سعيد شيمي و"السادات".. مشوار بدايته "بوكس" (الكلاكيت الخامس)
كتب-محمد مهدي ودعاء الفولي:
بالصدفة البحتة بدأت علاقة المصور السبعيني بالرئيس الراحل، محمد أنور السادات، كان الأخير يحضر احتفالات نصر أكتوبر، في أواخر السبعينات، بمدينة العريش على يخت المحروسة، حينها تم تكليف "شيمي" مع مصورين آخرين لتغطية الاحتفالات "كان معايا محسن نصر وعصام فريد وكمال كريم"، الدور الأساسي له كان التقاط مقاطع تسجيلية للرئيس، ورغم أنه كان من المُختارين من قبل الدولة "كانوا عاملين عننا تحريات ومعانا كارنيهات" إلا أنه لم يسلم من الأذى.
البروتوكول اقتضى أن يرفع الرئيس العلم على أرض سيناء، كان السادات الراحل يعشق التصوير، وتميز "شيمي" باللقطات التسجيلية عن زملاءه، لكنه كلما حاول الاقتراب منه كي يقوم بعمله "أتضرب بالبوكسات في صدري واتشد على ورا"، مع الألم لم يتراجع المصور "لازم أرجع بماتيريال"، ظل على وضعه، رافعًا الكاميرا، محاولًا الاحتماء من البطش قدر المستطاع.
فجأة خطرت له فكرة جنونية، فبينما دخلت فرقة الموسيقى لتحية العلم وانهمك الحرس "روحت وقفت قدام الريس ونمت على الأرض"، اعتقد "شيمي" أن شخصًا لن يمسّه طالما يرقد أمام السادات، وقد كان مُحقًا، واستكمل اليوم مُتحركًا معه بين محافظتي بورسعيد والإسماعيلية.
ذلك اليوم لم يكن هناك خيارات كثيرة أمام "شيمي"، فإما أن يُنجز ما جاء من أجله أو يعود خالي الوفاض. "السادات كان قاعد في الأخر وجمبه القوات ووراه القنال وانا مش معايا الاضاءة، ولو صورت كدا هتطلع وحشة"، اُسقط في يد المُصور، فلم يجد أمامه سوى الرئيس مرة أخرى "روحتله قولتله يا سيادة الريس النور ورا جامد اوي، انا عايز سيادتك تقعد الناحية التانية، بصلي كدا وقالي تمام"، ببساطة نهض السادات والتقط مقعده الخاص، قائلًا لوزير الحربية "يا جمسي كل واحد ياخد الكرسي بتاعه"، وعقب تبديل الأماكن التقط "شيمي" صورًا كثيرًا، وحقق مُراده.
جُرأة "شيمي" وحرفية لقطاته راقتا للسادات، صار أحد الذين صوروه بلحظات مختلفة؛ في زفاف ابنته، في القناطر الخيرية حيث لقاءاته مع التلفزيون، وفي استعراض اُقيم على شرف أكتوبر بالصحراء، حيث كان السادات سائرًا بين سرب من السيارات.
اقرأ أيضا:
فيديو قد يعجبك: