إعلان

"لا أحد ينام في صنعاء".. روايات من قلب القصف

06:01 م الأحد 29 مارس 2015

كتب- محمد مهدي:

كانت المدينة تغط في الهدوء، لا صوت سوى ارتطام الأمطار بالأرض، ليلة مملة دفعت الأهالي للاعتكاف في منازلهم، غير أن الحال تغير بغتة إلى كابوس، حينما ظهرت في سماء العاصمة اليمنية الطائرات الحربية للقوات التي تقودها السعودية في طريقها لمطار صنعاء وقاعدة الديلمي لضرب الحوثيين، مفاجأة لم يكن يتوقعها أحد، خرجوا إلى الشوارع، صعدوا إلى أسطح منازلهم، تجمعوا بالقرب من بعضهم البعض هربا من شعور الفزع "شاهدنا الطائرات، سمعنا أصوات القصف رغم بُعد المسافة بينا والأماكن المستهدفة.. أقربها مقر قوات الأمن الخاصة تبعد نصف كم، من وقتها فارقنا النوم". قالها بأسى الشاب "شهاب المصري" أحد سكان منطقة الصافية باليمن.

الآراء منقسمة في اليمن حول عملية "عاصفة الحزم"، بين مؤيد ومعارض وكاره للحوثيين لكنه يرفض الحرب على اليمن. الوضع هناك معقد ومتشابك" أبناء تعز والجنوب سعيدين بالضربة، أبناء الشمال –القبائل- يعتبروه تدخلا خارجيا وأغلبهم رافضين القصف.. الزيود كانوا يعيشون حالة توتر بينهم وعند تدخل أي قوة خارجية يتوحدون ضدها"-بحسب شهاب-.

رغم اقتصار الأمر حتى الآن على الهجمات الجوية، إلا أن الجميع يعيشون أجواء بدايات الحرب "في اليوم التالي تراصت الطوابير أمام محطات الوقود خوفا من حدوث أزمة، قل التواجد في الشارع"، فيما جابت سيارات يقودها أتباع الحوثيين شوارع المدينة يدعون الأهالي للانضمام إلى ما أطلقوا عليه الجهاد بعد فتوى من رابطة علماء اليمن التابعة لهم "طالبوا أيضًا بمساعدتهم بالمال أو الأسلحة".

يسمع أهالي "صافية" أصوات القصف، ثم تأتي لهم الأخبار عن خسائر الحوثيين " سمعنا عن تدمير سلاح الجو الموجود بالكامل في قاعدة الديلمي، تضرر كامل في المناطق العسكرية، معسكرات القوات الخاصة وريمة حميد والرئاسة و48 الموالي للرئيس السابق صالح" غير أن العديد من الأحياء والمنازل نالها جزء من الضرر جراء القصف بسبب قربهم من المناطق المستهدفة من القوات المقاتلة "سقط عدد من الضحايا من المدنيين" تعرف "شهاب" على المعلومة الأخيرة من "مواطنة" وهي منظمة مجتمع مدني مستقلة غير تابعة للحوثيين.

الأيام تمضي، القصف مستمر، الإشارات والمؤشرات تقول إن الحرب وشيكة لتزداد مخاوفهم "أسوء ما في الحرب هي الأزمة الاقتصادية.. يمكن أن تحدث مجاعة إذا لم ينتهِ الامر سريعا"، يخشى "شهاب" وأهالي صنعاء من محاصرة اليمن وبدء المعارك البرية، فضلا عن جنون الحوثيين في التعامل معهم خلال الحرب "اعتقلوا إعلاميين وأغلقوا صحيفة و3 قنوات مثل يمن شباب وسهيل. وأخاف أن يقوموا بمحاكمة المخالفين بالخيانة العظمى كونه في حالة حرب".

الوضع أشد وطأة بالقرب من مطار صنعاء وقاعدة الديلمي، الانفجارات لا تتوقف، دُمر المكان بالكامل، صفارات الإسعاف صارت خلفية موسيقية ثابتة لأحداث اليوم، رجال الدفاع المدني يهرولون هنا وهناك "في الصباح وجدنا المنازل الملاصقة للقاعدة مُهدمة وهناك ضحايا من المدنيين" ذكرها "محمد الجبلي" مهندس معماري، أحد سكان منطقة المطار.

المدراس توقفت، الأعمال مستمرة على استحياء، الكهرباء تنقطع من حين إلى آخر، الحوثيين في كل مكان بالمنطقة من خلال لجان، يكسبون مساحة جديدة لدى الأهالي بعد القصف بعد أن كانوا قلة "مشايخ القبائل اجتمعوا وكل الخيارات مفتوحة للدفاع عن المنطقة".

هناك غليان في المنطقة التي يسكنها "الجبلي"، غضب من الهجوم عليهم رغم عدم انتمائهم للحوثيين، وما يقول عنه الجبلي "تضليل إعلامي"-بحسب تعبيره-، مؤكدًا أن السعودية لن تغامر بحرب برية بعد ما الحرب التي شنتها على اليمن في 2009 "المحزن إن مصر هي من ستقوم بهذه المخاطرة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان