إعلان

معهد جنوب مصر للأورام: أغيثونا

05:01 م الإثنين 16 مارس 2015

معهد جنوب مصر للأورام

كتب - إشراق أحمد:

ترتكز الأنظار نحو العاصمة، هي القاهرة وما دونها بعيد عن فلك الاهتمام، فيلقى مصير غياب المعرفة من ناحية، وقلة الموارد من جهة أخرى، كذلك حال معهد جنوب مصر للأورام بأسيوط، الذي "يعافر" لمواجهة ذلك المرض الخبيث، بما لديه من امكانيات لا تتساوي مع مستشفيات القاهرة، في محاولة لتخفيف عناء السفر على المرضى خارج حدود الصعيد، فظل محتفظا بأجهزة منذ 17 عاما، يتولى صيانتها حتى لا يواجه شراء بديل، لكن ما كان باليد حيلة، في ملاقاة هذه الأزمة؛ منذ عامين توقف جهاز المعالج الخطي، وهو الخاص بالعلاج الإشعاعي للأورام، لم تعد هناك قطع غيار تعين الجهاز بمشتقاته الأربعة على العمل، وبات 36 ألف شخص – هو عدد المترددين على المستشفى وفقا لأخر إحصاء للمعهد 2012- ما بين خيار تحمل السفر أو تردي أوضاعهم الصحية.

"مابقاش في إيدينا غير الاستغاثة" يقولها محمد أبو المجد أستاذ مساعد جراحة الأورام بالمعهد، مشيرا أن ذلك يعني توقف ثلت العلاج بالنسبة للمرضى، المترددين من كافة أرجاء الصعيد إلى المعهد، والذي يعد السبيل الاقرب إليهم، بديل عن الذهاب إلى القاهرة.

في 27 أكتوبر 1998 تم إنشاء قسم الأشعة العلاجية والطب النووي، وإلحاق به الجهاز الذي يساعد على توصيل الجرعات الإشعاعية بدقة دون المساس بالأنسجة السليمة، المعهد بشكل عام هو الثاني بعد المعهد القومي للأورام التابع للجامعة وليس وزارة الصحة، مما يعني أنه لا يقتصر على العلاج فقط بل إجراء الأبحاث ومتابعة كافة التطورات الخاصة بالأورام.

في القاهرة يتوافر أكثر من جهاز فيما تعتمد قوة المعهد على واحد فقط منذ 17 عاما وفقا لـ"أبو المجد"، لم يكن هناك ضير فعدد الحالات التي تم علاجها بواسطة الجهاز بلغت حسب تقارير المعهد 2908 خلال آخر 3 سنوات، غير أن الأعطال تضاعفت حتى بلغت 55 عطل في الشهر وقامت الشركة المصنعة والقائمة بأعمال الصيانة بإبلاغ المعهد أنه لم تعد هناك قطع غيار متوفرة ولا إمكانية إجراء صيانة.

أكثر من 200 حالة سنويا كانت تُحال إلى القاهرة لتلقي العلاج لحاجتها إلى تقنيات متقدمة وجراحات إشعاعية لا يوفرها الجهاز المتواجد، غير أن الرقم هذا عرضة للزيادة في حالة عدم توفر الجهاز، لا يعتمد الأطباء وإدارة المستشفى كثيرا على ميزانية الجامعة "أحنا عارفين أن ظروف البلد والميزانية لا تسمح" حسب أستاذ جراحة الأورام، خاصة وأن تكلفة شراء الجهاز تُقدر بـ22 مليون و500 ألف جنية، لكن الأمل بالنسبة لهم في التكاتف المجتمعي "مثلا زي ما تم تخصيص مبلغ لتطوير الدويقة من صندوق تحيا مصر يتعمل كدا معانا" على حد قول "أبو المجد".

فيديو قد يعجبك: