لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"تقدري".. مشروع نسائي يبدأ من تغيير "كاوتش العربية"

02:42 م الخميس 12 نوفمبر 2015

حملة نسائية

كتبت-رنا الجميعي:

"تقدري".. ليس سؤال لكنه إثبات من سيدات يرين أنه لا يوجد شيء يستعصي على النساء فعله، مع النبرة الذكورية المتصاعدة أنه يظل دومًا بعض المجالات والأفعال التي لا يقدرن الفتيات عليها، أشياء بسيطة كتغيير كاوتش السيارة مثلًا، أو مجال كالإخراج.

تظهر سارة جوهر، زوجة المخرج محمد دياب، في الفيديو التعريفي بمشروع "تقدري" على اليوتيوب، حيث تسرد الفكرة المبني عليها "يبقوا عارفين الحاجات اللي تحضرهم للمواقف الصعبة في الحياة"، وبدءًا من حلقة "ازاي تغيري كاوتش العربية"، التي تبدو فيه عائشة سامي، أول من آمن بالفكرة مع سارة وعمل عليها، تقوم بتغيير إطار السيارة، تبعًا للإرشادات الصوتية بالفيديو.



عاشت سارة حياتها بأمريكا، حتى قدمت لمصر منذ ستة أعوام مضت، وجدت أن الثقافة التي تربت عليها بالخارج "إن الست تقدر تعمل أي حاجة من غير الراجل"، ليست موجودة هُنا، لانفصال والدة سارة عن أبيها، كانت أمها تقوم بكل شيء، دومًا ما شاهدت والدتها مستقلة تمامًا، لذا كانت مثلها التي اعتمدت عليه، غير أن عودتها لمصر جعلتها ترى نماذج أخرى من سيدات يعتمدن على الرجال، كانت الفكرة تعتمر برأسها وتوافقها عليها عائشة "إحنا الاتنين في النقطة دي دماغنا زي بعض"، حتى بدأ العمل على المشروع منذ مارس الماضي.

"ازاي تعرف تدهن حيطة لوحدها، تغير اللمبة أو الأنبوبة، لما العربية تعطل على الطريق تصلحها".. كلها أشياء صغيرة غير أن الكثيرات لا تستطعن القيام بها بنفسها، وهي الأفكار التي أرادت تقديمها السيدتان.

تخصص سارة في السنيما والاقتصاد ساعداها على تصميم الفيديوهات، كما أنها شاركت في توزيع فيلم "678"، فمشكلة التحرش التي تعرّض لها الفيلم كانت أشبه بكشف الستار عن المسكوت، حيث الكثيرات لا يواجههن أنفسهم بالمشكلة أصلًا "يبقى ازاي الرجالة هيعرفوا"، تثقيف السيدات وتوعيتهن من الألف إلى الياء هو ما ترغب به سارة.

التمويل للمشروع يتم بشكل جماعي الآن، حيث حملت سارة وعائشة على عاتقيها تلك المسألة، لكن الآن مع بداية المشروع الفعلية، فإن الأمر يحتاج لتمويل أكبر، لذا تم تدشين المشروع على موقع "زومال"، فإن التمويل الجماعي يكفل مساهمة كثير مجهولين لكنهم متحمسون له، بجانب فيديوهات المشروع يُقدم نماذج لسيدات دخلن مجالات بعيدة عنهن، كما كانت التقاليد، منها مجال الطيران، حيث كانت لطفية النادي أول امرأة مصرية تحصل على إجازة الطيران عام 1933.
 
جزء آخر من مشكلة السيدات هو عدم إدراك الرجال بها من الأساس، وهو ما تحدّث عنه الكاتب والمخرج خالد دياب، وزوج عائشة: "كل الولاد في مصر مش حاسين بمشاكل البنات حتى لو عندهم بنات"، يحكي دياب أنه لم يعي مشكلة التحرش التي عرضها أخيه المخرج "محمد دياب" بالفيلم -678، سوى بعدما شاهده، وبعد أن رزقه الله بطفلتين "بناتي مش عايشين في بلد، دول عايشين في مجتمعات مغلقة عشان مش هايعرفو ينزلو الشارع، هما مش هيعرفوا مصر كدا".

رغم صغر سنهم الآن إلى أن دياب يُفكر في مستقبلهن، فحياتهم فيما بعد هي حياة الآلاف من الفتيات بمصر، حيث يرى أن المجتمع المصري "عاوز أبديت"، كل ما شعر به جعله يتحمس لمشروع "تقدري"، ونشره على حسابه الخاص بالفيس بوك، ليراه أكبر عدد من الناس "فيه حاجات اتزرعت فينا إن البنت متقدرش"، غير أن المشروع هو وسيلة لتغيير ذلك "فكرة إن الست تقدر تعمل الحاجات الصغيرة دي هتأهلها إنها تواجه أي حاجة كبيرة".

 كان من الممكن ألا يفكر دياب في تلك المشاكل الآن، إذا لم يهبه الله بنتين، غير أن الطفلتين الصغيرتين "تلات وأربع سنين"، جعلاه يُفكر في مستقبلهما "أنا هعمل أي حاجة تخليهم يقدروا يعتمدوا على نفسهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان