خالد يقاوم حصار غزة بـ"الفرن الشمسي".. الاحتلال أبو الاختراع
كتبت-دعاء الفولي:
8 ساعات أو يزيد، ظلام دامس يخيم على القطاع، تنزوي العائلات بالمنازل، ينتظرون زوال الغُمّة، يخيم تضييق الاحتلال على غزة، فيما يبحث خالد بشير عن حل، يتوهج عقله بفكرة، جُربت في العالم كثيرا، لكنه أرادها أن تدخل مدينة "دير البلح" حيث يقطن؛ فاخترع "فرن" يطبخ الطعام بالطاقة الشمسية، يخفف عن أسرته عناء انتظار التيار، ويعاند به حصار إسرائيل للقطاع منذ 2006.
لا يعتبر "بشير" نفسه مخترعا "ولكن طورت الطباخ الشمسي بما يتناسب مع حالنا"، يحيا مع أسرته المكونة من زوجة وولدين وابنة، انقطاع الكهرباء لم يكن الدافع الوحيد وراء ما فعله، بل ارتفاع أسعار المواد المستخدمة في الطهي، مثل الفحم والحطب، واختفاء غاز "البوتان" المستخدم في بعض الأحيان.
"في البداية تمكنت من إنجاز طباخ شمسي صغير يكفي لشخص واحد". الأدوات التي اعتمد عليها "بشير" كان أغلبها متوفرا، وهي ألواح من الخشب سمكها 2 سم، مسامير، براغي، دهان أسود، قطعة من الصاج (الحديد) الرقيق، تبن جاف أو أية مادة تستخدم في العزل الحراري، زجاج شفاف عادي، مرآة عاكسة عادية وسيليكون لاصق شفاف، غير أن بعض المواد لم تكن متوافرة دائما، فكان ينتظر حتى تتواجد في غزة.
بإحدى شركات "دير البلح" يعمل "بشير" كمهندس كيميائي، حصل على ماجستير في المعقدات الكيميائية من كلية التربية جامعة عين شمس بمصر، ثم دبلوم من إحدى الجامعات الكندية، بتخصص الـZero technology وقد درس من خلاله إمكانية إنجاز دون بعض المشروعات دون تكنولوجيا، بعد عدة تجارب استطاع المهندس الفلسطيني تطوير أبعاد الطباخ لتناسب احتياجات العائلة "كررت كل طبخة لأتأكد من قابليتها للطهو داخل الفرن والآن يمكنني تصميم طباخات عملاقة تكفي لأكثر من خمسين شخصاً".
يتكون الطباخ الشمسي من صندوق معزول ذي غطاء من الزجاج وعادة ما يكون مزوداً بغطاء عاكس (مرايا) لعكس أشعة الشمس داخل الصندوق، يدخل الضوء من خلال الزجاج العلوي إلى حجيرة الطبخ من خلال الغطاء الزجاجي الشفاف مما يؤدي إلى زيادة الحرارة داخل الحجيرة تماماً مثل ما يحدث داخل السيارات تحت أشعة الشمس وعادة ما تستخدم مرايا عاكسة لإدخال المزيد من الأشعة الشمسية للحجيرة، وتوضع صينية الطعام داخل الطباخ من خلال الباب، ويستطيع صندوق الطبخ رفع الحرارة إلى 140 درجة مئوية وهي كافية لطهي جميع أنواع الطعام، على حد تعبير "بشير".
قام المهندس الغزّي ببناء أكثر من "طباخ" لأصدقائه، يسألهم عن الأدوات المتوافرة في منازلهم "أية أخشاب أو مسامير أو قطع من الزجاج"، كي يوفر عليهم ثمن أعلى للتكلفة، التي تصل إلى 120 دولارا أمريكيا، وأحيانا يُطلب منه صناعة فرن بجودة أعلى وعمر افتراضي أطول "وبالفعل استخدمنا أجود أنواع الخشب وزجاج أسمك ودهان مقاوم لأشعة الشمس فارتفعت التكلفة بذلك إلى 170 دولاراً أمريكياً".
رغم اعتماد "الطباخ" على أشعة الشمس لكن فصل الشتاء لا يقلق صاحبه "عندنا أشعة شمس كافية للطهي لفترة 270 يوما أي حوالي 8 أشهر بالسنة"، غير أن هناك ثلاث أشهر تكثر فيها الغيوم والأمطار بغزة ويحدث انخفاض ملموس في درجات الحرارة "وفي تلك الأيام ألجأ إلى فرن الطين وهو يقوم بالواجب وزيادة".
رغم الوقت الذي استغرقه "بشير" لتطوير "الطباخ"، إلا أنه أبى وضع رقبته بين براثن المحتل. "يطبخ ببطء ولا يحرق الطعام أبدًا، ليس ضروري تحريك الطعام أثناء الطبخ، لا ينتج عنه دخان مطلقاً" ومميزات أخرى يروج بها المواطن الغزّي لـ"الفرن"، ليس بغرض التربح، بل تشجيع المحيطين به على عدم الخنوع لشروط إسرائيل.
تابع باقي موضوعات الملف:
67 عاما على الاحتلال.. فلسطين تكسب الرهان "ملف خاص"
في أول حوار عربي.. أبرز مؤرخ يهودي مدافع عن فلسطين يتحدث لـ "مصراوي"
الاحتلال يسكن مع "ناصر" في شقة 70 مترًا
بالفيديو والصور: الشهيد "فارس عودة".. راقص الدبكة يحيا
بالصور: مرابطات الأقصى.. نساء تزلزل المحتل بـ"تكبيرة"
أهداف سويف.. رحلة بنت فلسطين المصرية "حوار"
بالفيديو.. كيف تدافع عن فلسطين بلغة الغرب؟
بالصور: هنادي.. "ابنة الشتات" ستمر يوما من "فلسطين"
بالفيديو والصور: "أبناء عيلبون" صورة مصغرة لمواجهة الاحتلال
بالفيديو والصور: لينة النابلسي.. فراشة أحلامنا تطل من جديد
بالفيديو والصور: حناجر "ريم" و"رلي" تحاصر "بارود الصهاينة"
بالصور: فريق "المسارات المقدسي".. في حضرة فلسطين التي غيّبها الاحتلال
بالصور: في غزة فقط.. مواجهة المحتل بـ''سجادة حمراء''
فيديو قد يعجبك: