لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الصور.. ''ميدان الثورة'' لا يهتم بـ ''محاكمة القرن''

12:49 م السبت 27 سبتمبر 2014

كتب- محمد مهدي:

ماسح أحذية منكفئ على قدمي زبون، عامل نظافة منهمك في عمله، شرطي مرور يُنظم حركة السيارات، عمال يطلون واجه إحدى المباني التابعة لمجمع التحرير، حركة رتيبة روتينية في أنحاء المكان، هدوء أثناء بدء جلسة النطق بالحكم في قضية قتل المتظاهرين المعروفة إعلاميا بـ ''محاكمة القرن''، لا أحد ينتبه للأمر في ميدان التحرير الذي حَمل منذ سنوات روح ونبض ثورة 25 يناير.

بداخل إحدى المقاهي المُطلة على ساحة ميدان التحرير، الذي يحتفظ بين أركانه ببقايا صخب الثوار منذ أيام الثورة، كانت المقاعد كثيرة لكن الحضور قليل، التلفاز المُعلق في أعلى نقطة بالمكان يأتي بوقائع الجلسة، بينما انشغل المتواجدين في أحاديث جانبيه، أو استخدام الهاتف، أو قراءة الصُحف، لا يقاطعهم سوى النادل الذي يدور حول الجميع لمعرفة طلباتهم من ''المشاريب''، يقف كل حين مشدوها نحو التلفاز متأملًا صورة ''مبارك'' ثم يُحرك رأسه بأسى في صمت ويعاود استكمال عمله.

عند إعلان المستشار محمود كامل الرشيدي، رئيس جنايات شمال القاهرة، قراره بمد أجل الحُكم إلى يوم 29 نوفمبر القادم، لم تصدر أي بادرة اهتمام من الجالسين بداخل المقهى، لا وجود لتأييد أو اعتراض، كأن شيئا لم يحدث، وفي الخارج كان نَفر من العمال يستكملون أعمال تطوير إحدى العمارات، التي شهدت في يوم 10 فبراير 2011 اصطفاف الجماهير حول شاشة ضخمة وضعت أسفلها، لمشاهدة ''مبارك'' في خطابه الأخير قبل التنحي وهو يعافر من أجل البقاء على رأس السلطة، الذي قضى عليه هتاف ''مش هنمشي هو يمشي''.

قوات الأمن تواجدت وسط الميدان، تراقب الأوضاع، تؤمن اللمسات الأخيرة لجراج التحرير، قَبل أن تَظهر سيارتين تابعتين لقوات أمن القاهرة، تُصدر صوت يدوي مُعلنا ''نحن هنا''، مارة من أمام شارع محمد محمود المُزين بـ ''جرافيتي'' يحتضن في تفاصيله الثورة ومريديها وشهدائها، ما تبقى من رائحة البارود والغاز خلال معارك الثوار من أجل الحفاظ على الميدان الذي لا يهتم اليوم بمحاكمة عدوهم الأول.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان