بالصور.. "حياة طاهرة" ... مصر المؤنثة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت-رنا الجميعي ودعاء الفولي:
سيدة تجلس أمام ماكينة خياطة ترتدي نظارات غليظة، يصدح صوتها ممزوجا بضحكة خجلة "عملت النضارة دي في التأمين الصحي بس ولادي بيقولولي وحشة عليكي"، يداعبها مخرج الفيلم من خلف الكاميرا "بالعكس كنت هقولك حلوة جدا"، السيدة "طاهرة" ليست نموذجا غريبا على سيدات مصر، الكفاح منهجهن دائما، سواء كانوا في القاهرة، وجه بحري أو شمال الصعيد بمحافظة المنيا حيث تقطن طاهرة الأم لخمسة أبناء.
كانت فرحة مباغتة للمخرج "مهند دياب" موافقة إدارة مهرجان "كان" السنيمائي على عرض فيلمه ضمن الأفلام التي ستعرض في ركن الأفلام القصيرة هناك، ضمن ثلاثية كفاح المرأة التي يعمل عليها "دياب" كان فيلمه الثاني "حياة طاهرة".
كانت سيدة الفيلم الأول من الثلاثية "حياة كاملة"، الذي فاز بالجائزة الأولى لمهرجان الإسكندرية السنيمائي الدولي، هي سيدة من الفيوم تشتغل في تصميمات الخوص، في بداية الفيلم الثاني يتحرك القطار متجها إلى المحافظة حيث تسكن البطلة "طاهرة"، كذلك يجري قطار عمرها الذي أنفقت منه 30 عاما لتربية الأبناء،لم تترك وظيفة إلا وعملت بها، تقول وهي تعد على أصابعها "بقالي تلاتين سنة وأنا شاربة من هنا، لا خليت طوب مسحته ولا تجارة ولا خياطة".
من خلال عمل "دياب" في الصندوق الاجتماعي للتنمية، سافر إلى الصعيد والمناطق الريفية، يقع تحت بصره مئات من نماذج المصريين المُكافحين، من صنعوا حيوات مختلفة لهم "بس محتاجين حد يوصلهم ويعبر عنهم ولو بفيلم تسجيلي".
تسع دقائق هو عمر الفيلم القصير الذي يتناول حياة "طاهرة" ذات البشرة الداكنة "أنا اتحرقت من شغلي وتعبي، في الأول كنت زي العِبيدة، كنت بتعجبن بنفسي عجبنة"، منذ الثواني الأولى للحكاية وحالة من البهجة تلف العمل، السيدة التي تفخر بإنجازها وتمكنها من تزويج أولادها "قدرت تحوش 150 ألف وتجوزهم".
يقتنص "دياب"، وهو المنتج والسيناريست أيضًا، لحظات سحرية من سيدة الفيلم الثاني، بعفوية تتحدث "طاهرة" حيث كسر ذلك الحاجز بين صانع الفيلم وممثله "بخلي الكاميرا تشتغل وأسيبها تتكلم"، من خلال تلك الطريقة تمكن المخرج من خلق تلك الحالة من البهجة دون أن يحوم الغم بالأفق، بالإضافة إلى أنها "متكلمة جدًا"، كان التحدي بالنسبة له هو كيفية إخراج ذلك الحديث الطبيعي غير المفتعل، ليصنع منه فيلمًا ذو تسع دقائق "ودا اللي اتعلمته من دراستي في أمريكا".
رغب "دياب" من ثلاثيته خلق بُعد آخر، أو دور مميز غير باقي الأفلام، فاستطاع لا أن يضيف إلى نجاحه فقط ولكن إلى تحريك التغيير في حيوات السيدتين، فـ"كاملة" تم عرض فيلمها بالسفارة الأمريكية، وعُرض عليها السفر لأمريكا للتدريب على تصميمات جديدة للخوص، أما "طاهرة" فحينما عرض فيلمها على وزيرة التضامن الاجتماعي، تحققت رغبة السيدة بالحج، حيث لبت الوزارة أمنيتها بالحج لها ولولدها أيضًا.
يحكي "دياب" عن إحساسه بعد قراءة رسالة عرض فيلمه بكان "قريت الميل أكتر من مرة ومش مصدق نفسي"، بالنسبة للحاصل على ماجستير ودكتوراه في الإخراج السنيمائي فإن المهرجان هي فرصة لنجاح أكبر "كأن المهرجان دا بيقولي نقطة ومن أول السطر"، فهو حالة فريدة من تجمع سنيمائيي العالم وفيها يقول المخرج "بتحط رجلك على أول سلمة في السينما العالمية".
لم يبدأ "دياب" بعد في الإعداد للفيلم الثالث من ثلاثية كفاح المرأة، التي يحاول من خلالها إبراز نجاحها، يستعين المخرج بنفس الخلفية الموسيقية، لإعطاء الحالة ذاتها كسلسلة متتالية، يشعر صانع الثلاثية أنه الآن يحمل عبء عمل فيلم ناجح كمثليهما "لازم تبقى أكتر قوة من القصتين".
تابع باقي موضوعات الملف:
أفلامنا في "كان".. أحلام شباب مصري "بيحب السيما"
"الدرويش.. مَلك في دنيا الصعاليك..صور
بالفيديو والصور.. "سكر أبيض".. تذكرة لعالم الأحلام
أول فيلم "أنميشن" مصري في "كان".. "اتعمل في يومين" (فيديو وصور)
"حلوان.. أنا".. حكاية "محمد عادل" مع مدينة الباشوات في "كان" (صور)
بالصور.."الفاتنة".. السينما على جناح "حمامة"
بالفيديو والصور.. "العودة".. بطلة مكتئبة تذهب إلى "كان"
فيديو قد يعجبك: