"احكيها بالفلسطيني".. قاوم الاحتلال بالكلمات
كتبت-دعاء الفولي:
كان حكيم قديمات الشاب الذي يسكن بمدينة الخليل الفلسطينية، يتصفح حسابه على موقع الصور "انستجرام"، حين وقعت عيناه على صورة كُتب عليها "اسمها فلسطين مش إسرائيل"، ابتهج الشاب ذو السابعة والعشرين ربيعا؛ كان لفترة من الزمن ينزعج بسبب المصطلحات العبرية التي دخلت على ألفاظ الفلسطينيين خاصة الذين يتعاملون بشكل يومي مع المستوطنين أو الجنود؛ من هنا جاءت فكرته بإنشاء حملة "احكيها بالفلسطيني" لمحاولة استبدال الكلمات العبرية بالعربية.
"تفاعل الناس على الإيفنت انتقل من الجيد إلى الممتاز"، قال "قديمات"، موضحا أن ذلك ما حفّزه على محاولة البحث عن تلك المصطلحات لإفادة الناس بها، ليجد أن المشاركين على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لديهم كم وافر من المعلومات المختلفة عن تلك الكلمات " كنت بالاول متابع بالتعليقات مع المشاركين وأصحح بعض المفاهيم، اليوم صار المشاركين ذات انفسهم يصححو.. انتقلنا من مرحلة المسميات وأسماء القرى والمدن .. لمرحلة تصحيح كلمات يومية بنتداولها بالشارع زرعها فينا الاحتلال !".
"عجوت" هي كلمة عبرية تستخدم في فلسطين بمعنى الكعك المُحلى، "بيقلا" هو البسكوت المملح بالعبري، ويستخدم بنفس الاسم في الأوساط الفلسطينية، وكلمات اكتشفها "قديمات" مع التدقيق، رغم بساطة الكلمات على ظاهرها إلا أنها كثيرة، كما يقول "قديمات"، "الاحتلال الاسرائيلي عنده استعداد يدفع مئات الملايين من الدولارات مقابل تغيير ملامح التاريخ الفلسطيني".
حينما طرح "قديمات" الفكرة منذ عشرة أيام لم يخطط إذا ما قرر النزول بها إلى الأرض، ونشر حملات التوعية بشكل أوسع من نطاق الإنترنت، لكنه الآن يبحث عن شركاء ليساعدوه فيما أراد "بفكر أنه أول شيء راح نبدأ بيه هو المؤسسات التعليمية بسبب المناهج ولأن الفكرة راح تنتشر أسرع بين الطلبة ثم المنازل".
"عاصمة فلسطين اسمها القدس مش القدس الشرقية"، تعليقات كثيرة من رواد فيسبوك على الحملة، مصطلحات وجمل انهالت على الصفحة منذ عدة أيام؛ منها "اسمها فوضی مش بلكان"، "اسمه متبل مش حتسليم"، "لما حد يقولك كيفك قوله الحمد لله مش بسيدر"، "عندي مدينة اسمها تل الربيع مش تل ابيب"، وغيرها.
يعتقد الشاب الفلسطيني أن الاعتزاز بثقافتهم الفلسطينية وحضارتهم أمر مفروغ منه، لكن زرع الكلمات الغريبة حتى ولو بالخطأ يجب أن ينتهي، فـ"قديمات" أثناء عمله اليومي يستخدم المصطلحات العبرية، والتي تزداد مع الوقت "مثلا شارع القدس بالخليل.. يعرف اليوم بشارع 60، احكي لأي حدا من الخليل خط 60، بيعرف الشارع ..بس احكيلهم القدس الخليل.. رح تتفاجئ في ناس ما رح يعرفوها".
الغريب أن ثمة انتقادات يواجهها "قديمات" ممن رأوا أنه قد ينشر العنصرية بتلك الحملة، بينما يرد هو قائلا "أنا بحاول أرجع المسميات.. خايف يجي ابني بالمستقبل يشوف الثوب الفلسطيني يفكره تراث للكيان الصهيوني"، لا يحمل الشاب العشريني هم رحيل الاحتلال، لكنه يخاف من إرث اللغة الذي سيتركه عقب الرحيل.
فيديو قد يعجبك: