حكاية طفلين بالفيوم.. الأول متهم ''عسكريا'' والثاني ''اتاخد من البيت''
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
كتبت-دعاء الفولي:
عاد عبد الرحمن مجدي من مدرسته بمركز سنورس، محافظة الفيوم، إلى منزله عصرًا، بدأ في تناول الإفطار مع والدته وأخواته البنات. طرقات عنيفة على الباب، ذهب الطالب بالصف الثالث الإعدادي ليفتح، واجدا عناصر من الشرطة تسأله عن هويته، ثم طلبوا منه الحضور معهم، تدخلت الأم تسألهم عما يحدث، فهي لم تكد تتعافى من صدمة تحويل ابنها محمد ذو الثماني سنوات إلى محاكمة عسكرية ''طب هتاخدوه فين؟ شوية وهنجبهولك''، هكذا جاء الرد. خرج الولد، وعاد الأخ الأصغر الذي يدرس بالصف الثالث الابتدائي من الخارج ليعلم أن أخيه الذي يكبره بسبع سنوات تم القبض عليه من المنزل.
بدأت القصة عندما تم القبض على الأب ''مجدي طلب'' المهندس بقطاع الطرق والكباري بالمحافظة، يوم 19 نوفمبر 2014، وتم اتهامه بتفجير محولات للكهرباء في الفيوم، تم إيداع الأب الخمسيني في سجن ديمو العمومي، لاستكمال التحقيقات، غير أن المحامي عمر عبد الله، والأسرة تفاجئوا بوجود اسم محمد الابن الأصغر ضمن المتهمين الآخرين، في 12 ديسمبر الماضي، وصدر له أمر ضبط وإحضار ولم يُنفذ إلى الآن.
كانت القضية رقم ١٣٩٦/٢٠١٤ تتحرك تبعا للنيابة المدنية، حتى علم ''عبد الله''، منذ عشرين يوما، بتحويل الأب والابن وبقية المتهمين إلى المحاكمة العسكرية، طبقا للقرار الجمهوري رقم 136 لعام 2014، والذي يعتبر المنشآت العامة في حكم العسكرية طوال عامين قادمين.
''أحد المحامين كلمني من أسبوعين فبيقولي أنا لقيت اسم محمد مجدي محمد في القضية.. قولتله دة ابني.. دة في 3 إبتدائي''، قالت الأم، غير عالمة أن سن ''محمد'' تم تغييرها في المحضر لتصبح 18 عاما بدل من ثمانية، من جهة أخرى يوضح المحامي أن القضية مبنية على أقوال ضابط في الأمن الوطني، ومتهم فيها 21 شخص بتفجير 16 محول كهربائي وحيازة متفجرات.
طلب الأب رؤية ابنه محمد مرارا ''هو الأقرب ليه في إخواته''، بعد صدور أمر الضبط والإحضار لم يعد الصغير يذهب مع الأم ''آخر مرة كنت رايحة أزور والده بقسم سنورس وكان عايز ييجي بس قولتله بلاش عشان متتحبسش''، لا يبالي محمد بتحويله ضمن القضية للمحكمة العسكرية، فكما قالت الأم، هو لا يفهم تبعات المشكلة ''دة حتى ميعرفش يعني إيه محول كهرباء''.
لا توجد أحراز في القضية، على حد قول ''عبد الله'' الذي يضيف أن كل ما يستطيع تقديمه هو الطعن في نزاهة التحريات لعدم وجود أحراز مادية، مؤكدا أن القضية كانت مُسجلة ضد مجهول، حتى نوفمبر الماضي عندما فتح ملفها مرة أخرى، لأسباب لا يعلمها.
خرجت الوالدة خلف سيارات الشرطة لمعرفة مكان عبد الرحمن، عندما ذهبت لقسم سنورس أخبروها أنه سيأتي متأخرا، في العاشرة والنصف مساء علمت بوصوله القسم ''حاولت أديهم بطانية وأكل وغيار عشانه مرضوش ياخدوهم''، سألها بعض الضباط عن الاتهام الموجه له ''بقوا يقولولي طب هو بينزل مظاهرات، هو إخوان؟''، كان الرد ثابتا؛ الشرطة أخذته من المنزل بينما كان يتناول طعام الإفطار.
دخل محمد -الذي لم يتم القبض عليه إلى الآن-، للبيت باكيا بعد مشاهدته سيارات الشرطة تغادر المنطقة، حكى للأم أنه اختبأ حتى يبتعدوا، طبقا لروايتها، أخذه الغضب قليلا فأخبرها عن نيته بالذهاب إلى القسم لتسليم نفسه ليفرجوا عن عبد الرحمن ''قولتله يابني هتروح فين.. احنا نفسنا مبنعرفش نشوفه''، إلى الآن لا تعلم الوالدة مصير الولدين، فعبد الرحمن ذو الخمسة عشر عاما سيتم عرضه على النيابة خلال يومين، كما قيل لها، ومحمد طالب الصف الثالث الابتدائي ينتظر معرفة مصيره.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: