الشموع والكشافات الكهربية.. ''رزق الظلام''
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت – يسرا سلامة:
ظلام وانقطاعات مستمرة للكهرباء، لم تخلف ورائها فقط الظلام وساعات انتظار الفرحة، بل أرزاق لمواطنين وجدوا في وسائل الإضاءة البديلة متنفس للرزق، منها يتكسبون، فالانقطاع وسيلة لرحابة في الرزق، ''حمدي'' تاجر بالشموع، و''رمضان'' تاجر للكشافات الضوئية، يتحدثون عن لحظات الرزق والظلام أيضًأ.
''حمدي''.. الشموع البديل الرخيص وقت الظلام
بجانبه تتراص أكوام من بضاعته، يحل عليها كل عام ولا ينقص منها إلا قليلًا، فهي لا تؤكل ولا تشرب، وإنما تشتعل فقط لتنير، أكوام من الشمع ذو اللون الواحد، هي الآن ''كنز ونعمة'' لـ''محمد حمدي'' تاجر الجملة بمنطقة إمبابة.
لحظات غضب لا تخلو من السٌباب تحيط بأبناء المنطقة الشعبية التي يعمل بها ''حمدي''، لكن شيئًا من الفرحة يدخل إلي قلب التاجر المخضرم إذا ما شعر بالظلام، يستعد بعدها إلى استقبال زبائن اضطرتهم الظروف إلي الإقبال عليه، حتى إن رفع سعر الشمعة الواحدة الضعف، فالمواطن سيدفع من أجل لحظة نور، على حد قوله.
''الناس بتفتكر أن أنا اللي بقطع النور عشان ابيع الشمع'' دعابة يلقيها زبائن ''حمدي'' على مسامعه، بعد أن طالت ساعات الظلام في ليل بعض المناطق الشعبية، جعلت أيضًا تجار فرط الشمع يقبلون على ''حمدي'' من أجل شراء كراتين الشمع البيضاء.
من 99 جنيهًا إلي 165 جنيهًا للكرتونة الواحدة من الشمع، هكذا تدرج سعر السلعة الأكثر رواجًا بين يدي المصريين في الظلام، والتي تحوي كلًا منها 22 كيس للشمع، بواقع عشر شمعات للكيس الواحد، يقول ''حمدي'' إن حتي تجار البقالة الذين كانوا لا يشترون منه الشمع اضطروا لذلك إرضاءً لحاجة الزبائن، ومن أجل الربح.
تجار من البدرشين وامبابة والوراق هم من يتعاملون مع ''حمدي''، غالبيتهم من المناطق الفقيرة، يجدون في الشموع سبيل وفر من كشافات الأنوار، يقول ''حمدي'' الذي يستخدم هو الآخر الشمع في منزله ''الناس بتقول كلها ساعة ولا ساعتين .. ليه أرمي 100 جنيه ولا حتى 50 جنيه في كشاف لما الشمعة بجنيه؟!''، موضحا أن الشموع الآن رائجة أكثر من عهد الرئيس الأسبق ''محمد مرسي''.
''رمضان''.. سعر الكشافات ''نار''
قبل الذهاب إليه تتعرف على بضاعته من الزحام حولها، نسوة من وظائفهن يجدون في فرشته فرصة للتجمع والتقليب بينها، فهو لا يبيع ذهبًا وإنما أثمن من ذلك في حالات الظلام؛ كشافات وبطاريات كهربية، منذ الثامنة صباحًا، يقف ''محمد رمضان'' بمجموعة من الكشافات الكهربية المتنوعة في شارع ''سليمان أباظة'' بوسط البلد، وقت ذروته ساعة إقبال الموظفين على المنطقة، وقت قليل يجده الصبي ذو الثامنة عشر عامًا من أجل الحديث مع رفقائه، فالبيع والشراء ''نار الأيام دي''.
أسعار كشافات ''رمضان'' تبدأ من العشرين حتى المائة وعشرة جنيها، تمر بأسعار متفاوتة تختلف وعدد اللمبات في الكشاف الواحد، كلما زاد عددها ارتفع السعر، يأتي بهم ''رمضان'' من منطقة الموسكي الشهيرة ببيع المعدات الكهربية.
قدم ''رمضان'' منذ عامين إلي القاهرة المزدحمة من ''الفيوم''، ليبيع عدد من الأجهزة الكهربية وحتى الآن، لا يخشى الصبي انقشاع الأزمة إلى زوال، ويقول إذا ما توقف انقطاع الكهرباء ''كل واحد له رزق''، يستخدم الصبي في منزله واحد من كشافاته التي يبيعها للإنارة، لا يلحق من ساعات الظلام سوى مرة لا تتكرر كثيرًا بسبب عمله في الشارع.
''هالة السيد'' أحد زبائن ''رمضان'' كانت تختار أحد الكشافات لشرائها، تشكو من غلاء الأسعار، ''لكن احنا مضطرين هنعمل ايه بس؟''، حوالي 100 جنيه دفعتها السيدة نظير زوج من الكشافات، تستخدمهم السيدة أثناء تواجد المدرسة الخصوصية لأبنائها.
حكاوي الناس مع ''الضلمة وسنينها'' (ملف خاص)
لمتابعة باقي الموضوعات
جيران ''قسم الطالبية'' خارج دائرة ''تخفيف الأحمال''
يوميات حُراس أبراج الكهرباء.. مواطنون على أرض المغامرة
''إبراهيم''.. ''ظلام متقطع'' أسوأ من ''عمى دائم''
''محول'' مصري الصنع.. آخر المحاولات الشبابية لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية
موظفون على ''خط'' النار.. والسبب شكاوى ''النور''
مصراوي يسأل: لما بتشوف مؤشر الاحمال بتعمل ايه؟
سكان ''بطن البقرة''.. الحياة تحت رحمة ''وصلة كهربا''
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: