الإسكندرية تتنفس تحت الماء للمرة الثانية (تقرير)
كتبت - رنا الجميعي:
لم يختلف المشهد كثيرًا، عروس البحر المتوسط تغرق للمرة الثانية في مدة لم تزد عن أسبوعين، وفي المرتين حذرت هيئة الأرصاد الجوية، وبالحالتين لم تستعد الدولة بشكل كاف، لذا كان المشهد ذاته، غرق كامل للشوارع، انهيار عقارات وغرق المنازل، سقوط لكابلات الكهرباء، وإعلان الخميس أجازة لطلاب المدارس.
مأساة الاسكندرية مُستمرة، يوم 24 أكتوبر الماضي، لم يقتصر الأمر فقط على الغرق ونتائجه على العقارات والمباني، لكن بسبب ماس كهربائي فقد خمس أشخاص أرواحهم من بينهم طفلين، لكن هذه المرة لم تُفقد الأرواح، لكن المصائب الأخرى هي ذاتها تحل على أهل الإسكندرية.
في المرة السابقة انتشرت اللهجات الساخطة على المحافظ "هاني المسيري" فاستقال، كذلك فعل المهندس يسري هنري، رئيس شبكة الصرف الصحي، وباتت الدكتورة سعاد الخولي هي القائمة بالوقت الحالي بأعمال المحافظ، التي كانت تشغل منصب نائب المحافظ، وتعالت النبرات المهاجمة لرؤساء الأحياء.
رفع حالة الطوارئ:
رفعت المحافظة حالة الطوارئ، كما قامت شركة الصرف الصحي بدفع سيارات للشفط، وفي المرتين دفع الجيش بسيارات الدفاع المدني، لكن التوقيت اختلف، الكارثة السابقة تدخل الجيش بعد استقالة المُحافظ، أما في تلك الحالة فتم الدفع بالسيارات منذ الصباح.
غرق الجامعات وأقسام الشرطة:
انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لظباط بقسم شرطة باب شرقي، اصطفوا بمنأى عن المياه، فيما غرقت أقسام الشرطة مُجددًا هذه المرة أيضًا، ووصلت المياه إلى الجامعات منها جامعة الإسكندرية، وجامعة الأزهر، كذلك سيطرت الأمطار على طريق إسكندرية الصحراوي.
هل ستغرق المدينة للمرة الثالثة يوم 16 نوفمبر؟
رغم أن المهندس يسري هنري أعلن يوم 24 أكتوبر الماضي عن الاستعدادات القائمة، وأنه تمت مراجعة جميع المصبات لتصريف الأمطار، لكنه استقال بعدها، وغرقت الإسكندرية مجددًا، جدول النوات المعلن بالهيئة العامة لميناء عروس البحر يُشير أنه بيوم 16 نوفمبر الجاري، هو موعد نوة المكنسة، فهل ستغرق المدينة للمرة الثالثة؟
يقول دكتور أحمد أبو النور - أستاذ الاقتصاديات الحرجة والأزمات بالجامعة الأمريكية، أن التعامل هذه الأمر جاء أسرع مع أزمة الإسكندرية، حيث الدهشة أخذت مؤسسات الدولة حتى المساء، لكن هذه المرة تم استدراك الأمر بشكل أفضل، غير أنه يرفض تعريف كارثة عروس البحر بـ"الأزمة"، فيُعرفها أنها نتائج منطقية ونتائج تحمل شكل الأزمات والكوارث لكن التعامل معها ليس تعامل مع أزمات.
ويرى أن حل المشكلات بيد الجهاز المدني للدولة، والبداية من البنية التحتية المأزومة.
وأوضح أن تدخل المؤسسة العسكرية بتلك الكوارث هو تدخل كاشف، أثبت سوء إدارة الدولة في توزيع الموارد بين المؤسسة العسكرية والمدنية، ومن الأفضل أن تتدخل العسكرية بالفكر وليس بالإمكانيات فحسب "يعني هي تدخلت بسيارات لنقل المواطنين ولسحب المياه، وإذا أتيح هذه الإمكانيات للجهاز المدني لكان استطاع أن ينجز دون تدخل".
فيديو قد يعجبك: