عن ليلة ماتت فيها ''ميادة أشرف''
كتب - علاء أحمد:
"ليلة ماتت فيها الضحكة"، على حد قول زملائها، أمٌ مكلومة تكاد عيناها تبيض من الدمع، وأبٌ أسلم أمره لله، لم يجد مفرًا من أن يرد الأمانة إلى ربه ويتسلم جسد ابنته ليدفنها، وأخُ لا يرى ما يحدث حوله إلا كابوس يدعو الله مرارًا أن يستيقظ منه، في منزل أحاطه الكمد والحزن، وأصبح يشيح لونه بالسواد.
زملاء الأمس يضحكون في حضرتها، لتنقشع ابتسامتهم وقت أن فاضت روحها، ليتوحد لديهم البُكاء، رصاصة فرقت بين أحلام مستقبلها وآلام حاضرها، رصاصة حولتها من صحفية إلى شهيدة في بلاط صاحبة الجلالة.
جهاز لوحي، محفظة، مفاتيح، وبطاقة شخصية، آخر ما تبقى من ميادة، أشياء فقدت قيمتها برحيلها، وأول من سأل عن هذه الأشياء والدها، استلم آخر ما يحمل رائحتها، ضم أشياءها ثم انهار باكيًا، الآلاف من أهالي قرية "اسطنها" بمحافظة المنوفية، زفوها إلى مثواها الأخير، بدلا من أن يزفوها إلى عريسها.
في ذكراها الأولى قُتلت ميادة برصاصة وذلك أثناء تأدية عملها في تغطية مظاهرات أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي.. "نعش يطير إلى القبر بسرعة البرق"، خرج من المسجد الأهالي بعدما أتموا صلاة الجنازة يهرولون من سرعة النعش، وكأنها تُسرع لما طلبته من ربها في آخر تدوينه لها، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حينما قالت: "يا رب طبطب عليا".
"رحل الجسد ولكن الروح باقية"، رحلت الضحكة ورحل معها كل ما هو جميل؛ وأصبحت منطقة عين شمس "ملعونة"، لكل صحفي، ولكن روح ميادة هي الدافع لكل صحفي أراد النجاح.
فيديو قد يعجبك: