بالصور.. في ليلة تشييع "الأبنودي".. "كان القمر غافل مجاش"
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
كتب- محمد مهدي:
مات "الخال"، لا أحد يصدق، الوجوه شاخصة أمام منزله الفسيح بقرية "الضبعية" بالإسماعيلية، يقول جيرانه لعلها إشاعة، يخففون وطأة الأمر على قلوبهم المتعلقة بصُحبته، لكن وصول جثمانه يخذلهم، تبدأ طقوس الغُسل بوجود أسرته، البكاء لا ينتهي، يتوافد على المكان أصدقائه ومريديه، فيما يُجفف الليل منابع النهار، ينسج خيوطه السوداء فيزداد المشهد كآبة وظلمة.
تتحرك الجنازة قُرب صلاة العشاء نحو المقابر بمنطقة جبل مريم، زحام شديد، المنطقة عن بكرة أبيها معه في وداعه، فنانين قادمين من القاهرة، محبين له من المحافظات كافة، أهل بيته، يتقدمهم الجثمان في سيارة إسعاف تابعة للقوات المسلحة، يحيطهم رجال الشرطة والجيش، والصمت يُسمع أنفاسه من جلال اللحظة.
في الطريق إلى المقابر، يتناول السائرون في الجنازة سيرة الشاعر الكبير، لم يكن أبدًا يعاملهم كـ "نِجم" يُحلق في سماء الإبداع منذ أن عاش معهم من سنوات طويلة، يتذكرون طيبته ومودته، جلوسه أمام منزله وتحلقهم حوله، حسن لقائه وحكاياته عن بلدته في الصعيد، عاداتهم، طفولته، نوادره في العاصمة، عشقه للزراعه وفنونها، يقول رجل أربعيني لرفيقه في الجنازة "فاكر قعدته الحلوة وخفة دمه الله يرحمه"، فيرد "والله الواحد ما عارف الشمس هتطلع علينا إزاي بكرة من غير جيرته الطيبة"، ترك "الأبنودي" سيرة عطرة بين جيرانه في الإسماعيلية باقية رغم الرحيل.
بعد مسافة ليست بالقصيرة، وصل موكب الجنازة إلى مسجد هيئة قناة السويس على بعد خطوات من المقابر، توقفت سيارة الإسعاف أمام المسجد مباشرة، نقلوا جثمان "الخال" إلى نعش خشبي، أصوات علت فجأة بمجرد ظهوره "لا إله إلا الله" يرددها الحضور بحزن، "محمد منير" يشق طريقه بين الصفوف، يقف بجوار "علي الحجار"يتبادلون الحديث، قبل أن تبدأ صلاة الجنازة، يجهش المصلين بالبكاء، دقائق ويُدفن واحد من أعظم شعراء العامية في تاريخ مصر.
لم يتمكن الجميع من أداء صلاة الجنازة، امتلأ المسجد عن أخره بنصف عدد الحضور، فاكتفى من فشلوا في العثور على موضع قدم داخل المسجد بالدعاء لـ "الخال"، وفور الانتهاء من الصلاه توجهوا إلى مقبرة "الأبنودي"، هو أول من يُدفن فيها، وأول من يُسمح له بأن يُشيد مدفن رغم عدم انتمائه لأي عائلة كبيرة من القرية، تمت عملية الدفن في هدوء شديد، تلقت أسرته العزاء، وانفض الجمع، رجل خمسيني عاد إلى منزله سيرا على الأقدام رغم طول المسافة، استوقفه جار له يقود سيارة "سوزوكي فان" عرض عليه الركوب وسأله "ليه تعبت نفسك ومشيت المشوار دا كله وأنت تعبان"، ابتسم وأجاب "عشان عبدالرحمن يستاهل نمشيله لأخر الدنيا".
فيديو قد يعجبك: