"كوميكس" ضد التحرش.. ومش للمتحرشين
كتبت – يسرا سلامة:
"ساعات بحس إن جسمي مجرد غطا قماش لروحي وبقول إن اللي بتلمس مش أنا، وإن الكلام ده مش ليا أنا".. تلك الكلمات كانت جزء من قصة لفتاة خيالية، نسجها راسم الكوميكس أحمد ناجي، وعُلقت على جدران مترو الانفاق برمسيس، مثل عدد اخر من رسومات الكوميكس قامت به حركة بصمة.
وسيلة جديدة اتخذتها مؤسسة البصمة الجديدة للتنمية، والمعروفة باسم حركة بصمة، يدأت منذ أيام في إطلاق كوميكس توعوية حول قضية التحرش الجنسي، بعد أن بدأتها بأشكال إعلامية اخرى، مثلما يقول منسقها العام عبد الفتاح محمود لـ"مصراوي"، إذ أن هناك ورش توعوية، ونقاشات بين الأفراد في الأماكن العامة حول قضايا التحرش.
عدد من المعلومات والاحصاءات وضعتها الحركة على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، والتي تشير إلى ارتفاع نسب التحرش في مصر لتصل إلى 72% وفقا لاحصائة للمركز المصري لحقوق المرأة، اختارت "بصمة" تحويله إلى رسومات يدركها جميع الناس، من خلال قصة مشوقة لعدد من المواقف المختلفة للفتيات، يجمع بين تلك القصص تعرض الفتاة لأنواع مختلفة من الاعتداء الجنسي، لفظي أو جسدي.
"هتعمل إيه؟".. هو سؤال الحملة الموجه لمن يشاهدون تلك الكوميكس، وعن ردورد الفعل تجاه التحرش من الناس التي تشاهده، فبحسب منسق الحملة تستهدف تلك الكوميكس أربعة فئات المتحرشين –ذكورا وإناثا- والضحية والناس التي تشاهد واقعة التحرش، وكذلك الجهات الأمنية التي من دورها تفعيل القانون في تلك الحالات، وتطبيق كل بنوده من أجل حماية الضحية.
ويشير عبد الفتاح أن الحملة لا تستهدف بالتحديد المتحرشين، بقدر ما تطرح أسئلة وأفكار في ذهن من يشاهد وقائع التحرش ولا يتحرك بالدفاع عن ضحيتها، أو يخرج بمبررات تجعله يصمت إزاء هذا الاعتداء، لمظهرها على سبيل المثال.
القصص الملونة التي جذبت عددا من الناس بأكثر من محطة مترو، كانت أيضا مثارا للجدل بينهم، حيث يشير منسق الحملة إنه قضى ما يقارب ساعة أمام أحد الكوميكس، ليجد أنه بدلا من أن تحدث حملات الدفاع عن المرأة الناس، فقد دفعت تلك الكوميكس أن يتحدث الناس لأنفسهم؛ إذ أثيرت بينهم التعلقات عن محتوى تلك الرسومات، ولوم الضحية من بعض الفئات.
ووفقا لمنسق الحملة، فإن هناك عدد من السيدات أبدوا تعليقات إيجابية عن الكوميكس، وعن التوعية بحق المرأة في حماية جسدها، وكذلك أظهرت عدد من ردود فعل الناس عدم معرفة مسبقة لدى البعض لأضرار التحرش على المرأة، فمنهم من يعتقد أن السيدات لا يصلن إلى هذه الحالة من السوء تجاه أجسادهن عقب كل محاولة انتهاك جسدها، بكل أشكال التحرش.
في نفس الأماكن المخصصة للإعلانات، تشارك الحملة المدفوعة الأجر أيضا في التوعية الاجتماعية تجاه قضايا التحرش، وفي أكثر المحطات لمترو الأنفاق ازدحاما، اختارت الحملة نشر عدد 4 بوسترات من الكوميكس بكل محطة، وهى: جامعة حلوان، ومنشية الصدر وجامعة القاهرة، إذ تستمر الحملة برمتها غلى يناير المقبل، بالإضافة إلى أشكال أخرى من التوعية مثل الورش تعتزم "بصمة" التوجه به للمجتمع.
فيديو قد يعجبك: