''رجب'' دفع ثمن ''الشهامة''.. من إنقاذ المصابين إلى حمله على ''نقالة''
كتبت- نيرة الشريف:
كان رجب فتحي وهدان- 45 عاما- يرقب المظاهرات منذ بدأت في يوم 25 يناير ''الثورة كانت موجوده في كل شوارع الإسكندرية، حي المنشية في الإسكندرية كان كله كتلة بشرية واحدة،ورصاص الأمن المطاطي والحي لم يفرق بين متظاهر وغير متظاهر''. هكذا بدأ رجب حديثه عن يوم مظاهرات جمعة الغضب في الإسكندرية.
نزل رجب في هذا اليوم لعمله كأي يوم طبيعي، حيث يعمل جزارا بأجرته في محل جزارة، كل معلوماته عن المظاهرات ''إن كان فيه مظاهرات يوم 25 وبيقولوا احتمال الجمعة يبقي فيه مظاهرات أكتر''. علي حد قوله.
فقط لم يستطع رجب أن يتحمل أن يرى أحدهم وهو يختنق من قنابل الداخلية التي ألقتها بلا عدد ''أنا لقيت واحد بيتخنق، وشكله جاتله أزمة قلبية، وعمال يكح، خرجت من المحل عشان أشيله من الشارع وأنقله جوه المحل.'' في هذه اللحظة أصيب رجب بعدة طلقات ما بين الرصاص الحي والمطاطي، وظل ينزف في الشارع دون أن يتمكن أحد من إنقاذه أو توصيله لأقرب مستشفي..''مالقوش قدامهم حل غير إنهم يوصلوني للبيت، ونقلوني علي عربية حديد من اللي بينقلوا عليها البضائع، وبعدين أهلي نقلوني المستشفي، الرصاص الحي طلع من جسمي بعمليات جراحية، والرصاص المطاطي فضل في جسمي''.
نحو 40 إشاعة طبية هي عدد الاشعات التي تكلف رجب ثمن إجرائها جميعا. ''كان فيه مركز طبي بيعمل وقت المظاهرات العمليات الجراحية للمتظاهرين المصابين مجانا، لكن كانت تكلفة كل الأشعة والأدوية علينا، كمان جبسوا لي رجلي كلها لغاية الركبة مرتين''.
تقول عزيزة محمد -63 سنة- والدة رجب، متذكرة ما حدث مع ابنها منذ أربعة سنوات ''أنا معرفش في السياسة، بس عرفتها يوم ما لقيت ابني جايبينه مجرور في عربية حديد في الشارع وهو غرقان في دمه.'' تصمت قليلا وتبكي لتضيف قائلة ''لقيتني باجري ورا ابني في المستشفيات، ومش عارفه لا حي ولا ميت ولا عارفه أوصل له وأشوفه، وبعد ما خرج من المستشفي وجه البيت فضل مش عارف حتى يتحرك، ومحدش سأل فيه''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: