"محمود المرسي".. أمير الظلام والأب المثالي - (فيديو)

كتبت - يسرا سلامة:

بترشيح من زوجته وابنته، حصل "محمود متولي المرسي" ابن مركز ميت غمر بعزبة واصف بمحافظة الدقهلية على التكريم الأول عن الأب المثالي ضمن المكرمين الأربعة، لم تتوقف دموع "محمود" طوال حكايته عن تربية أولاده.

ثلاثة أبناء، اثنين من البنين وفتاة، حرمهم القدر من نعمة البصر، لم تتوقف محاولات الأب والأم من علاجهم، خطوات لا يزال يذكرها من ميت غمر إلى مستشفى الدمرداش بالقاهرة، وطرقات على أبواب كبرى الأطباء بالقاهرة، من أجل أن يعود البصر لأطفاله، حتى قال طبيب له "يا حاج ما تتعبش نفسك، مفيش شجرة بتطلع من غير جذور، وأولادك هيفضلوا كده طول عمرهم".

فقد الثلاثة بصرهم، لكن لم يفقد الأب العزيمة، ظل "محمود" العامل في الميكانيكا يسعى نهارا وليلا كي يرى فلذة أكباده يتدرجون في طريق العلم، طلب من رئيسه في العمل أن تتاح له فترة مسائية لمضاعفة دخله، حتى لا يحرم أحد منهم من الدراسة.

متولي الأبن الأكبر الآن 34 عاما، ومحمد 33عاما، وفاطمة 24 عاما، التي يقول عنها والدها "الآنسة فاطمة"، الثلاثة تخرجوا من كلية أصول الدين من جامعة الزقازيق، نهلوا من علوم القرآن، لم يمنعهم فقد البصر من التفوق الدراسي، الشرط الذي رشح الأب "محمود" للتكريم كأب مثالي.

يقول الأب "وقفت جنبهم حتى لا يتشردوا، وطلبت من ربنا دعوة أن ربنا يرزقهم بالقرآن ويصبحوا علماء، والحمد لله فرحان بيهم"، لم يقطع فرحة الأب المثالي سوى أن التكريم سيكون له وحده، دون أولاده، يضيف "كان نفسي يتكرموا معايا لانهم سبب في التكريم".

تربية طويلة المدى، طريق شاق قطعه محمود وزوجته من أجل جعل أولادهم نماذج ناجحة، كاهل الأب أصبح مثقلا بعد أن صعد على المعاش، يظل الصبيان محمد ومتولي يساعدونه من خلال قراءة القرآن في المآتم أو الاحتفالات الموسمية التي تقام في ميت غمر، يقول الأب أنه أصبح مشهورا بهم بعد أن ذاع صيت أولاده بالقرآن.

بجانب التكريم المقدم من وزارة التضامن الاجتماعي، لم يحلم الرجل الستيني سوى بزيارة للبيت الحرام، بعد أن زار ابنه "محمد" السعودية في حضرة زيارة رسمية، نتيجة مهارته بالقرآن وحفظه لكتاب الله، قائلا "نفسى أشوف النبي قبل ما أموت".

لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا