إعلان

هاني المسيري.. من ضيّع في "جينيس" عمره - بروفايل

11:55 ص الإثنين 26 أكتوبر 2015

هاني المسيري محافظ الاسكندرية

كتبت-دعاء الفولي:
على حذر كان الطفل يسير، منسوب المياه يعلو، يمر الصغير برصيف مرتفع، فلا يحميه، ما هي إلا دقائق ويصل لمكان يؤويه من الأمطار، غير أن الكهرباء كانت أسرع، قتله سلك مكشوف سقط سهوًا داخل المياه، همد الجسد، بينما كان هاني المسيري، محافظ الإسكندرية المُستقيل أمس، يُجهز "حُجة" جديدة يواجه بها المواطنين، يُهدهدهم كأطفال كي لا يغضبوا، يبتلع تقصيره، مُخبرًا نفسه أن الأزمة أكبر منه، لا يعتريه خوف ولا حزن، وحين يتأزم الوضع أكثر، ما عليه سوى تقديم استقالته "نادمًا" على الفرصة التي أضاعها الناس على أنفسهم برحيل محافظ يستخدم "واتس آب" ويعشق سباق الدراجات.

ذو طلة مُبتسمة، لا يُحب التجهم في وجه المشاكل "ولازم الحاجات السلبية نشوف فيها جزء إيجابي"، هكذا كرر على المسامع، حين صار رسميًا بالمنصب، وصفه مرتادو مواقع التواصل بـ"عريس البحر المتوسط"، كانت صوره تنهال عليهم، واعدةً إياهم برجل يفهم طبيعة مهامه، يُنظم فاعليات عديدة، عُمره خمسين عامًا لكنه رياضي، وحاصل على لقب بطل مصر في السباحة. ظنوا أن دراسته بأمريكا، ستجعله أقدر على حل المشاكل، رأوه كسكندري" أصيل وُلد بمنطقة رشدي، هو منهم ويعرف ما يعانونه، بداية من البنية التحتية السيئة وليس انتهاءً بمشاكل العشوائيات، لكنهم -كالعادة-كانوا خاطئين.

1

كان آذان المغرب قد صدح بالأرجاء حين توافدت السيارات، المنظمون يفعلون ما باستطاعتهم لمنع الهجوم على حاويات الطعام، لكن صبر الجائعين نفد، كادت السيارات أن تنسحق مع الأعداد الضخمة، وبعناية إلهي مرّ الموقف، دخلت الإسكندرية موسوعة جينيس بأطول مائدة إفطار في العالم، خرج "المسيري" عقب الحدث متباهيًا، لا تسقط عنه ابتسامته، يشوبها الجد حين تُوجه الانتقادات لسوء التنظيم، فيرد "أنا لن أقبل أي اعتراض على الفاعلية واللي معترض يجي أعزمه عندي في البيت"، أما الثلاثون ألفًا الذين مروا على الطعام من أجل الحصول على كسرة فلم يلفتوا النظر، هم فقط رقم زائد عن تخطيط المحافظ "كانوا مفروض يبقوا عشرة آلاف وألفين زيادة"، لكن هذا ليس هامًا "المهم الحدث حصول المحافظة على أطول مائدة في العالم".



"النوّة" الإسكندرانية تأتي كل عام كزائر ثقيل، لكن مُتوقع، في السابع من أكتوبر الماضي أمر "لمسيري" بتفقد مصبات تصريف المياه بطول الكورنيش وحتى القلعة وتطهيرها استعدادًا، وصباح أمس مع أول اختبار حقيقي لم تفلح "الشنايش" في دورها، ما أسفر عن مقتل سبعة مواطنين بينهما طفلين.

2

"كارثة بيئية ضربت البلاد"؛ كذلك صرّح المحافظ المستقيل منذ ساعات، يبدو الخبر قديمًا لمن يرون آثار الأمطار كل عام، اكتشف "المسيري" أمس فقط أن الإسكندرية تحتاج لإصلاح بشبكة الصرف الصحي قيمته 75 مليون جنيهًا، وأن الوضع لن ينصلح سوى شتاء 2016، لذا فقد اطمأن قلبه حين وعده رئيس الوزراء بتوفير المال اللازم، وحتى ذلك الحين لن يضر الإسكندرية شيئًا إذا خسرت بضعة بيوت وأرواح أخرى.

غرق شوارع الاسكندرية

من الذي يعترف بخطأه في الدولة حتى يفعل "المسيري"؟، الجميع يأتي راسمًا أحلامًا ورديةً، ثم يرحل مع أول "مطب"، مطأطأً رأسه، فقد فعل ما باستطاعته لإصلاح الوضع، لكن الظروف كانت أقوى منه. لابد وأن المحافظ المستقيل تعجب من غضب المواطنين حين هجموا على سيارته أمس، ناعتين إياه بـ"الجبان"، لابد وأنه شعر بغصة في الحلق، وظلم يتصاعد إلى رأسه بسبب هؤلاء الذين لم يقدروا ما فعل من أجلهم طوال 8 أشهر، فقد نظم أطول مائدة في العالم، واجتمع برئيس شبكة الصرف الصحي بضعة مرات، افتتح عدة مجمعات استهلاكية، هدم أكشاك بائعي محطة الرمل، وطلب سيارة "جيب" لتنقلاته. يا حسرة على المواطنين، يلفظون كل من يُحاول الترفيه عنهم، تعسًا لهم، وليحيا المسئولون وإن لم يكونوا مسئولين.  

 تابع باقي موضوعات الملف:

مشاهد على هامش "النوّة" (ملف خاص)

undefined

1 كارثة الإسكندرية.. بالصور: قصة "البطولة والموت" في محرم بك

undefined

2 بالصور - مصراوي داخل غرفة "رجل التلاجة" بالإسكندرية

undefined

3 إسكندرية غارقة في الوحل.. "النوّة" بكاميرا مصور حر

undefined

4 قصة صورة.. حين سخر "الفيسبوك" من ضابط مرور الإسكندرية

undefined
5 كوميديا سوداء يرويها محمد.. "لما إسكندرية تغرق في شبر ميه"

undefined

7 القصة الكاملة لـ "خناقة" محافظ الإسكندرية مع أهالي أبوقير

undefined

فيديو قد يعجبك: