لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ترام مصر الجديدة.. المحطة الأخيرة

02:06 م السبت 20 سبتمبر 2014

كتبت – يسرا سلامة:

فوق الأرض هو وسيلة للتواصل والانتقال، وبداخل الذاكرة يحتل مكانًا بداخل نفوس ساكني مصر الجديدة أو روادها، عبق الماضي يمشي على قضبان، ''مترو مصر الجديدة''، عُرف بالمترو السطحي أوالترام، وسيلة الطلبة للانتقال لجامعة عين شمس، وللساكنين الذهاب إلى المنطقة الراقية، لا يزال يتحمل الركاب رغم الإهمال، ارتسم بالأخضر والأصفر رغم المصير الأسود الذي يهدده بإلإزالة الكاملة، في إطار مشروع توسيع المكان، وضمن خطة لحل أزمة المرور في القاهرة الكبرى.

وسيلة غير ملوثة للبيئة، بتذكرة قيمتها خمسون قرشًا، يمر على عدد من المناطق بداخل هليوبليس، منها كلية البنات والنادي الرياضي والسبع عمارات، بعد أن غاب عن منطقة الميرغني إثر إزالة جزء منه، لتحين محطة الترام الأخيرة، ويصبح الأمر بين يدي الحكومة.

مبادرة: الترام تراث ومنفعة

تعرض المترو للإزالة دفع مجموعة من الشباب بإطلاق مبادرة من أجل الحفاظ عليه، في إطار الحفاظ على تراث ''مصر الجديدة''، ''ميشيل حنا'' من منسقي المبادرة يقولإن المترو هو أول ما تم إنشاؤه في منطقة مصر الجديدة، متعجبًا من قرار التخلي عنه بتلك السرعة، خصوصًا إنه أحد المعالم المميزة للمدينة، ويُعد تراث مهم بها.

كما يشير ''حنا'' إلى الأهمية العملية للمترو، منها إنه يقيل الطلاب في المناطق الداخلية لجامعة عين شمس، كما يستخدمه الركاب والموظفون، إذ إنه صُمم خصيصًا ليتم نقل الركاب بداخل المدينة، مشيرًا إلى أن منذ انتقاله من شركة ''مصر الجديدة'' إلى القطاع العام وهو متعرض للإهمال، ويضيف إن القيمة الباهظة تكمن في القضبان والمسارات الحديدية للمترو، وإن ما يحتاجه فقط عربات جديدة، وأسعارها ليست بارتفاع باقي قطع الغيار بالترام.

''لفة بالمترو'' هو أحدث نشاط قامت به الحملة من أجل التوعية بحق المواطنين في بقاء مترو مصر الجديدة، ليلاحظ ''حنا'' توافد عدد كبير من الركاب علي الترام، ''المترو لسة مامتش والناس بتركبه''، ويذكر إن دولة المغرب اهتمت وطورت الترام بمدينة الدار البيضاء، ومثل أيضًا الكثير من دول أوروبا، دون الإستغناء عنه، ليذكر أن المبادرة تواصلت مع مسؤلين لكن دون رد، وسط إعراب جهاز التنسيق الحضاري عن رفضها لمشروع الإزالة، ويضيف أن المبادرة تفكر في طرق السبل القانونية في حالة استمرار مشروع إزالة المترو.

خبراء: الترام تعرض للإهمال

''إلغاؤه مصيبة''.. هكذا علق ''سمير غريب'' الرئيس السابق لجهاز التنسيق الحضاري ومسؤول مركز إرتقاء للحفاظ على التراث، ليشير إلى ان أول الكوارث إنه لا أحد من الحكومة أصدر بيان واحد يوضح أسباب البدء في مشروع إزالة الترام، مضيفًا أن تجاهل الرأي العام وأصحاب المصلحة من السكان والمصريين كافة أمر خطير؛ إذ يُعد الترام جزء من تراث مصر.

ويستكمل ''غريب'' إن انشاء الترام تم في ضاحية مصر الجديدة كان خُطة في محاذاة النسق الاوروبي، مشيرًا إنه أسرع مواصلة من غيره، ولا يسبب أي زحام لإن له طريق منفصل عن باقي المركبات، ليتابع أن قرار الإزالة ينم عن جهل المسؤولين عن الأمر، بحسب رأيه.

''لم يعد له أهمية''.. يقول ''سامي عامر'' أستاذ التخطيط العمراني إن الهدف من إنشاء الترام في عام 1918 كان جذب السكان للمنطقة الصحراوية وقتها ''مصر الجديدة''، ومن أجل تخفيف الحدة السكانية على القاهرة، لكن ذلك الهدف انتفى بعد عمران المنطقة، بجانب الإهمال الذي تعرض له الترام وهلاكه بعد مرور الزمن، وعدم صلاحيته بحسب رأيه.

ويشير أستاذ التخطيط إن مترو الانفاق تحت الأرض أصبح يصل إلى مصر الجديدة، ليضيف لعدم أهمية وجود المترو السطحي الآن، وإن الإزالة أشبه بما حدث لمترو شبرا وشارع السواح، ومن أجل تخفيف الحمل على شبكة الطرق والنقل، واستبداله أيضًا باتوبيسات عامة.

المحافظة : تطوير وليس إزالة

''ما يحدث تطوير وليس إزالة''.. يقول ''محمد الدميري'' المتحدث باسم محافظة القاهرة، والتابع لها ترام مصر الجديدة، مشيرًا إلى أن هناك بعض الخطوط بالمترو لا تحقق ربح، وتُعد عبء على الدولة، ويضيف أن التنسيق يتم بين المحافظة وهيئة النقل العام من أجل سحب العربات القديمة، وإحلالها بالجديد.

ويضيف المتحدث باسم المحافظة أن هناك مخاطبات بين المحافظة والشركات الأجنبية من أجل استيراد عربات للمترو بأفضل سعر وأكثر كفاءة، وإن ما يتم إزالته هو توسيع للمنطقة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان