"ازدراء التماثيل" ... ليس الدين وحده السبب
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتبت-رنا الجميعي:
صُدم العالم مع ظهور فيديو هدم التماثيل من قبل تنظيم "داعش"، وهم يحطمون آثار متحف نينوي بمدينة الموصل بالعراق، يوم الخميس الماضي، وأثار موجات عارمة من الاستنكار، حيث أعاد للأذهان تفجير تمثالي بوذا بالديناميت عام 2001 من قبل تنظيم "طالبان" بأفغانستان، غير أن ظاهرة هدم التماثيل في العموم ليست بجديدة، ولا تقتصر حول الهدم فقط، فهناك "تغطية" المنحوت بحجاب، وكذلك "كسر ذقن"، كما أن أسباب عدم الاكتراث بالتماثيل، سواء كانت تاريخية أم لا، لا يعتد فيها بالأسباب الدينية فقط، فالسياسية والإهمال يهدمون أيضًا.
"الله أكبر، حَطِّم دولة الصنم" .. ذلك النشيد كان خلفية الفيديو الذي انتشر حول تحطيم "داعش" لآثار المتحف، المقام عام 1952، بغلّ جاء بعض عناصر التنظيم يهدمون تماثيل للحضارة الآشورية التي تعود للقرن الثامن قبل الميلاد، مبررين ذلك أنها "أصنام وأوثان لأقوام في القرون السابقة كانت تعبد من دون الله" وأضاف القائل بالفيديو أن تلك التماثيل اتخذها الآشوريون آلهة للمطر والزرع والحرب.
تسبب فتاوى التماثيل لغطًا كبيرًا في المجتمع، وفيما أدانت دار الإفتاء المصرية ما فعلته "داعش"، وأكدت على أن ما استند إليه التنظيم لهدم الآثار هي أسانيد واهية خاصة أن هذه الآثار موجودة ببلاد فتحها الصحابة، رضوان الله عليهم، وأوضحت دار الإفتاء أن الحفاظ على الآثار من الحصاد المادي للحضارة الإنسانية.
عام 2006 اشتعل جدال بعد إصدار "علي جمعة"، مفتي الديار المصرية سابقًا، فتوى تحريم وجود التماثيل بالبيوت، وهو ما تراجع عنه بعدها، قائلًا أن هناك من حرمها وهناك من أباحها، وأنه يُفضل كفة الإباحة.
هدم آثار متحف "نينوي" لم يكن الفعل الوحيد من قبل تنظيمات أو أفراد، ففكرة هدم تماثيل يُنظر إليها كأصنام، حدثت من قبل من تنظيم "طالبان"، في شهر مارس 2001 قام التنظيم بتفجير تمثالي بوذا، حيث أصدر وقتها زعيم الحركة الملا "محمد عمر" فتوى، على إثرها أعلنت الحركة أنها ستهدم جميع التماثيل بما فيها تمثالي بوذا، ولم ترضخ لكل المطالبات الدولية بالعدول عن الأمر
هدم التماثيل أثناء الثورات
تحطيم التماثيل ليس كمنظور ديني فحسب، ولكنه يتم أثناء الثورات أيضًا ، فعلى خلفية الثورة السورية، في مارس 2011 تكسّر تمثال "حافظ الأسد"، الرئيس السابق، بدرعا بواسطة المعاول، رمزًا لرفض سياسته وسياسة ابنه "بشار".
كما انهار تمثال "جمال عبدالناصر" في فبراير 2012، في مدينة بنغازي، بليبيا، حيث صرّح "القذافي" ذات مرة أنه امتداد لعبد الناصر، لذا صبّ الليبيين غضبهم عليه.
ليست الفتاوي والثورات وحدها هي سبب هدم التماثيل، حينما شنت أمريكا الحرب على العراق عام 2003 ، بدعوى وجود أسلحة دمار شامل، ففي الساعات الأولى لدخول بغداد، اجتمع العراقيون عند قاعدة تمثال "صدام حسين"، الرئيس الأسبق، في ساحة الفردوس، أعمل أحدهم الفأس في القاعدة، لكن التمثال لم يقع سوى بدخول دبابة أمريكية للساحة ثم أوقعت التمثال، تلك اللحظة التي أنهت عصر ديكتاتوري، كما صرّح بذلك "كاظم الجبوري"، الذي عرف ب"محطم التمثال"، لأحد المواقع الإليكترونية، عام 2013، وقال أيضًا: "في السابق كان لدينا ديكتاتور واحد، اليوم لدينا المئات".
أما بتركيا ففي عام 2011 تم هدم تمثال عرف ب "تمثال الصداقة التركية الأرمنية"، ونُحت التمثال فوق جبل بمدينة "كارس" وهي مدينة حدودية، ويبلغ ارتفاع التمثال 30 متر، يمثل شخصان يقفان في مواجهة بعضهما كتعبير عن التقارب، وتم تشييد المنحوت رمزًا لإنهاء عقود من العداء بين الدولتين.
وكانت تركيا وارمنيا وقعتا اتفاقية تاريخية في أكتوبر 2009 لإعادة العلاقات الدبلوماسية المتوترة، غير أن محاولة إعادة العلاقات بائت بالفشل لإصرار تركيا على عدم الاعتراف بما حدث في قتل الأرمن وهو ماتعتبره أرمنيا "جريمة إبادة"، وأثناء زيارة مسبقة لرئيس الوزراء التركي لمدينة "كارس" وصف التمثال أنه "غريب" ويشبه ضريح من القرن الحادي عشر.
تمثال "خارج"
بمصر عام 2011، حينما عقد حزب النور مؤتمر انتخابي له، قام منظموا المؤتمر بتغطية تمثال إغريقي في ميدان الرأس السوداء بالإسكندرية، بالقماش لأنه "خارج"، حيث جاءت عدة دعوات سابقة للحزب بضرورة تغطية التماثيل، تلك الحادثة وقعت مجددًا حينما ارتدى وجه تمثال "أم كلثوم" بالمنصورة نقاب أسود، وذلك في عام 2013، ولم يثبت حينها القائمون على ذلك، غير أنها أثارت استياء من قبل المثقفين.
الإهمال أيضًا يقتل
في موجة غاضبة تمت ضد وزير الآثار المصري "ممدوح الدماطي" مع بداية العام الحالي، بسببها هُدد منصبه، حيث كُسرت ذقن قناع "توت عنخ آمون"، وتم علاج الأمر بمادة لاصقة خاطئة، مما أدى إلى تشويهه، وحدثت فضيحة عالمية بسبب ذلك، حيث أرسل الوزير لجنة أثرية من علماء ألمان بذلك أثبتت ميول خاطئة في ذقن القناع نتيجة ترميمه بشكل خاطئ، وكان رد فعل وزير الآثار حينها أن هذا الحديث عار من الصحة، إلا أن اللجنة انتهت إلى تكذيبه.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: