لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الانتخابات مع "المعتقلين" و"الشهداء".. ذلك أفضل

04:35 م الخميس 15 أكتوبر 2015

كتبت-دعاء الفولي:

أيام وتبدأ انتخابات مجلس النواب للمرة الثانية بمصر عقب ثورة يناير، تمتلئ الشوارع بصور المرشحين، تغزو الوعود الوردية اللافتات، يدعو المرشحون المصريين لانتخابهم من أجل مستقبل أفضل، فيما يرى شباب آخرون أن الانتخابات عثرة جديدة في طريق الإفراج عن المعتقلين، وأن البرلمان القادم لن يضغط بحال على الدولة، لذا دُشنت خلال الساعات الماضية قائمتان رمزيتان تفاعل معهما رواد المواقع الاجتماعية تعبيرًا عن غضبهم، وهما قائمة "أفرجوا عن مصر" و"الشهداء".

إسراء الطويل، علاء عبد الفتاح، ياسين صبري، محمود شوكان وغيرهم من المُعتقلين كانوا على قائمة "أفرجوا عن مصر"، التي استخدمها رواد مواقع التواصل كهاشتاج، متحدثين عن ظروف اعتقال وأحوال المحبوسين، وقالت حركة 6 إبريل على تويتر تعليقا على الحملتين "انتخبوا صوت الشباب"، وضمت قائمة "الشهداء" أسماء مثل مينا دانيال والشيخ عماد عفت.

يرى خالد عبد الحميد، عضو حركة الحرية للجدعان، أن القوائم التي ظهرت حاليًا تقول إن البعض مازال يتذكر المعتقلين والشهداء "حتى لو الأمر على الانترنت فقط"، مضيفا أنه كان يُفضل لو اقتصرت القوائم على المعتقلين فقط لإبراز مشكلاتهم.

يميل عبد الحميد إلى المشاركة في الانتخابات ولو بالرفض "لكن في الوقت الحالي مبقاش فيه خيارات غير المقاطعة"، مؤكدا أن البرلمان سيثبت عدم اهتمام المواطنين به، أما فكرة اعتقال المروّجين لمقاطعة الانتخابات فلا يهتم بها الناشط السياسي "الدولة مش محتاجة ذريعة عشان تقبض على حد هي بتعمل دة طول الوقت وبدون مبررات".

من جانبه يعتقد الدكتور يسري العزباوي، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن الحملات المماثلة قد تؤدي دورًا جيدًا لتذكير أعضاء البرلمان القادم بقضايا المعتقلين وشهداء الثورة، لكنه لن يؤثر على الشارع المصري "لأن المرشحين بيوصوا أقاربهم ومعارفهم يصوتوا"، ويضيف العزباوي أن توقيت تلك القوائم خاطئ، فمن الأفضل الانتظار لانعقاد البرلمان ثم عرض الأزمات على النواب، كما أن وجود حملات من هذا النوع على الأرض قد تسمح باندساس عناصر متشددة أو تخريبية تستغل الفرصة للتأثير على حالة الاستقرار، قائلا: "إذا المقاطعين احتكوا على الأرض بالناخبين ممكن يحصل اشتباكات في ظل الاحتقان بينهم".

في 25 يناير 2014، تم إلقاء القبض على محمود محمد، بسبب ارتدائه "تي شيرت" كُتب عليه "وطن بلا تعذيب"، ومن وقتها يقبع الشاب ذو 19 عاما داخل السجن ويتم التجديد له. صورة محمد كانت من أكثر الصور التي تم تداولها في قائمة "أفرجوا عن مصر"، وكان طارق محمد الشهير بـ"تيتو" قد أيّد فكرة القوائم بشدة؛ فهو الأخ الأكبر لمعتقل التي شيرت، كما أنه كان محبوسًا على ذمة قضية اُتهم فيها بالاعتداء على مكتب الإرشاد وتم وصفه بـ"الخطر على الأمن القومي".

"أي حاجة ممكن تفكر الناس بإن إخواتنا مرميين في عتمة الزنزانة هتبقى مهمة"، هكذا يرى تيتو، أخذ قراره بمقاطعة الانتخابات لكنه يرى الحملة كوسيلة تعبير سلمي عن الرفض، وكتنفيس للغضب بسبب الوضع السياسي "كفاية حالات الاختفاء القسري اللي بتحصل شبه يوميًا غير التصفية والسجن بدون تُهم".

تلك المرحلة ليست الأفضل في مسار الثورة، على حد قول تيتو، لكنه يتخيل نفسه لو كان لازال مسجونًا "كنت هبقى عايز الناس تتكلم عننا طول الوقت"، يعرف أن أفضل ما يُقدمه أحدهم للمعتقل هو حرصه على ألا ينساه أحد، حتى لو كان ذلك في محيط الفيسبوك وتويتر، مضيفا أن تلك الحملات تتكرر تباعًا مع كل حدث جديد "يعني حتى في العيد اللي فات كان في حملة عيدهم في السجن عشان نتكلم عنهم".

يرى تيتو أن فكرة القائمتين تعتمد على اجتهادات المؤمنين بها لتعريف الناس، لكن "النزول للشارع في الوقت الحالي والكلام مع الناس هيبقى صعب لأن الاعتقال أسهل حاجة"، لذلك سيبقى المجتمع الإلكتروني هو الحاضن الأكبر لأفكار الغاضبين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان