إعلان

غواصة بأيدي شباب "المنصورة" في انتظار العالمية

03:27 م الثلاثاء 24 مارس 2015

كتب-إشراق أحمد:

صندوق صغير (1/2 متر ×1/2 متر)، تستوعبه اليدان، بمجرد أن يلمس الماء يغوص في عمقها، مستكشفا قاعها، مخترقا ما لا يستطيع المرء بلوغه، من مساحة تعادل أنبوب، ينقل صور للمكان المتواجد به، يمكنه بذارعه لحام الكسور، بتوجيه من صانعيه كما عمل ''الروبوت''. ذلك التصور البسيط لما حققه 10 شباب من طلاب كلية الهندسة بجامعة المنصورة، من ابتكار غواصة مصرية الصنع دقيقة المهام، بقول أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الغواصات المصرية، والتي أحرز بها الفريق المركز الأول على مستوى الجمهورية في أولى مراحلها، لينتقلوا إلى التصفيات ضمن 29 فريق والتي يعني تخطيها، منافستهم للجامعات العالمية بالمسابقة الدولية '' MATE International ROV'' المقامة هذا العام في كندا.

4 من أعضاء فريق ''Hydrobots'' سبق لهم خوض المنافسة في تلك المسابقة العالمية التابعة لمركز التعليم البحري في أمريكا المنشأ منذ عام 1997، لذا رأى المشاركون القدامى أن يواصلوا السعي نحو مشروع ''تطوير رؤية صناعة الغواصات في مصر''، وكسر الترتيب السادس لمصر في هذه المسابقة، فاكتمل الفريق في شهر يوليو المنقضِ، بأعضاء جدد تلك المرة الأولى لخوضهم هذه التجربة.

التحدي جمع الطلاب المتنوعين في تخصصهم الهندسي، ''الهدف مش عمل غواصة ونتأهل وخلاص المهم التحدي في عمل شيء بنفس الكفاءة اللي بره وتكلفة أقل كتير'' قالت سندريلا عادل أحد أعضاء الفريق، الذي انجز الغواصة خلال قرابة 5 أشهر من خوض المسابقة المحلية التي أقيمت الشهر الجاري.

داخل مكتب لوالد أحد أعضاء الفريق، استطاع طلاب هندسة المنصورة تنفيذ المهام الموضوعة من قبل لجنة مسابقة غواصات مصر، وإخراج مشروعهم إلى النور، بعد فترات عمل بلغت 24 ساعة يوميا في كثير من الأحيان، ووصلوا إلى ما يمكن تسميته ابتكار، إذ تمكن الفريق من صناعة غواصة لها قدرة على تنفيذ مهام استكشافية دقيقة، يُتحكم بها عن بعد، وتتمكن من عمل مسح للمكان عبر التصوير فوتوغرافيا وفيديو، فضلا عن الذراع المزود لها لإمكانية أخذ عينات من القاع، والحركة الحرة في كافة الاتجاهات مما يكفل لها، عبور أضيق المساحات، والقيام بعمليات اللحام لأنابيب البترول المتواجدة في المياه البحرية.

10 آلاف جنيه خصصتها جامعة المنصورة للفريق، هي تكلفة عمل الغواصة، مضاف لها قرابة المبلغ ذاته تحمله أعضاء الفريق من أجل إنهاء مشروعهم، ''الفكرة مش اختراع هي موجودة من زمان لكن الاختلاف أن التصنيع بالكامل مصري'' كما قالت المتحدثة باسم الفريق، فالطلاب لم يعتمدوا على شراء القطع اللازمة وتركيبها بل تصنيعها ''كنا بنعمل الالكترونيات بإيدينا''، خامات بسيطة تحقق الكفاءة ذاتها المتوفرة بسوق العمل، والتي يدفع مقابلها أضعاف ما خصصوه لغواصتهم.

يحلم أعضاء الفريق العشرة ببلوغ المرحلة العالمية، وتمثيل مصر بها، واضعين نصب أعينهم هدف أخر لا يقل أهمية ''ننقل اللي اتعلمناه لناس تانية مش عارفين يبدأوا منين زي ما كنا في الأول.. عشان الطريق يفضل مستمر''، لا يؤرقهم في المرحلة القادمة سوى الدعم المادي غير المتوفر بشكل كبير لتطوير الغواصة لتواكب المنافسة العالمية وفقا للمهام المطلوبة ''عشان كده بندور على ممول''، وهو السبب ذاته الذي يتوقف عليه أمل الفريق في خروج مشروعهم من حيز المسابقات إلى التنفيذ على نطاق واسع.

فيديو قد يعجبك: