لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

منظمة have a dream .. طوف بلدان الله واتعلم

09:35 ص الخميس 10 ديسمبر 2015

have a dream

كتبت-دعاء الفولي:

منذ عامين ذهب محمود عبد المجيد إلى الصين، ضمن مشروع تُشرف عليه منظمة اليونسكو، للتبادل الثقافي بين الدول. رغم أنها كانت التجربة الأولى له للسفر التطوعي، غير أنها غيرت الكثير، عاد الشاب العشريني إلى مصر فيما لا يبرح عقله سؤال "ليه الشباب المصري ميعملش دة؟ ما احنا عندنا شباب كتير"، لم يعلم وقتها أن اهتمامه سيتحول فيما بعد إلى مؤسسة تساعد المصريين والعرب في الانفتاح على ثقافة العالم الخارجي.

"have a dream"هو اسم المؤسسة التي أقامها عبد المجيد مع وليد عادل. حينما رجع الأول إلى مصر تواصل مع المؤسسة التي أشرفت على رحلته مخبرا إياهم أنه يريد تكرار التجربة بعدد أكبر من الشباب، وقد كانت الفكرة تقوم على شرح التراث المصري المختلف في الصين باللغة الإنجليزية، وافقت المؤسسة، فتعين على الشابين أن يختارا 10 أشخاص للسفر بالإضافة لقائد المجموعة.

بالتعاون مع صفحة على موقع فيسبوك تساعد الشباب على السفر، تم طرح الفكرة على المتابعين "جالنا 700 أبليكيشن مفروض نختار منهم 10"، قال عادل، مضيفا أن شرطهم الأول كان إجادة اللغة الإنجليزية "لأن اللي رايح بيتعامل مع ناس من 15 دولة مختلفة"، ثم يأتي شرط المرونة، فالصين دولة مختلفة تماما عن مصر "بداية من الثقافة وحتى طريقة العيش والأكل"، لذا كان يتم إعلام من استقر عليهم الاختيار بظروف المكان "السكن مثلا بيبقى في نزل شباب".

حتى تلك اللحظة لم تكن المؤسسة بشكلها الحالي قد خرجت للنور "كنا محمود وانا بنعمل دة عشان رحلة الصين تنجح بس"، وعندما حدث ذلك كان التفكير جديا في ضرورة وجود كيان يعملوا من خلاله ورحلات أخرى، خاصة أن عادل كان قد عاد مؤخرا من رحلة إلى إندونيسيا "اللي بيسافر بيكسب.. لأنه هيسكن ويتعلم حاجة جديدة ويتعرف على ناس ومش هيدفع غير ثمن تذكرة الطيارة"، مُدة الرحلة الأولى كانت شهر، وبعد نجاح فريق العمل الأول في الصين تم تدشين المؤسسة في أكتوبر 2014.

قبل أن يصل الرئيس الأمريكي الراحل مارتن لوثر كينج إلى السلطة كان يقول إن حلمه أن يتعايش السود والبيض سويا في أمريكا؛ من هنا اختار الشباب اسم المؤسسة "احنا عايزين الشباب المصري يتعايش مع العالم اللي برة" انضم للشابين كلا من سلمى هلودة وهاجر حجاج، كوّنوا الفريق الأساسي، ثم توالت الرحلات والبرامج.

كانت ماليزيا هي زيارة الفريق الأولى كأعضاء في كيان موجود، عدد كبير تقدم أيضا وتم اختيار 15 فردا للذهاب "حاليا في اتجاه معروف في العالم إنك تروح تتطوع في مكان وهو يتكفل بإقامتك كلها"، كان القائمون على المؤسسة يديرون الرحلات دون مُقابل مادي يعود عليهم، بل "كنا بنصرف من جيبنا كتير"، لذا يتعين الآن على من ينجح في المقابلة الشخصية دفع 1000 جنيها بالإضافة لثمن التذكرة، وهي كافية لتغطية نفقات يحتاجها الفريق من طباعة مواد مكتوبة، تطوير الموقع الألكتروني الخاص بهم وغيرها، إلا أن العاملون بالمنظمة -وصل عددهم الآن 31 شخصا- لا يتقاضون أجرا، فالأمر تطوعي بالكامل.

المواد التي يتم تقديمها خلال السفر عادة ما يتم الاتفاق عليها في مصر "بنعمل أكتر من اجتماع وبنقسم البحث علينا كل حد مسئول يدور في حاجة معينة"، بين تاريخ الأهرامات، السواحل المصرية، المحافظات المختلفة، وهناك بعض البرامج التي لا تعتمد على شرح التراث فقط، بل يذهب المتطوعون للمساعدة في أمور البناء، أو الصحة، وتختلف الشروط تبعا لما سيفعله المتطوع.

نظم الفريق 10 رحلات لبلدان مختلفة، منها غانا، إندونيسيا، الهند وغيرها "عدد الناس في الرحلة الواحدة بيتحدد حسب المنظمة اللي بنتفق معاها"، مع الوقت صار لدى عادل وزملاءه خبرة في التعامل مع المنظمات المختلفة التي تقوم بعمل تطوعي "أول حاجة بنطلبها من المؤسسة هو رقمها اللي متسجلة بيه وبنروح السفارة بتاعة البلد نتأكد هل المكان موجود فعلا ولا لأ"، كما أصبح لديهم قدرة على جلب تذاكر الطيران بأسعار زهيدة إلى درجة كبيرة، والتعامل مع المشاكل التي قد تطرأ على الأرض "يعني حصلت إن بنات فاتتهم طيارة داخلية في إندونيسيا فاتصرفنا وشوفنالهم بديل"، يقول عادل إن العمل داخل المؤسسة جعله شخصيا أكثر مرونة.

ردود الأفعال تأتي جيدة للقائمين على الفكرة. "التجربة غيرت حياتي تماما" هي الجملة التي تُقال لهم دائما، يسعى أعضاء الفريق لاستكمال ما بدأوه، يروجون لثقافة السفر قدر المستطاع "بنقول للناس اخرجوا برة الزاوية الضيقة بتاعتكوا.. فيه ناس بتعمل تجارب حلوة.. روحوا واعرفوها"، يستكشفون بأنفسهم العالم مع المتطوعين حين يسافر أحدهم أو جزء منهم، ينتظرون أن تتسع مؤسستهم فيستطيعوا استقبال ثقافات أخرى في مصر تسهيلا على من ليس لديهم المقدرة على السفر، إلا أن ذلك لازال صعبا بسبب قلة التمويل المُتاح لهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان