''اليوم السادس''..نهاية ثنائي محسن وشاهين
كتبت-رنا الجميعي:
في اليوم السادس كانوا بالموعد، يشاهدون ''شقاوة'' محسن و''رزانة'' داليدا، امتلأت سنيما ''زاوية'' بمحبي يوسف شاهين، البعض جلس للدردشة حتى الموعد، هناك من يحضر الفيشار، والآخرين جاءوا مهرولين ليلحقوا بمقاعد الصف الأول في قاعة امتلأت عن آخرها.
''هنروح يا حلوة لإسكندرية''..في دعوة يغنيها الممثل ''محسن محي الدين'' ''عوكة'' باستعراضه ''حدوتة حتتنا''، الكلمات التي لم يكن يعنيها تماما ولم تتحقق تماما، إلا أنها حدثت بصورة ما، حيث مرض حفيد ''صديقة'' بوباء الكوليرا، وعليها أن تذهب به إلى الأسكندرية ويرى البحر ليتم شفائه بعد اليوم السادس من مرضه، تجد مركب تُخفي فيه حفيدها، بمعاونة المراكبية، والحب الذي نبض بقلب ''عوكة'' تجاه ''داليدا'' جعله يلاحقها حتى السفر، ويلازمها في رحلتها، التي انتهت بوفاة الحفيد، وافتراقهما على حافة المدينة.
''عوكة'' القرداتي المشاغب والمحب للحياة التي تبهره ''الحلوة'' الشقراء، فيصبغ شعره بالأصفر ويرتدي ملابس الإنجليز، حتى تأخذه بنفس الموعد التي تأتي به لجلب أحد الإنجليز، إلا أن حظه السئ تبعه، فيمر به الطلاب المصريين ولا ينال سوى ''علقة''، يذهب صارخًا في ''صديقة'' التي أعطته الصبغة الشقراء، وزاعقًا لرغبته في إعادة شعره للون الطبيعي.
امتلأ الفيلم بالحركة التي أشعلتها روح ''عوكة''، رغم كآبة الحدوتة، إلا أن الفيلم المهدى إلى جين كيلي، الممثل الأمريكي والمغني والراقص، كان لابد له أن ينعم بترف الغناء والرقص الجيد، وهو ما أتقنه ''محسن'' تمامًا، أو كما قالت ''صديقة'' في الفيلم ''انت 20 سيما في بعض''.
على الجهة الأخرى وقفت ''صديقة'' بشكل معاكس، فهي السيدة الكبيرة التي تحمل همًا فوق هم، حينما عرض عليها ''عوكة'' حبه، وكان فارق السن بينهما''أنا في 46 حط عليهم هلاك الأيام يبقوا تمانين''، والتي تمثلها تمامًا الجملة التي قالتها لزوجها ''سعيد'' باستنكار ''دي ابتسامة..دي جرح في وشي''، وهي الجملة التي أضافها ''يسري نصرالله'' للسيناريو، كما تحدث في الندوة عقب الفيلم.
الموت الذي لاحق ''صديقة'' من الأستاذ الذي مالت إليه، وزوجها الذي لجأ للموت فرارًا من بؤس الحياة، تبع حفيدها ليصيبه هو الآخر بالكوليرا، وأوشكت على الانتصار عليه، مع بزوغ شمس اليوم السادس، وبعدما حسبت أنه غفل عنها جاء ليخرج لسانه لها، آخذًا بروح الحفيد، ثم بروحها هي في الواقع، وتنتحر على فراشها بباريس، بأقل من عام من تاريخ عرض الفيلم في 1986.
العالم الموازي الذي صنعه ''شاهين'' بديكور ''طارق صلاح الدين''، وهو الفيلم الوحيد الذي قام به مهندس الديكور، كما ذكر ''نصرالله''، يقوم برسم لحارة شعبية تمتلأ بالناس، والنهر الصغير الذي يسري به المركب، كان جزء من الديكور أيضًا.
عالم استطاع ''شاهين'' أن يحملق فيه الحاضرون دون كلمة، تصديقًا للأحداث التي صنعها، وانبهارًا ب''عفرتة'' عوكة، مع قولة ''الله'' في استعراضه الراقص، و''التصقيفة'' المكتومة بعد انتهاء الاستعراض كأنما قدم محسن رقصته لجمهور خاص على مسرح وليس على الشاشة، فيما صفقوا جميعًا مع نهاية الفيلم تبجيلًا لموهبة لم يتأثر بها الزمن، وسيرة مخرج لم تنقطع.
عقب الفيلم تحدث ''يسري نصرالله''، المخرج، والذي ذكر اسمه في تتر الفيلم شكرًا، فنصر الله حضر تصوير الفيلم، رغم عدم تعاونه فيه بشكل تقني، إلا أنه يعرف الكواليس التي قام فيها الفيلم، والجدل الذي حدث بين محسن وشاهين، فيما وصف ''نصرالله'' هذا الجدل بأن ''محسن كان ساحر في عنين شاهين''، لكن الضغط المستمر جعل أيام التصوير ''جحيم'' لم يظهر بالفيلم.
رغم الجدلية المستمرة حتى الآن والتي لم يُكشف كل أسرارها بين محسن وشاهين، إلا أن ''لمعة'' عوكة بالفيلم، وروحه الراقصة، وصوته الطفولي الدافئ ظل يرن بأذن من شاهد ''اليوم السادس''، غاض الطرف عن انتهاء الثنائي الجميل، حينما قال ''مسمعتش يا غايب حدوتة حتتنا
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: