إعلان

هل تخاذل الإعلام المصري في حادث الطائرة الروسية؟

07:48 م السبت 07 نوفمبر 2015

كتبت – دعاء الفولي ويسرا سلامة:

منذ فجر السبت 31 أكتوبر الماضي، وقت حادث الطائرة الروسية المنكوبة بشرم الشيخ، والذي راح ضحيتها ما يقارب من 217 راكبا والطاقم المتكون من 7 أشخاص، لم يتوقف سيل التغطيات الإعلامية للحادث من وسائل إعلام غربية، في الوقت الذي اكتفى فيه الإعلام المصري إما بنقل تصريحات عن إعلام غربي، أو إنكار أن داعش تورطت بالأمر.

تراكم في الأحداث، منذ سقوط الطائرة وحتى قرار الرئيس الروسي فلادمير بوتين بتعليق كافة حركات الملاحة الجوية من روسيا إلى مصر، وضع الجانب المصري على المحك، شحن الجثامين من أرض سيناء إلى الطائرات الروسية، توضيح للموقف القانوني وإن مصر ليست مسؤولة بل الشركة الروسية المنكوبة، بيانات عن استقبال وفود وخروج أخرى كـ"وضع طبيعي"، بجانب الإجراءات الأمنية المشددة، كلها مجموعة إجراءات مصرية لم يخرج في خلال هذا الأسبوع أي مسؤول مصري للتعليق على الحادث، حتى تحديد مؤتمرا صحفيا مساء اليوم، وعلى الرغم من أن مصر ليست الطرف الوحيد في الحادث، إلا أن صمت الجانب المصري جعله الطرف الأضعف في الكارثة على أرضه.

قنبلة الـ "بي بي سي"

تحدث موقع بي بي سي عربي عن احتمالية وجود قنبلة أدت لانفجار جسد الطائرة في الجو، وذلك طبقًا لفريق الخبراء البريطاني الذي تواجد بمواقع الحدث، أما صحيفة التايمز أكدت أن عملاء استخبارات بريطانيين وأمريكانيين اعترضوا رسائل لتنظيم الدولة الإسلامية بين مصر وسوريا وتحمل تلك الرسائل معلومات عن تهريب قنبلة على متن طائرة.

"رشوة الاندبندنت"

صحفية الإندبندنت نشرت صورا لموظفين بمطار شرم الشيخ يحصلون على أموال من الركاب مقابل تخطيهم الصف الأمني، ونشرت صورًا لموظف غير واضحة هويته، يتقاضي 15 دينارا من أحد السياح ليسمح لها بالمرور دون الوقوف في الطابور، كجزء من "خدمة سريعة".

الوكالة الروسية.. دفاع عن الحكومتين

التزمت الوكالة الروسية بالمواقف الرسمية، ونشرت كذلك تصريحات لوزير الطيران المصري عن العمل على تفريغ الصندوق الأسود للطائرة، وبعد قرار تعليق الرحلات، رصدت الوكالة تقريرا يفيد باتفاق تعاون بين بوتين والسيسي، حتى بعد التعليق، وكذلك أبرزت التهديدات التي تلاحق حركة السياحة، كما رصدت تقرير بعنوان "مصائب قوم عند قوم فؤائد.. تركيا تجني الأرباح من السياح الهاربين من مصر، كما انتقدت الوكالة في نسختها العربية ما اسمته باستباق التحقيقات من الجانب البريطاني، تعلقا على ما ورد بوسائل إعلام بريطانية أن سبب تحطم الطائرة وجود قنبلة على متنها.

"تحذيرات الجارديان"

أما صحيفة الجارديان فقد رصدت موقف عشر دول من رحلاتها إلى مصر عقب حادث الطائرة، من ضمنها روسيا التي أوقفت رحلاتها أمس، وأيرلندا وألمانيا وسويسرا وهولندا لحين انتهاء التحقيقات، وكذلك أوكرانيا وإيطاليا وبلجيكا، فيما احتفظت فرنسا بموقفها النهائي عقب التحقيقات.

"أنباء الشرق الأوسط".. تصريحات وزير سابق

بجانب التصريحات الرسمية، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط تصريحات من وزير الطيران السابق، وائل المعدواي، والذي أكد أن حادث الطائرة الروسية أخذ منحى سياسي وأن المدة التي يستهلكها الخبراء لتحليل معلومات الصندوق الأسود قد تصل إلى شهر، ووصف استباق نتيجة التحقيق بأنه غير مهني وغير فنّي وينم عن عدم احترام القانون الدولي.

واشنطن بوست.. الحادث إحراج للسيسي

كما خيم حادث الطائرة على الإعلام الأمريكي، حيث انتقدت صحيفة الواشنطن بوست في مقالتها الافتتاحية اليوم أنه لا يمكن الوثوق بكلا الحكومتين المصرية والروسية في التحقيقات حول حادث الطائرة، حيث اكتفت كلا منهما بموقف الدفاع، وإنكار أن يكون لتنظيم داعش يد في الحادث، لإن ذلك سيكون إحراجا للسيسي، كما قالت الجريدة إن النظامين المصري والروسي أقل براعة في محاربة الإرهاب من الكذب، بحسب قولها، وصفت وزارة النقل المصرية بأنها تعرقل إجلاء البريطانيين، وذلك بتقليل عدد الرحلات من 28 رحلة إلى 8 رحلات

"نيويورك تايمز.. مصر وحيدة"

واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مأساة وطنية للجانب الروسي، بجانب تعليقها أن مصر تقف "وحيدة" في أزمة الطائرة الروسية، خاصة بعد تعليق حركة الطيران الروسي بقرار من بوتين أمس الجمعة، مشيرة إلى أن خروج الطائرة من شرم الشيخ وتحطمها في سيناء يضع اقتصاد مصر على المحك، لاعتماده بشكل كبير على مجال السياحة.

محطة إمريكية: داعش تتباهى

محطة إن.بي.سي التلفزيونية الأمريكية نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن زعماء من داعش تباهوا في اتصالات جرت بينهم بإسقاط طائرة الركاب الروسية، يأتي ذلك في إطار "تعزيز أمني" في الرحلات الجوية من أمريكا إلي مصر.

صحفيون مصريون: المصادر الرسمية خارج الخدمة

تقول "م.ش" إحدى الصحفيات في المواقع المصرية المستقلة إنه منذ حادث وقوع الطائرة الروسية ولم يخرج مسؤول بشكل رسمي للتعليق على الحادث، مضيفة أن وزارة أول مؤتمر صحفي سيحدث من وزارة الطيران بعد مرور أسبوع على الحادث، وتقول "لا يوجد مصدر يريد الحديث، والبعض يلجأ إلى مصادره الخاصة دون ذكر أسماء، ومعلومات غير مؤكدة بشكل رسمي".

"معندناش معلومة".. كان الرد الأكثر تكرارا على مسامع الصحفية الشابة، التي تقول لـ"مصراوي" إن ذلك يأتي بالتزامن مع معلومات ترد من الإعلام الأجنبي، بجانب رد آخر وهو "استنوا نتيجة التحقيات"، لتقول "الإعلام الأجنبي سواء البريطاني أو الروسي أو الأمريكي لم ينتظر نتائج التحقيقات، وافردوا معلومات غزت الإعلام المصري، إحنا متأخرين سنيين ضوئية عن الإعلام برة".

أزمة الحصول على المعلومة تعددت أشكالها تجاه الصحفية، فالمصادر الرسمية لا ترد، والمتحدث الرسمي في الوزارت المعنية بالحدث، الطيران والخارجية، لا يردون بسهولة في ظل الأزمة، ترى الإعلامية الشابة أن ذلك عمق من أزمة "صورة مصر" في الحادث، لتقول إن الشفافية من المصادر الرسمية المنعية بالحادث كان –بلا شك- سيحسن من وضع مصر أفضل من الآن.

"غالبية المصادر خارج الخدمة".. هكذا علق أحد الصحفيين الشباب، في أحد الوكالات الأجنبية، أنه منذ أن تواردت أنباء عن سقوط طائرة في سيناء، لم يتم الخروج بشكل رسمي لتوضيح معلومات عن الحادث، وتعرض فريق عمل الوكالة التي يعمل بها إلى التوقيف في شرم الشيخ، بعد رغبتها في نقل صورة حية من قلب المدينة "الوكالة كانت تريد تصوير موقع الحادث فتم المنع، ثم أدرنا تصوير شوارع مدينة شرم الشيخ كصورة بديلة ونقل حركة السياحة، فلم يُسمح لنا إلا بعد زيارة الوفد البريطاني إلى المدينة".

البيانات الرسمية وما تخرجه الوكالة الرسمية للدولة "أنباء الشركة الأوسط" لم يكن كاف للإجابة عن تساؤلات الصحفيين بمصر، بجانب عدم وجود ردود واضحة في أخبار من الجانبين الروسي والبريطاني، ويقول الصحفي الشاب إن ثمة "احترافية" غابت عن التعامل مع أزمة الطائرة من المسؤلين أثرت على التعامل الإعلامي معها.

أستاذ إعلام: الصمت أمر متكرر

قالت سهير عثمان، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن تأخر الإعلام المصري عن الأجنبي في تغطية الحادث أمر طبيعي يتكرر مع كل حادث ضخم فالمسؤلين المصريين أنفسهم لا يتمتعون بمصداقية كبيرة للرد على أخبار الصحف الأجنبية المتتابعة. وضربت عثمان مثالاً لذلك بما نشرته صحيفة الاندبندنت أمس عن وجود شبهة اعتداء مع التحليل الأولى للصندوق الأسود. غير أن الحكومة المصرية لم ترد إلى الآن أو توضح "مننساش كمان إن أول مؤتمر اتعمل بعد الحادث كان سبعة مساء في نفس اليوم".

وأضافت أستاذ الإعلام لـ"مصراوي" أن المصادر المصرية تمنع المعلومة ولا تقولها إلا بشكل مجهل وعادة تكون الأولوية للصحف الأجنبية، وذلك لأن المصادر ترى الصحافة المصرية مجرد انعكاسا للسلطة، وأضافت عثمان أن الصحفي إذا كان يملك معلومة ولها مصدر فليس عليه أن يمارس رقابة ذاتية على عمله لأي اعتبارات أخرى " لازم ينشرها فورا"، لكن هذا لا ينفي أن الصحفيين المصريين أيديهم مغلولة، فطالما انه ليس هناك قانون لتداول المعلومات سيظل المتحكم الرئيس بما يقال هو السلطة والمصادر، على حد قول عثمان.

فيديو قد يعجبك: