إعلان

"مناورة" الكهرباء .. الظلام مستمر والخلل مجهول

06:30 م الخميس 04 سبتمبر 2014

كتب- إشراق أحمد ويسرا سلامة:

كانت "ناهد شحاتة" تستعد لبدء يومها، السابعة وعشر دقائق أشارت الساعة، حينما أضاء الكشاف الذي بات ملازمًا للبيت منذ شهور، فتأكدت السيدة الستينية أن "النور قطع"، وقررت العودة للفراش فليس أقل من ساعة قبل أن يرجع التيار الكهربائي، ومع العاشرة استيقظت لتجد الحال كما هو عليه، فضلاً عن انقطاع المياة، تستمع للأخبار فيأتيها السبب "خطأ فني خلال مناورة صيانة"، تمتعض ربة المنزل قائلة "كل شوية يطلعوا بحاجة"، أسباب متوالية استمعت لها "ناهد"؛ من زيادة الأحمال إلى استهداف محطات الكهرباء وأخيرًا "المناورة" التي لا تعرف معناها؛ لكن الأمر لا يلبث أن يتوقف حتى يعاود أدراجه بأزمة أشد من السابق.

"إيه.. مناورة إيه دي".. كلمات عفوية انطلقت من السيدة الستينية حينما عرفت سبب انقطاع الكهرباء هذه المرة، وأعقبتها بأخرى ترددها كل مرة ينطفيء بها النور "ربنا يتوب علينا.. هى العقول نضبت مفيش حد عنده حل للمشكلة دي"، إذ تشهد "ناهد" وأسرتها انقطاع الكهرباء خمس مرات في اليوم الواحد بمعدل ساعة في كل مرة، غير أن الأمر توقف قبل أسبوع حتى الأمس حيث عاد بانقطاع مرتين.



"عمليات إعادة توزيع الأحمال" هكذا فسر محمد اليماني المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، كلمة مناورة الصيانة، مضيفًا أن ذلك فعل يحدث كل يوم "ده شيء بيمرن المحطة ويحسن قدرتها"، لكن ما حدث هو عطل فني مفاجيء أدى إلى خروج بعض الدوائر وبالتالي انقطاع الكهرباء. وأكد "اليماني" تعدد الأسباب التي خرجت عن انقطاع الكهرباء، وأنهم في المقابل يحرصون على تجاوز المشاكل قدر المستطاع، لتضيف الوزارة في بيانها إنه يتم الآن التحقيق للوقوف على أسباب العطل، وجارى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتغلب على هذا العطل.

 


ويوضح استشارى الطاقة والبيئية "ماهر عزيز" إن ما حدث من انقطاع طويل للتيار الكهربائي جاء نتيجة مناورة؛ وهو ما يعرف بخروج الخطوط من الشبكة الكهربية من أجل اختبارات في الشبكات، يقوم بها العاملون عليها من وقت لآخر، كأسلوب هندسي معروف في الشبكات من أجل تدريب الخطوط الجديدة والصيانة، ووجود وحدات جديدة لتوليد الطاقة.

ويستطرد "عزيز" إن المناورة التي تمت هذا الصباح حدث بها خلل ليستمر فترة طويلة، ويرجع "عزيز" طول المدة إلى "عدم الإتزان اللحظي" الذي يحدث في الشبكات أو ما يُعرف بـ"black out" أو الظلام الشامل، والذي يؤثر بدوره من شبكة لأخرى، وقد حدث هذا الظلام من قبل في أوائل التسعينات عندما سقطت شبكة التيار في أسوان فأثرت على كامل الجمهورية، واستمر الظلام حوالي 8 ساعات.

ويتابع الخبير في الطاقة إنه سقط حوالي 80 آلاف ميجا فولت، وبقى حوالى 12 ألف ميجا فولت في العمل، ليتابع أن "المناورة" ليست سبب مباشر لإنقطاع الكهرباء؛ لإنها وسيلة يتم اللجوء لها كل فترة كبيرة، ليظل السبب الأكبر كما يذكر "عزيز" هو نقص الوقود في محطات الكهرباء، بالإضافة لضغط الأحمال.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: