لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جربت تشوف القاهرة بعيون كلب؟

02:39 م السبت 31 يناير 2015

كتبت – يسرا سلامة:

كيف تبدو الحياة في شوارع القاهرة من منظور كلب؟ سؤال مجنون ورد في ذهن ''أدهم الشريف'' الطالب بالمعهد العالي للسينما، حيث بدأ في عرض الفكرة كمشروع تخرجه في عام 2011، ليفاجأ برفض الفكرة من المشرفين في المعهد لصعوبة تطبيقها، لكن الفيلم خرج للنور وذهب إلى عدد من المهرجانات العالمية بعد أن حصد عدد من الجوائز العالمية، قبلها حصل على المركز الأول في معهد السينما.

''أحد سكان المدينة'' فيلم قصير استلهم فيه ''أدهم'' حياة شوارع القاهرة، إضاءة خافتة جدا تتلاءم مع ليلها، ''الفرجة'' على الكلاب في كل شوارع القاهرة جعلته يستعير الكلب بطلا للفيلم، كان الطالب بالمعهد وقتها يبحث لمشروع تخرجه عن بطل مثير وفيلم خارج الصندوق ''كنت بدور على أبطال متعرفش إنها بتتصور، عشان الصورة متبقاش مزيفة''.

الفكرة لم تبدُ حقيقية إلا لصاحبها وفريق العمل الصغير، الذي بدأ أول مرة في الشارع، بتفحص أدهم والفريق للكلاب في شوارع القاهرة من أجل اختيار ''الكاست'' من دنيا الكلاب، قبلها لم يكن هناك سوى مقترح لبنية فيلم، ليتم تصوير العمل بشكل مختلف، بعد أن استقر على ثلاثة كلاب في شارع ''شامبليون'' بوسط البلد.

ظل فريق العمل يتتبع الثلاث كلاب بعدسات prime lenses، والتي رأى أدهم مخرج وصاحب فكرة العمل إنها الأنسب من أجل ظروف الفيلم والإضاءة القليلة، بعد أن وجد في هؤلاء الثلاثة ما يجعلهم مميزين عن الآخرين من كلاب الشوارع، وخلال تصوير الفيلم يتم كتابة التعليق الصوتي من عادل عبد الرازق، الذي كان يؤدي بصوته شخصية الكلب البطل، وتستمر عملية التصوير لمدة شهر، وعملية المونتاج شهرين.

منذ أيام طرح ''أدهم'' فيلمه عبر موقع Viemo، ليلاقى عدد من ردود الافعال الجيدة مثل المخرج عمرو سلامة الذي وصف الفيلم بانه عبقري وأفضل فيلم قصير شاهده في حياته، وكذلك المخرج السينمائي ''محمد على'' بحسب رواية ''أدهم'' أنه استحسن العمل.

متابعة الكلاب في شوارع القاهرة لم تكن مجرد مشاهد لحياة حيوان، بل كانت فكرة العمل عن الحرية التي يتمتع بها كلاب الشوارع، والشجاعة التي يملكوها من أجل الحصول على الطعام، والاشتباك مع الكلاب الأخرى الأمر الذي جعل للفيلم خاصة في توقيت صناعته عقب ثورة يناير بشهور وجيزة رؤية مختلفة، وأن العمل يعبر بشكل ما عن الثورة.

لكن صانع العمل يرى أن الثورة والحرية لم تكن الفكرة الوضحة للفيلم، وإنه لم يلجأ لاستخدام الترميز ليعبر عن أفكار الحرية والشجاعة والتمرد لدى كلاب الشوارع، لكنه يرى أن أي فيلم قصير تمت صناعته في ذلك الوقت كان يرى من تلك الزاوية، ''أنا لا أدعي صفة ليست في الفيلم'' يضيف ''أدهم'' قائلا أن الفيلم ربما تأثر بالكلمات الصاخبة وقتها عن الحرية والثورة والانتصار على القيود، لكنه ليس إلا عمل فني يرصد حياة كلب في شوارع القاهرة المظلمة.

''حاجة من الاتنين.. ياتسوق دنيتك وتعيش في أمان، يا تخلي دنيتك تسوقك، بس في الحالة دي مفيش أمان''.. بلغة مثل تلك الجملة، حرة طليقة تعبر عن أهل الشارع، وبمصطلحات من جوانب الصعاليك – كما وصف صانع الفيلم بطله- اختار صناع الفيلم سردا صوتيا لصور حياة الكلاب، اقترب فريق العمل بأقصى قدر ممكن من الكلاب الأبطال، ظل صناع ''أحد سكان المدينة'' في بحث مستمر عن علاقة الكلاب الثلاثة بالأرض التي يعيشون فيها، ومدى انتماءهم لجماعة من الكلاب الضالة.

لم يضطر صناع العمل لتوجيه الكلاب بشكل محدد إلا قليلا، من أجل لقطات مقربة أو ناقصة في العمل ككل، لم يستمع أدهم تعليقات سلبية عن العمل إلا ما يتعلق بطول الفيلم بعض الشئ.

يستعد ''أدهم'' لصناعة فيلمه الطويل، بعد ان حصل ''أحد سكان المدينة'' على جوائز منها الجائزة الثانية بمهرجان ميلانو الأفريقي 2012، والجائزة الأولى بمهرجان مونتينجرو الدولي، والجائزة الذهبية بالمركز القومي للسينما، وجائزة يوسف شاهين كأفضل فيلم قصير، وجائزة لجنة التحكيم بمهرجان معهد جوتة الألماني بالقاهرة، والجائزة الثانية لمهرجان المعهد الفرنسي بالقاهرة.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان