لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رسام الكاريكاتير ''مخلوف'' .. في رثاء رسامي مجلة ''شارلي إيبدو''

04:07 م الخميس 08 يناير 2015

كتبت- رنا الجميعي:

لم يكن الأمر عامًا بالنسبة له كالبقية، الأغلب شاهد حادث مجلة ''شارلي إيبدو'' بعيون نصف مهتمة، أما هو فقد شاهده وقلبه يضيق، من ثم سارع إلى قلمه ورسم تضامنًا مع المجلة، رسم نفسه بعيون الساخر الذي كانه دومًا يحمل قلمًا، مقابل ملثم يحمل سلاحًا، كان ''مخلوف''، رسام الكاريكاتير، يرثي برسمته تلك أربعة فرسان كما وصفهم هم ''شارب، كابو، تينيوس، ولونيسكي''.

عرف ''مخلوف'' المجلة منذ عام 2002، جذبته برسوماتها وأفكارها الجريئة،كان أول غلاف يراه للمجلة بيد الفنان ''تينيوس'' ''كانت للتضامن مع المجاعات الأفريقية''، ليظل يتابعها حتى جاء الحادث الإرهابي الذي قضى على 10 صحفيين منها، واستمر بقراءتها على الإنترنت أو من خلال صديق يرسله له الأعداد جوًا.

الشجاعة الكبيرة التي تكونت لرسامي المجلة كانت إلهام ل''مخلوف''، حيث كسرت ''شارلي إيبدو'' كل القيود والحدود حتى المقدس منها ''مقتصرتش بس على رسومات ضد الأديان، لكن ضد الحكومات والسياسة''، أثر في رسام الكاريكاتير الأفكار التي تناولها ''شارب''، مدير التحرير، بأسلوب بسيط وألوان محددة يرسم، في حين خلط السياسة بالجنس كان أبرز ما اعتمد عليه ''ولونسكي''، وكان ''تينيوس'' بخطوطه السريعة يجذب الفنان، أما ''كابو'' فهو أكثر من أثر فيه ''كان بيشتغل في الجيش الفرنسي أيام حرب الجزائر، وهو ضد الجيش والاعتداءات العسكرية''.

اشتهرت المجلة برسوماتها المستهزئة ضد الإسلام، لكن تلك النظرة المقصورة على جانب واحد كان ''مخلوف'' يقوم بتجاوزها، "أنا رسام مصري مسلم مع حرية الرأي وضد الإرهاب"، يرى رسام الكاريكاتير أن خلط المعايير هي مشكلة المسلمين، فحينما سألوا ''شارب'' بعد الهجوم الأول على المجلة في 2013 قال ''أنا بتبع القانون الفرنسي لا الشريعة الإسلامية''.

 وصل الهجوم على رسامين المجلة حد وضعهم على قوائم المطلوبين من التنظيمات الإرهابية، ذلك السخط والغضب منهم كان بسبب أقلامهم، تعرّض ''مخلوف'' وغيره من رسامي الكاريكاتير إلى غضب يُمكن ألا يكون مساويًا بنفس مقدار القوة لكنه سُخط يعبر عنه الكثير بسبب رسوماته كما يراه على صفحة ''المصري اليوم'' التي يعمل في مؤسستها ''دايمًا بنتشتم لما نرسم ضد الداخلية والحكومة، الناس أقسى علينا من الحكومة''، رسام الكاريكاتير في نظر ''مخلوف'' كالجندي في الميدان، عليه أن يُمسك بقلمه دومًا، ومن الضروري ألا يكون جبانًا.

 العلاقة البعيدة ل''مخلوف'' بالمجلة كقارئ، لم تظل هكذا، حدث تماس بينهما قبل تنحي مبارك بأيام، طلب فنان فرنسي منه ومن رسام الكاريكاتير ''شناوي'' أن يرسما ل''شارلي إيبدو'' عن الثورة المصرية، فعلا ذلك ونُشرت رسومتهما بالمجلة التي تحوّل ''مخلوف'' هنا إلى مشارك بها، رغب رسام الكاريكاتير دومًا أن يقابل فرسانه الأربعة إلا أن الموت سبقه إليهم، سيطوي صفحات المجلة ولن يرى فيها رسومات خطها الفنانين الأربعة مرة أخرى، وكل ما يرغب فيه الآن أن يصبح بمقدار شجاعتهم.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان