إعلان

أسرة السائق المُنتحر يروون لمصراوي الساعات الأخيرة في حياته

09:59 م الأربعاء 24 سبتمبر 2014

صورة تعبيرية حفاظا على مشاعر أسرة السائق

كتب- محمد مهدي:

كعادته استيقظ ''فرج رزق فرج'' مبكرا في منزله بمنطقة عين شمس، ارتدى ملابسه، وزع قُبلاته على أبناءه الاثنين، ودع زوجته وخرج إلى عمله بإحدى شركات السيارات يمارس عمله كسائق ''خِبرة'' له مكانته بين زملاءه الذين التقوا به قبل أن ينطلق في مهمة عَمل لم يعد منها ''مديره عرفني بالخَبر وسط صدمة كبيرة.. مصدقتش إزاي وليه يعمل كدا'' قالها بحزن ''سمير رزق'' شقيق المتوفي.

وقع الخبر كان قاسيا على ''سمير'' الذي انطلق إلى مكان الواقعة في طريق ''مصر- إسماعيلية'' الصحراوي، وجد زحام أسفل لوحة إعلانية على الطريق، ارتجل من سيارته واندفع نحوهم، ليرى جثمان شقيقه، حاول تمالك أعصابه واتصل بـ ''عادل عياد'' زوج شقيقتهما وطلب منه إبلاغ الأسرة بالحادث.

''أول ما شوفته صرخت في الناس.. شَنق نفسه إزاي؟'' مندهشا ألقى ''عياد'' بسؤاله على الحضور من شرطة ومواطنين، وتلقى الرد من أحد شهود العيان على الواقعة، السائق ترك سيارته وصعد إلى اللوحة الإعلانية ممسكا بحَبل، ثم صنع ''عُقدة'' وانتحر في دقائق، هرولوا تجاهه في محاوله لإنقاذه ''عقبال ما طلعنا ونزلناه كان السِر الإلهي طِلع''.

السائق الخمسيني، لا يعاني من أي ضائقة مالية كما أشيع عن أسباب قدومه على الانتحار كما يؤكد شقيقه ''احنا عائلة ميسورة الحال وهو عايش في شقة محترمة وأولاده في مدارس خاصة''، يظن ''سمير'' أن الأمر لا يتعدى مجرد نوبة ''خَنقة'' مفاجئة لم يتحملها شقيقه فاتخذ قراره بفراق الحياة.

أخر مرة التقى فيها ''سمير'' بشقيقه قبل عدة أيام ''كنت مسافر وقعدنا سوا مع بعض وكان عايز يعمل عملية صغيرة في بطنه واتفقنا لما أرجع عشان أكون جمبه''، سوى تلك العملية البسيطة-بحسب سمير- لم يشعر أن هناك أزمة نفسية يمر بها المتوفي.

انتشار صورة المتوفي مشنوقا على المواقع الإخبارية والتواصل الاجتماعي أثار غضب أسرته ''حاجة تزعل الصراحة.. إزاي ينشروا صورته كدا هو مفيش حُرمة ميت'' يذكرها ''عياد'' بانفعال- الذي رفض التقاط أي صورة له وللأسرة أثناء تواجدهم أمام مشرحة زينهم-.

يرفض ''عياد'' أي حديث عن وجود خلافات زوجية حادة بين المتوفي وزوجته كدافع له للانتحار ''المشاكل اللي بتحصل عادية زي كل البيوت'' موضحا أنه في حالة وجود أي أزمة كبيرة ستعرف الأسرة كلها بالأمر وهذا لم يحدث-بحسبه قوله-.

أمام مشرحة زينهم، يتواجد عدد كبير من أسرة المتوفي-خلال كتابة هذه السطور- منذ ساعات، في انتظار السماح بخروج الجثمان، ليلقوا عليه نَظرة الوداع قبل دفنه ومعه لُغز قدومه على الانتحار.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان