لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور: حاتم عرفة يعيد مكانة الخط العربي بـ"الرسم بالكلمات"

11:47 ص الإثنين 29 سبتمبر 2014


كتبت - إشراق أحمد:

يمسك بقلم رصاص، ينثر خطوط على ورقة بيضاء، يواصل "الشخبطة" حتى تنير الفكرة بعقله، يرى الشكل والتفاصيل، تجذبه جملة بعينها سبق له قراءتها، تحدثه نفسه أنها النهاية وآن للقلم العربي أن يتدخل، يسير به على الرصاص، فيتجلى مرة مركب على ظهره رجل بزي نوبي، يشكل فراغهما كلمات تغني بها أحمد منيب "شد القلوع يا مركبي مفيش رجوع يا مركبي"، وأخرى يُضفي وجه محمود درويش بهاء على كلماته "سأصير يومًا ما أريد"، وثالثة تُشكل الكلمات خصلات شعر فيروز وهى تتغني "عندي ثقة فيك"، وأخيرة آيات قرآنية تنفرد حروفها مليء الورقة، مانحًا أحيانًا الكلمات والخطوط مس من "الجرافيك" ليتمم به فكرة "الرسم بالكلمات".

كل ما هو مرئي يجذب حاتم عرفة، شاب سكندري عشق الخط العربي فقرر أن يسخر له عشق آخر؛ كل فن بصري خاض تجربته، من تصوير فوتوغرافي، تصميم جرافيك، الرسم، مارس "عرفة" كل مجال منهم على حده، لكنه وجد أنها جميعًا شيء واحد، فما يشغله "إزاي أقدم عمل فني بصري بشكل جديد ومميز ويوضح فكرتي وشخصيتي"، ويبقى وصف خطاط ومصمم جرافيك الأقرب له، لذا قرر الدمج بينهما بشكل خاص في مشروع أسماه "الرسم بالكلمات" فهو نتاج اهتمامه بكل تلك المجالات الفنية.

هدف "عرفة" من تلك الفكرة إظهار أنه يمكن تقديم الخط العربي بشكل عصري مندمج مع أفكار ورسومات غير متوقعة، وفي الوقت ذاته تقديم "الجرافيك" العصري "اللي فيه روح كلاسيكية قديمة وتاريخ زي الخط العربي" حسب وصفه.

قبل أربعة أعوام كان اهتمام الشاب العشريني منصب على أعمال تصميم الجرافيك، حتى حانت اللحظة التي رغب فيها بتطوير نفسه وإيجاد أسلوب جديد، شخصيته التي يلخصها في كلمتين "مبحبش الملل" كان دافعه في ذلك، فبدأ في عمليات الدمج بين الكتابة بالخط العربي والرسم بالجرافيك، استهل الأمر بكلمات شخصيات يفضلها؛ الشاعر الفلسطيني محمود درويش، والمغني محمد منير، فحتى مرحلة الرسم والكتابة على الورق تنتهى اللوحة اليدوية، وأما دخولها على الكمبيوتر وإضفاء لمسات جديدة إلى أن يرضى عن العمل، فهذا يعطي فرصة أكبر لتنفيذ الرسم على أي شيء بدءًا من الفخار وانتهاءًا بديكور على الحائط.

"بتساعد على الإلهام واتساع رؤية اللي بيشاهدها أكتر وإنه يفكر بشكل مختلف" كذلك يرى "عرفة" الرسم الذي يجمع بين الخط العربي والجرافيك، وهو الشيء المختلف فيما يقدمه حسب قوله.

كلمات نزار قباني التي تغنت بها ماجدة الرومي ترسم رداءها المنفوش كأنما فراشة تفرد جناحيها "وعدتك ألا أحبك وأمام القرار الكبير جبنت"، فيما يحتضن جسد أمل دنقل أبيات شعره "فلترفعوا عيونكم إليّ لربما إذا التقت عيونكم بالموت في عيني يبتسم الفناء داخلي لأنكم رفعتم رؤسكم مرة"، وتحيط ابتسامة سعاد حسني بكلمات صلاح جاهين "قلبي بيزغزغ روحه بروحه عشان يمسح منه التكشيرة"؛ نماذج أطل بها "عرفة" في لوحاته حرص بها أن يعبر الرسم عن فكرة تكتمل بقراءة الجمل المختارة في شكل فني يسر الناظرين.

تقبل الرسومات وظهور اهتمام بالخط العربي دفع خريج كلية التجارة أن يعد الورش لتعليم "الرسم بالكلمات"، أراد أن يكون له دور في نشر هذا الفن "وأن الناس تفهم في الخط العربي وفنياته أكتر مش مجرد حروف تتحط بأي شكل"، وزاد من حماسه رؤيته لحالة الإشباع التي يصنعها هذا الفن لعدد من الحضور، مما أكد له "أحنا كمجتمع عنده حرمان من فن الخط العربي ومظاهر الحضارة العربية اللي بتتاكل باستمرار في الشارع".

مع كل رسم يقوم به "عرفة" يتمنى أن يعود للفن العربي مكانته الحضارية التي يستحقها، والاهتمام به "ميكونش مجرد موضة"، بل يحلم أن يدخل في تفاصيل الحياة اليومية من ملابس ومباني والمقتنيات بشكل عام، وأن يستطيع بما يقوم به توصيل جزء من الحضارة إلى الأجيال الجديدة التي تتأثر مع الوقت بالحضارات الأجنبية.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان