبة المسرح ''ده معيار نجاح دوري أو فشله''، لا يفرق كثيرًا معه إن كان دور العروسة ولد أو بنت ''الممثل الكويس يعرف يؤدي أي دور''.
يختلف وزن العرائس من تحت يدي ''لبيب''، إن اختلف مادة صنعها من الخشب أو الفوم أو القماش، يفضل ''لبيب'' أن يكون وزن دميته متوسط الحجم، لا ثقيل جدًا فتعوق حركة يده، ولا خفيفة حتى لا يفقد السيطرة عليها، ويسهل التفاف الخيوط حول يده.
''إحنا بنتعامل كأننا موظفين حكومة'' يقولها ''لبيب'' في إشارة لتعامل إدارة المسرح مع الممثلين والفنانين بداخله، يشكو من قلة الأموال التي تمنحها الدولة للمسرح أو الاهتمام به، يحصل ''لبيب'' على 500 جنيه كراتبه في المسرح ''إحنا موظفين في وزارة الثقافة، وللأسف مرتبتنا حاجة تكسف''، مطالبات العاملين بالمسرح بزيادة الرواتب تُقابل بـ''هي دي الميزانية وحال البلد تعبان'' كرد عليهم، لم يدخل موظفو المسرح في دائرة الإضرابات أو الاعتصامات، يقول ''لبيب'' ''إحنا عمرنا ما فكرنا نعترض بالاعتصام، لكن واضح ان ده اللي بيحيب نتيجة''.
ورغم تردي أوضاع العاملين، يوضح ''لبيب'' أن المسرح لا يزال يستقبل عدد كبير من الجمهور، فأغلب الحفلات تكون كاملة العدد، خاصًة في فترة نصف العام التي يعمل فيها المسرح بكل طاقته على مدار الأسبوع، بجانب الزيارات التي يذهب فيها المسرح لعدد من المحافظات للعرض، أو حتى خارج مصر في عدد من البلدان العربية والأجنبية ''برة مصر بيتم التعامل معانا بشكل أفضل من داخلها'' يقول ''لبيب'' أن آخر المسارح التي تهتم بها الدولة هو مسرح العرائس، إن اهتمت الدولة بالفن المسرحي ''إحنا بيتم التعامل معانا إننا درجة رابعة''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: