لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور - الحياة داخل مخيم اليرموك.. خطوات تفصلك عن الجحيم

07:38 م الخميس 16 أبريل 2015

مخيم اليرموك

كتبت - رنا الجميعي:

ليس جديدا على الفلسطينيين المُعاناة، حيث صارت المقاومة عنوانًا لهم، وسيرًا يخطونه بأقدامهم المُعافرة ليحفروا آثار لن تُمحى عن بطولاتهم، تلمح بأعينهم صريخ جاب شرق الأرض ومغاربها، لكن العالم صمّ أذنيه عنهم، وإلى الآن يسجلون فصولًا جديدة في ملحمتهم، من بينها مخيم اليرموك.

16 ديسمبر 2012 يوم حُفر بأذهان أهالي مخيم اليرموك، ذلك اليوم الذي دخلت الحرب فيه المخيم، بعدما كانت على أطرافها، تاريخ اختلف ما قبله عما جئ بعده، فالمخيم الذي كان "الرئة" للثورة السورية للمناطق المٌجاورة تحوّل لساحة حرب، يقول "جهاد شهابي"، ناشط إعلامي.

"المخيم هو فلسطين، وفلسطين هي المخيم"

يبعد مخيم اليرموك 8  كيلومترات عن دمشق، وتأسس عام 1957، لم يكن اليرموك مخيمًا عاديًا كالبقية "مش بأشياء بدائية، أبناؤه كبروا واشتغلوا فيه حتى صار مدينة كبيرة، طوب وحجارة"، يسجل بالمخيم حسب الأونروا، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، 144 ألف لاجئ مسجل، وبها 28 مدرسة، مركز توزيع غذائي واحد، وثلاثة مراكز صحية.

1

لمخيم اليرموك طابع خاص أضفاه عليه تلك المباني والحارات التي جعلت منه مدينة "صار السوريين يسكنوا فيه"، كما أصبح فيه ثالت سوق تجاري بدمشق، يحكي "شهابي" أن المخيم "ضل مطبع بالطابع الفلسطيني" رغم العدد الكبير للسوريين به "كان عدد الفلسطينيين 200 ألف، والسوريين 800 ألف"، حيث كانت أسماء الشوارع بالمخيم هي فلسطين؛ عكا، حيفا، ويافا.

كأي لاجئ فلسطيني كانت أحلام اليرموك تحوم حول العودة، الهوية المُراد إرجاعها، غير أن الثورة وما تلاها قلبت كل الموازين، حتى صار العثور على لقمة خبز هي البُغية، جاءت الثورة السورية يوم 15 مارس 2011 بعد تدشين دعوة للتظاهر على الفيسبوك، استجاب لها عدد من المتظاهرين، لتنطلق بعدها شرارة الحرية التي تبعتها الحرب بين قوى المعارضة وجيش بشار الأسد.

مُنذ إبريل من نفس العام فتحت قوات الأمن النار على الشعب السوري ولم تتوقف إلى الآن، "ما كان يقدر الأمن يفوت على المخيم" يقول "شهابي"، في تلك الأوقات التي استطاع فيها أهل المخيم النوم آمنين، ويصير اليرموك هو الملجأ للمناطق المجاورة "كنا مساندين لحمص ودرعا"، شباب المُخيم لم يعزلوا أنفسهم عما يحدث بالخارج، لكنهم كانوا حذرين لئلا تطول النار أرضهم "كان الشباب يطلع على المناطق التانية يعمل مظاهرات".

2

ذلك الأمن الذي نعم به المُخيم، جعل السوريين ينزحون لداخله "من مناطق التضامن والحجر"، فُتحت المدارس والجوامع كمأوٍ لهم، لكن تلك الحالة السلمية التي عاشها اليرموك لفترة لم تستمر، أسس النظام لجان شعبية، وأعطى السلاح لـ"البلطجية"، تلك اللجان التي صارت تسرق من العابرين "كانوا شبيحة"، حتى انتقل هؤلاء "البلطجية" لا لتأمين المخيم ولكن للقتال من داخله للخارج "صاروا يضربوا بالهاون من الداخل".

المخيم "منطقة حرب"

بصباح الأحد الموافق 12 ديسمبر 2012 قصف الطيران السوري للمرة الأولى مخيم اليرموك محيط مستشفى الباسل وحي الجاعونة، حسبما أفاد وقتها المرصد السوري لحقوق الإنسان، على خلفية اندلاع اشتباكات بين قوات موالية للنظام وكتائب معارضة، وصارت يومها مذبحة جامع عبد القادر الحسيني مأوى النازحين "كانت هاي اللحظة المفصلية بمخيم اليرموك".

هُنا انقلب الوضع معكوسًا، دخلت الحرب المخيم، وبعد تواجد المعارضة بقلب اليرموك "انسحب المدنيين برات المخيم من شدة القصف".

حصار المخيم

3

20 ألف فلسطيني مازالوا يعيشون حتى الآن داخل المُخيم، حسبما أفادت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا، كابوس مُخيف عاش فيه المخيم منذ أصبحت منطقة اشتباكات، نزوح مستمر، و630 يوم حصار من دون أي غذاء، كما يقول "شهابي".

ترك أهل "جهاد شهابي" المخيم، فيما ظل هو هناك "ما فيني أخرج برة، لو طلعت أموت"، 27 عامًا عاشها الشاب الذي درس لسنوات بالجامعة، ثم تركها ليعمل بـ"الثورة"؛ كناشط إعلامي. يُكمل الفلسطيني حديثه عن الوضع حيث كان حصار المخيم جزئيًا في البدء، وبعد ستة أشهر صار حصارا كُليًا.

ببداية عام 2014 ضغطت عدة مؤسسات من بينها الأونروا "فتحوا الحاجز"، لكن الحاجز الذي أصبح فُسحة لمرور الطعام "صار عليه تعذيب وتحرش"، يقول "شهابي" إن جنوب دمشق بذلك الوقت كان محاصرًا بأكمله -عبارة عن ست بلدات، ثم قامت هدنة مع النظام على إثرها سمحوا لهم بشراء الطعام "الأسعار صارت أعلى".

الماء والكهرباء كانت معاناة أخرى لأهل المخيم، استمرارهما كان الجنة، ولكن الجحيم هو ما عاش فيه الفلسطينيون هُناك، ساعات مُحددة باليوم تعمل بها الكهرباء "كل يوم بتشتغل ساعتين أو تلاتة، صرنا ندوب بلاستيك، محروقات وبنزين"، أما الماء حيث تم فتح "الأبيار" لساعات محددة أيضًا.

4

دخول داعش المخيم

"خلن يستحوا على دمهم" .. كلمات صرخ بها عجوز فلسطيني بعرض تقديمي لمجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية، لم تقم السلطة الفلسطينية ولا المعارضة بإغاثة المخيم، "هنا اليرموك" هي الحملة التي نقلتها 20 محطة إذاعية فلسطينية للعالم، اسم الحملة ظلّ متاحًا لاستعماله مجددًا مع المعاناة المستمرة، وهو ما حدث مع بداية الأشهر الأولى للعام الحالي حيث دخلت قوات داعش.

يقول "شهابي" عن دخول داعش المخيم "عادي كتير إنه داعش تدخل، لأنه تنظيم الدولة بالمنطقة جمبنا" وهي منطقة الحجر الأسود، قامت قوات داعش بالاشتباك مع أكناف بيت المقدس "هاجموا مقرات الأكناف وقتلوا منهم واعتقلوا الباقي"، فيما لم تهاجم المدنيين -حسب ما أوضحه الناشط الإعلامي.

المأساة ازدادت سوءًا، حيث بالتزامن مع تواجد داعش بالمخيم صعّد النظام القصف "جربنا نوع جديد هو البراميل المتفجرة وصواريخ أرض أرض"، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن 13 مدنيا قتلوا منذ الاشتباكات الأخيرة، وهذا العدد تم التصريح به قرابة أسبوع، وكذلك فإن الأونروا أعربت عن قلقها البالغ للوضع هناك، حيث صرّح مدير الوكالة "بيار كرينبول"، أنهم مصممون على تقديم المساعدة إلى الذين قرروا الخروج مؤقتًا من المخيم وإيجاد مأوى في مكان آخر.

مع اندلاع الاشتباكات الأخيرة نزح عدد كبير من الفلسطينيين، أفادت وكالة فرانس برس أن عددهم 2500، ويضيف "شهابي" أن عدة مولدات كهربائية توقفت أيضًا عن العمل، كذلك يعانون من مشكلة المياه، فيما يظل هو ومجموعة الشباب المناصرين للثورة بالمخيم رغم كل شئ "بنشتغل كشباب لهدف وطريق أد ما طالت المدة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان