مصراوي يحاور أول فريق مسرحي للمكفوفين: "الفن مش مستحيل"
كتب-يسرا سلامة وإشراق أحمد:
دقائق ويفتح الستار، دقات القلب تكاد تُسمع، القلق حاضر بقوة، الجميع في حالة انتظار، الصاعدون حديثا لخشبة المسرح ينتظرون لحظة خروجهم إلى النور، وينتظر المتفرجون كيف يتمكن فاقد البصر من الحركة على المسرح، ترتكز أبصارهم نحو الممثلين الجدد، بينما يدلف الفريق ليعلن نبأ فرقة "المفتحين"، أول فريق مسرحي للمكفوفين معتمد من وزارة الثقافة، الذي خرج من طنطا، كاسرا قيود النقص التي يضعها البعض وينظر بها إلى الكفيف.
يناير 2013 اجتمع 15 شخص تحت لواء نقل صوت "أصحاب الإرادة" كما يفضلون تسميتهم، المعرفة المسبقة لبعضهم عبر الجمعيات الخيرية المحتضنة لنشاط المكفوفين سهل مهمة سيد مجاهد -مؤسس الفرقة- في عرض الفكرة، التي لاقت الحماس رغم المخاوف.
"مجاهد" و"جمعة" رأوا الحلم بالبصيرة
كان "مجاهد" شغوف بالتمثيل، في العشرين من عمره، يعشق المسرح، يتلمس دروبه، يتابع بنهم المسرحيات، يغادر طنطا حيث يقيم ويسافر إلى القاهرة لمتابعة العروض، الصدفة وحدها جمعته مع الفنان نور الدين الدمرداش وزوجته كريمة مختار، فازداد ولعا بالمسرح، والستائر الحمراء، لمعت عيناه لتلك الحياة، أسر في نفس أمنية "أكوّن فرقة مسرحية"، رأى الحلم محل البصر، فيما لم تكد تمر أربع سنوات وانطفأ نور عينيه، لكن الحلم لم يخمد بريقه بنفسه، فبعد 15 عاما قرر أن يُحيه، وصمم على إنشاء أول فرقة مسرحية للمكفوفين في مصر.
بطريق الحلم، كان رفيق درب يتمنى هو الأخر وجود فرقة مسرحية؛ "جمعة محمود" قبل 20 عاما التمس الأمل، بالمصادفة بدأ طريقه إلى التمثيل، وقت حضوره بروفة إحدى المسرحيات في المرحلة الإعدادية لفريق مدرسته بالإسكندرية، حين منع القدر زميل كفيف للقيام بدوره، فطلب منه مخرج العمل "إنقاذ الموقف"، لم يكن يعلم أن تلك اللحظات تمهد لفرقة سيكون "جمعة" أحد مؤسسيها، "إحنا أصحاب قضية مش بس ممثلين"، هكذا يعرف الدكتور بكلية الآداب نفسه وفريقه، يرى أن الفرقة صوت فني يعبر عن قضايا المكفوفين، بعد أن ذهبت مشكلاتهم في طي النسيان.
قصر ثقافة طنطا.. البداية
بقصر ثقافة طنطا وضع أعضاء الفرقة المسرحية خطوتهم الأولى، على المسرح الأرضي، لنحو العام تعلموا تقنيات التمثيل، كالطفل الرضيع ظلوا يحبوا لاعتياد الفكرة، تشاركوا معا أداء نص رواية "الناس اللي تحت" للكاتب نعمان عاشور، لكن قبل ذلك تساءلوا "اسم الفرقة هيكون إيه".
"مكفوفين لكن ظرفاء، فرسان الابداع، فرقة المفتحين المسرحية" تلاحقت الاقتراحات غير أن الأخير كان الأقرب للقلوب، المجتمعة على ما ملكت من نعمة السمع والعقل، حملوا بأنفسهم كلمات "مجاهد" قائد الفريق "لو الإنسان فقد البصر اللي هو الجواد بقي له العقل اللي هو الفارس".
الإجراءات التي حرص "مجاهد" على اتمامها لاعتماد الفرقة رسميا، كانت هينة مقارنة بمعضلة التعامل مع المسرح، أخذت الأسئلة تنهك عقل الرجل الثلاثيني "إزاي نجيب مخرج.. وزير الثقافة يسمعنا إزاي والأهم هنقف ونتحرك على المسرح إزاي؟"، إجابات تلك الأسئلة أحالت بالسابق بين "مجاهد" وتحقيق حلمه، لكن تلك المرة مختلفة، بات الرجل أكثر عزيمة خاصة بوجود الرفيق "جمعة"، وتوطيد معرفته بشباب المكفوفين الأصغر منه سنا، والفاقدين لنعمة البصر منذ ولادتهم، أشعره ذلك أن المسؤولية أكبر من أن يهزمها عقبات أو إحساس باليأس، فكان القرار بتجاوز كل حجر عثر تباعا .
المسرح الأرضي بقصر ثقافة طنطا، لم يكن الحلم، بل خشبة المسرح، لذا كان السعي لبلوغه؛ فتحت لهم مدرسة ناصر الزراعية أبواب مسرحها المدرسي، وأضحى للفرقة اسم ومسرح بمعنى الكلمة، ولم يعد هناك سوى العمل لإتقان أدوارهم، متخطين العقبة الكبرى، "حافة المسرح كانت مشكلة، أحنا عددنا 15 نقول اللي نجا مننا واحد والـ14 وقعوا" يقولها "مجاهد" والابتسامة تملأ محياه، مخففا وطأة تخيل المشهد بمزاحه الدائم "تلاقيهم بيجروا على المسرح تقول يا سلام، وفجأة بقى كل واحد ونصيبه اللي يقع على الكراسي واللي يطير في الهوا ".
على بوابة المسرح المدرسي يقف "عم خالد"، علاقة طيبة تجمع الحارس بالفريق، خاصة مؤسسه، فهو ملك خفة الظل، يناغش الكبار والصغار، يداعب الحارس "مش هتديني لفة بالعجلة واخدك عليها"، ويمازح محمد صلاح أحد أعضاء الفرقة المتطوعين "هو أنا هشيلك الشنطة ولا إيه ده أنا رئيس فرقة".
بوابة تلو الأخرى حتى الوصول إلى خشبة المسرح المدرسي، الأولى بوابة حديدية مدهونة بألوان علم مصر، والثانية مدخل الاستقبال المزين برسومات مدرسية، أما الثالثة خشبية، بعبورها ينفتح المسرح، بصحبه المتطوعين المبصرين يدلف أعضاء الفرقة، هنا فُتحت طاقة جديدة، مكنتهم من اتمام الحلم، في أجواء واقعية؛ من خشبة مسرح يعتلوها، ومقاعد خشبية متراصة للمتفرجين، فيما تحفهم صور كبار فنانين المسرح متراصة على الجانبين، "فؤاد المهندس، عبد المنعم مدبولي، ماري منيب، يوسف وهبي.. وغيرهم يشهدوا تدريبات "المفتحين" طيلة عام، من العاشرة صباحا إلى الرابعة عصرا لنحو يومين أو ثلاثة أسبوعيا.
الموهبة تنتصر
ستة أشهر ظل يعمل بها الفريق دون رد باعتماد أوراقهم رسميا حتى يتسنى لهم الحصول على دعم بالمستقبل، الأبواب تنغلق، كل مقابلة تؤدي إلى الفشل، فيما كان هذا بالنسبة لـ"مجاهد" ورفاقه نصر يلتمسون فيه الاستمرار لإثبات الذات، في المسرح يتخذون من تكرار التدريب والملكات التي وهبها الله لهم وسيلة لحمياتهم من السقطات المتكررة، أما خارجه فتخيل يوم النجاح والحضور يصفق دافع لهم، غير أن ذلك لم يمنع من لحظات يأس تدب في النفس.
في ليلة شتوية، بإحدى أيام التدريب، تغيب الرفاق، فيما ظل "مجاهد" وحيدا بقصر ثقافة طنطا، بصحبة ابنته الكبرى "منة" ظل جالسا، محلقا بنظره إلى السقف المفتوح، إلى السماء مصوبا وجهه، لا يحرك ساكن، والعقل عاجز عن التفكير، فقط النفس وحدها تصرخ بكلمات هامسة لا يسمعها سواه "يارب لو عاوزني اكمل في الفريق واتحمل الصعوبات وشايف أن في نجاح وفقني وخليني استمر، أنا لو حسيت بالهزيمة هبقى ضعت، ولو الفترة الجاية فيها نجاح اديني العزيمة والإرادة"، أخذ مؤسس الفرقة يناجي ربه، حتى جاءه صوت عامل الكافتيريا يخبره أنه موعد إغلاق المكان، فهم إلى سيارة أجرة تعيده إلى المنزل، موقنا أن الله سيحدث بعد ذلك أمرا.
العرض الأول
على مسرح كلية الآداب القديمة بطنطا، يوم 30 مايو المنصرف، وقف "المفتحين" للمرة الأولى أمام جمهور كبير "حوالي 500 شخص" حسب "مجاهد"، الحلم يخرج للنور، لا تفكير إلا بتحقيق النجاح بأداء مسرحية "حكايات مصرية"، فيما كان بين المتفرجين مَن جاء ليتحقق من حكمه المسبق "90% من الجمهور والناس اللي حوالينا كانت فاكرة أننا مش هننجح"، مبتسما يقول "مجاهد". أبهرت الفرقة الحضور، تعاملوا بخفة وبساطة، حتى حين تعرض بعضهم للسقوط وقت العرض "الدكتور جمعة وقع على المسرح لكنه كمل لدرجة أن الناس افتكرته مشهد في العرض"، فقط الأهالي واثنين بين الحضور "محمد زغلول" مدير الهيئة القومية لقصور الثقافة، و"هالة حداد" مدير مدرسة ناصر الزراعية كانوا الداعمين والمؤمنين من البداية بالفرقة.
خمسة أيام ظل "المفتحين" يعرضون مسرحيتهم، فيما يتزايد الحضور مع اليوم الأخير ليصل إلى أكثر من 600 شخص، الفرحة تغمر نفوس الممثلين الهواة، حد بكاء بعضهم أول أيام العرض، ذابت الفروق المترسخة في عقول بعض المتفرجين بأن الكفيف ينقصه شيء وانهال الاحتفاء عليهم "حصل ضغط على المسرح ونسيوا أننا مكفوفين لدرجة أن رجلي انزلقت ووقعت من على المسرح" يقولها "مجاهد"، معبرا عن اللحظات التي اشعرتهم بتحقيق هدفهم.
"جمعة".. ممثل مسرحي بدرجة دكتور
من المدرسة وحتى الجامعة، كان لـ"جمعة" أدوار مسرحية، لا تخرج عن كونه كفيف البصر، ومتقد البصيرة، يملك من خفة الروح ما يجذب صناع المسرح وجمهوره، ليتوقف نشاطه، حتى يهتم برسالة الدكتوراه. "الدور الحضاري للمكفوفين في الشرق الإسلامي".. عنوان رسالة "جمعة" الباحث، وأيضا رسالته كممثل يرسم البسمة على شفاه جمهور لم يره، يؤمن أن للفن دورا في دمج قضايا المعاقين، وتوعية الناس والمسؤولين بواقع تهميش المكفوفين.
دبوس يحمل اسم الفرقة وصورة لوجه ضاحك وباكي تميز الفن السابع، يتحسسها الرجل الأربعيني، فخورا بما حققه الفريق من خطوات بسيطة لكن ناجحة، يتذكر أعمال مسرحية سابقة شارك فيها "على جناح التبريزي" للكاتب أفريد فرجو- قبل أن يخرج "المفتحين" إلى النور، الأمل يملأه بعد أول عمل مسرحي وهو "حكايات مصرية".
حكايات مصرية.. ليست عن المكفوفين
تبتعد مسرحية "حكايات مصرية"، عن تناول واقع المكفوفين، وهو ما حرص عليه الفريق "إحنا عايزين نقدم نفسنا كممثلين في البداية، وبعدين نطرح قضايانا الخاصة بالمكفوفين" كما يقول "جمعة"، فالعمل يرصد أربع وقائع عن حياة المصريين الصعبة، مثل دوره وهو شخص يحيا في المقابر، وعن ظاهرة بيع الأبناء بسبب الفقر، والأزمة السكانية.
بروفات مثل أي مسرحية، حفظ النص يقوم به الفريق مبدئيا، البعض منهم يحفظه عن طريق تسجيله ثم سماعه مرات ومرات، أو مثل "جمعة" يحفظ حين يُقرأ عليه أكثر من مرة، ثم تأتي مرحلة الأداء الصوتي، وأخيرا أصعب المراحل وهي الحركة على المسرح، وأحيانا تختل الحركة ويسقط أحد الممثلين، لذا يكمن نجاح الفريق في أداء تلك الحركة، وسرعة البديهة عند سقوط أحد الممثلين.
تجاوب مع النص، إلقاء "القفشات" بين الممثلين، خفة روح "المفتحين"، "بنحاول نجدد طول مدة العرض، بإضافة جملة جديدة في كل مرة"، يعمل الفريق بكل طاقته، وجهود أبنائه الذاتية، براتب يصل إلى 350 جنيه من وزارة الثقافة عن كل العمل المعروض في فترة من 3 إلى 4 شهور، لا يوجد بطل واحد للعمل المسرحي "الفريق كله قطاعي.. مفيش أبطال للعمل" مازحا يقول "جمعة".
"حليمة".. ضحكة "المفتحين"
"اصحي يا فكري اصحى يا منيل على عينك" جملة تقولها "ماري منيب" في فيلم "الناس اللي تحت"، كان الدول الأول لــ"حليمة إسماعيل" مع "المفتحين"، والأقرب إلى نفسها، رغم أنها لم تؤده أمام الجمهور. تبدو دارسة اللغة العربية خجول، يملأ وجهها ابتسامة رقيقة، لكنها حين تمثل تتملكها جرأة، وثقة بالنفس، لذا تمكنت من أداء دور "انشراح" السيدة البسيطة والدة الـ7 أطفال في مسرحية "حكايات مصرية"، تلتقي بها المذيعة وتسألها "كم عدد العيال يا أنسة"، لتندفع "حليمة" بعبارة ضحكت لها الثغور بمسرح طنطا والمحلة، ترد عليها بلهجة فلاحة "أنسة.. أنسة إيه يعني هو أنا جايبة كل دول من عمر أفندي ولا إيه".
الثقة بالنفس، والشعور بالإنجاز باتت أحاسيس أصيلة في نفس موظفة قصر ثقافة طنطا، آمنت الشابة العشرينية أنه يمكنها تجاوز المخاوف، والمساهمة في تغيير تلك الصورة المأخوذة عن المكفوفين، بل أصبح حلم لها "نفسي الناس تحس أننا زيهم، وإن كان ربنا أخد مننا نعمة النظر، فهو إدانا حاجات كتير.. نفسي المجتمع ميظلمناش".
على مسرح كلية الآداب حيث العرض الأول، والقاعة ممتلئة بالحضور، مع التصفيق يزيد حماس الشباب وثبات خطواتهم على المسرح، فيما تتلمس "حليمة" أنفاس عائلتها؛ والدتها المتحفظة في البداية على مشاركتها بالفرقة، ووالدها المشجع لها، وأخواتها الثلاث، "كنت بسمع ضحكهم، وأنا واقفة على المسرح.. صوت بابا وضحكة أختي هاجر" تقولها الفتاة بابتسامة، سعادة لم تجد لها مثيل انتابت الشابة، التي أسرت من وقتها حلم عن فرقتها المسرحية "نفسي نوصل للنجوم.. نعمل مسرحيات ناجحة ونوصل رسالتنا لكل الناس".
سعادة "حليمة" في الفرقة المسرحية تكتمل بوجود صديقتها "سعاد مصطفى"، والتي تصفها بأنها أكثر معاناة وتحملا لأنها تأتي من المنصورة، لكن "سعاد" لا تبالي، إذ تجد في تشجيع الأهل دافع، وفي المسرح وجدت ملاذها لتغيير الواقع، بالخروج إلى الناس وإخبارهم أن لا حاجة بهم إلى الشفقة، فتصرخ الفتاة العشرينية بأدائها على خشبة المسرح "مش عايزة اسمع تاني كلمة ياعيني ويا حرام".
"فلوطة" أحد الأدوار التي تؤديها "سعاد"، من خلاله تعبر الفتاة العشرينية عن إمكانيتها التمثيلية، وفي الوقت ذاته تنقل واقع المجتمع، المضطر البسطاء فيه إلى النفاق بدعوى "لقمة العيش"، وكذلك تخبر المتفرجين أن المرأة الكفيفة ليست مغلوبة على أمرها ولديها قدرات هائلة، متمنية أن تتغير النظرة والهدف تدريجيا عند الحضور "نفسي اللي يجيي مش عشان يتفرج الناس دي بتتحرك إزاي لكن عشان يخرج بحاجة تفيده من المسرحية".
"سارة".. مبصرة وسط "المفتحين"
الصدفة وحدها جعلت سارة عصام تنضم للفريق، لتصبح الفتاة الوحيدة المبصرة بالفرقة، أحبت الفتاة المسرح منذ الصغر، شاركت به في المدرسة والكلية، لتشارك بعدها معزوفة "المفتحين" الممثلين بطريقة تكاد تصل إلى حرفية المبصرين كما تقول، في بداية الفريق كان يحتاج الأفراد إلى تدريب للحركة، لكن الآن لم تعد بحاجة لهذا حسب الفتاة العشرينية، التي رأت ردود فعل إيجابية بأعين الجمهور، سواء في مدينة طنطا أو غيرها من مدن مصر التي عرضت بها المسرحية.
قبل 7ساعات فقط من العرض عرفت "سارة" بدورها أمام "جمعة"، لتحفظ النص وتؤديه، شك كان يدب في نفس الفتاة فور معرفتها للتجربة، عن كيفية أداء مكفوفين لعمل مسرحي، لكن وجهة نظرها تغيرت وجهة بعد أن شاركتهم، "عرفت من المفتحين إن مفيش حاجة اسمها مستحيل"، ففي دمج المبصرين والمكفوفين على المسرح أمر إيجابي بالنسبة لها، متمنية دعم الفريق ليقدم مزيد من الأعمال على مختلف المسارح.
الاهتمام بالفرقة المسرحية حلم كافة أعضائها، "لو في أي بلد تانية كان الاهتمام بينا أكبر" يقولها "جمعة"، فحلم "المفتحين" الأصغر أن يجدوا مقرا في القاهرة يجمع شتات الفرقة المقسمة في طنطا والمنصورة والمنوفية والقاهرة، وبالمستقبل مقرا بكل دولة عربية.
انتهت أيام العرض المسرحي لفرقة "المفتحين"، عاد كل منهم إلى حياته التي تغيرت بفعل المسرح، ولازال طيف السعادة يحيط بهم، فيما يطل الحزن على النفوس للتوقف بعد تلك الأيام، غير أن أبواب المسرح المدرسي تُفتح لهم، وعم "خالد" مرحبا في أي وقت بمن آنسوا المكان، ولا زالوا مستمرين في حلمهم وتحقيق هدفهم، ساعين للعمل الفترة القادمة لانضمام صغار المكفوفين من الايتام وأطفال الشوارع، موقنين أنه لا تقدم لمصر إلا بحل مشاكل متحدي الإعاقة البالغ عددهم 13 مليون "أم بتمشي وفي أطفال قاعدين في الأرض وماسكين في توبها هتمشي وتتقدم إزاي، لكن لو حلت جزء من المشاكل هيقوموا ويمسكوا بإيديها ويكملوا معاها"، كما يقول "مجاهد"، ففيما يقوم به "المفتحين" محاولة لفتح نافذة يخرج منها صوت ملايين يسقطون من الحسابات بدعوى النقص المزعوم.
فيديو قد يعجبك: