جولة في "وكالة الشمع" بالغورية.. "قيدوا شمعة يا أحبّة ونورولي" - (قصة مصورة)
كتبت- ياسمين محمد:
تصوير- علياء عزت:
"قيدوا شمعة يا أحبة ونورولي رمشتين من رمش عين وبيندهولي من هنا سكة ملامة من هنا سكة ندامة سكتين يلا السلامة أمشي فين ياناس قولولي" هكذا غنى الشيخ إمام كلمات الفاجومي – الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم.
هكذا تأتي سيرة الشموع في السير والأشعار والأغاني، فهي قاهرة الظلام عند الأدباء والمفكرين العظام الذين صنعوا مجدهم على ضوئها في الماضي، وهي رمز لنور البصيرة في كلام الشعراء.
وعلى الرغم من كثرة استخدام الناس للشموع المختلفة في العديد من المناسبات، إلا أن الكثير يجهل أسرار تلك الصناعة، والمواد التي تستخدم بها، والمراحل التي تمر بها حتى يصل إليك المنتج النهائي "شمعة".
عم محمد فؤاد؛ الرجل الخمسيني الذي اعتادت قدميه أن تسلك حي الغورية منذ 37 سنة للعمل بـ"وكالة الشمع". يوميا يأتي إلى هذا المكان لإنتاج آلاف الشموع ليستنير البعض بضوئها، ويستخدمها البعض الآخر كأحد عناصر البهجة في مناسباتهم المختلفة كالأفراح وأعياد الميلاد، فيما تستخدمها الكنائس لآداء بعض الشعائر الدينية.
على موقد مشتعل "ليل نهار" تُوضع المادة الخام للشمع، وترتب الخيوط المصنوعة من القطن على "الطريحة"، ثم توضع الطريحة داخل المادة الخام للشمع، لبضع ثوان وتترك لتجف، ثم توضع مرة أخرى داخل المادة الخام، وهكذا حتى تكتمل الشمعة وتصل إلى شكلها الذي نراه.
"الشغلانة مرهقة أوي والزبون مايعرفش"، هكذا يقول عم فؤاد، الذي يظل واقفًا لمدة 10 ساعات يوميًا يصنع الشموع بأشكالها المختلفة، ليشتريها الزبائن بقروش معدودة ولا يدرون كم أخذت تلك الشمعة من الوقت والجهد لتصبح صالحة للاستخدام.
أشكال وقوالب متعددة داخل "وكالة الشمع"، كل منها له استخدامه وغرضه، فالطريحة لا تنتج كل أشكال الشموع، ولكنها فقط تستخدم لإنتاج شموع "الكنائس والسبوع".
وهناك قوالب أخرى تستخدم لصناعة شموع الأفراح التي توضع على الماء وتتميز بكبر حجمها وطول عمرها فقد تظل مضيئة لمدة أسبوع كامل ولو وضعت في هواء الصحراء، وقوالب ثالثة تستخدم لإنتاج شموع الإنارة.
إلى جانب الأشكال المختلفة، تأتي الألوان والروائح، حيث تضاف الأصباغ والروائح المختلفة إلى المادة الخام لإنتاج الشموع الملونة التي تدوم رائحتها حتى نهايتها.
مع انتشار الكهرباء، وأدوات الإضاءة مثل "الكشافات والمولدات"، قل الطلب على شموع الإضاءة- "الطلب قل أوي أوي عن زمان دلوقتي بقى فيه وسائل كتير للإنارة غير الشموع" يقولها عم فؤاد متأثرا بحال الدنيا.
وعلى الرغم من ذلك يتيقن عم فؤاد من أن هذه الصناعة لن تندثر، فلا تزال مصدر السعادة والبهجة للكثير من المناسبات فلا يمكن الاستغناء عنها في أعياد الميلاد وغيره من المناسبات مثل الأفراع والسبوع.
هذا بالإضافة إلى أن الشمع يدخل في الكثير من الصناعات مثل "البسكويت – الكبريت – الارضيات – الرخام – الورنيش – ولبان السمارة الذي يعشقه الكثيرين".
فيديو قد يعجبك: