إعلان

بعد قرار للحكومة العراقية.. "بغداد اليوم في عيد"

06:56 م الأحد 08 فبراير 2015

كتبت - رنا الجميعي:

كانت الشوارع تخلو من أشكال الحياة بعد منتصف الليل بالعاصمة "بغداد"، تنقطع أحاديث المارةـ، تتسارع الخطوات حتى لا تتجاوز الوقت المسموح به، يُحتمل أن تعبر سيارة وحيدة تسعى لمستشفى، تنقل مريضًا، فيعرقل مرورها إحدى نقاط تفتيش الأمن العراقي، يتأكدوا من عدم وجود أسلحة أو أي شيء مشتبه به، ومن ثم تمر، منذ عشر أعوام تم إقرار حظر التجول بعاصمة العراق للوضع الأمني، ومع منتصف ليل الأحد رُفع حظر التجول، لتمتلأ بغداد بالعابرين وأصحاب السيارات يُزحمون الطرقات محتفلين بالقرار.

منذ عام 1989 يعيش دكتور "رائد العزاوي" بالقاهرة، أستاذ العلاقات الدولية، هو العراقي، درس وعمل بالعاصمة، لكنه لم ينقطع عن سيرة أهله وأصدقائه ببغداد، مع رفع حظر التجول أمس ظلّ على تواصل بهم، عن طريق الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي، تابع بفرحة مظاهر الاحتفال هناك "الأهل ومن أعرفهم من كتاب وشعراء ورجال الدولة كانوا في شوارع بغداد مبتهجين وناقلين رسالة للعالم "بغداد آمنة".

الفرحة التي تناقلتها وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي أمس عن فرحة أهل بغداد، كان "العزاوي" على تواصل معها لحظة بلحظة، ما أثار الفرحة بقلبه بشكل بالغ هم أولاد أخيه "أخويا قتل على يد الإرهابيين"، فالصغار ولدوا أثناء حظر التجول وتلك كانت ليلتهم الأولى بالشارع.

عشر أعوام تغيّر فيها مواقيت حظر التجول، مع اختلاف الحالة الأمنية، في البدء كانت منذ الساعة الحادية عشر مساء حتى الخامسة، ثم منتصف الليل حتى السادسة، وبآخر أربع سنوات من الثانية عشر مساء حتى الخامسة فجرًا، شكّل المنع صعوبات على أهل بغداد كما قال "العزاوي" منها نقل المصابين "وقتها كان من الممكن أن القوات الأمريكية تطلق النار".
كذلك واجه "العزاوي" مشاكل بسبب الحظر، فعمله كمدير لمكتب البي بي سي هناك، جعله يضطر إلى المبيت أحيانًا، كذلك كان حال بعض المؤسسات الحكومية، وإذا عبر أحدهم خلال نقاط التفتيش يتم البحث بسيارته عن أسلحة وفي حالة خلو السيارة كان المواطن يُحجز بسيارته حتى الصباح.

رغم حظر التجول الموجود وقتها، والشوارع الرئيسية الخالية من المارة، ونقاط التفتيش التي تستبدل، كانت هناك "حركة داخلية" خاصة بكل حي "الأسواق بالأحياء مفتوحة والمقاهي".

رفع حظر التجول بقرار من رئيس الوزراء "حيدر العبادي" جاء بعد ستة أشهر أمنت فيها بغداد كما يؤكد "العزاوي"، ورغم أنه قرار حكومي لكنه بالأصل قرار شعبي "الشعب قرر ينهي أي مظهر من مظاهر الخوف".

بغداد هي "آخر مدينة" استمر بها حظر التجول، وانتهى الآن، فيما تظل المدن تحت الحظر من قبل تنظيم الدولة الإسلامية.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: