إعلان

روايات البوكر.. في عيون قراء "جود ريدز"

04:20 م الأربعاء 06 مايو 2015

روايات البوكر.. في عيون قراء "جود ريدز"

كتبت - نسمة فرج:
تتجه كافة أنظار الكتاب العرب، وعشاق الثقافة العربية والروايات، مساء اليوم الأربعاء، إلى أبو ظبى، لانتظار إعلان القائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية للرواية، في نسختها العربية، لعام 2015 ونستعرض في هذه التقرير أراء رواد الموقع "جود ريدز"، المتخصص في تقييم الكتب والكٌتاب.

"شوق الدرويش"

shouk

رواية شوق الدرويش للكاتب السوداني حمور زيادة والحاصل على جائزة نجيب محفوظ للآداب، تعرض جانبا من الصراع الاجتماعي بين الثقافة المسيحية والثقافة الصوفية الإسلامية في السودان، في ظل انهيار نموذج الدولة الدينية. وتطرح الرواية بقوة تأملات في الحب والدين والغدر والصراع السياسي.

تقول بدرية البرازي إن "حمور استطاع ان يأخذ جمهوره بكل براعة وسلاسة لحقبة زمنية مهمة جدًا في تاريخ تكوين السودان الجديد فترة اندلاع ثورة المهدي وإخراج الحكم الثنائي (التركي المصري من السودان) حيث قامت الثورة ردًا على مظالم الحكم".

وتضيف أن "محمد المهدي بنى دعوته على فكرة المهدي الذي يظهر في اخر الزمان ويملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورًا، استجاب السودانيون للمهدي بقوة مكنته من هزيمة القوات الحكومية والسيطرة على السودان. تزامنت قصة المحب الروحي بخيت الصوفي وحبه شبه المستحيل اليونانية ثيودورا أو حواء كما يحب تسميتها".

وتشير إلى أن "هذا السرد الجميل جعل الرواية أكثر تشويقًا من أول صفحة فيها إذ تبدأ من نقطة متأخرة حيث تجد الدهشة والحيرة ملازمة معك إلى أخر الرواية فالشخصيات منحوتة بجمال، حاضرة وحقيقية. التفاصيل مبهرة، والحبكة مذهلة وكأني انتهيت لتوي من حضور فيلم".

"ممر الصفصاف"

sifsaf

ممر الصفصاف للكاتب المغربي أحمد المديني من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس سنة 1987. كما حصل على الدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون بباريس سنة 1990. ويعمل أستاذا جامعيا.

تسرد الرواية حكاية حي جديد ينبثق من مدينة مغربية قديمة تحفل بناسِها، وعيشها، كما تتقلَّب في أسرارها، هي قصة بشر يحاولون العيشَ ما استطاعوا، إلى جوار بعضهم، وتحت رحمة بشرٍ سلوكُهم البَطرُ والطغيان، بجوارهم كائنات حيوانية، لكن بروح الإنسان، تسعى بدورها للعيش في أمان.

وتجسِّد هذه الرواية قصة الصراع الذي يخوضه حارس مبنى يتم تشييده، وصراع جماعة تتشبث بنَسَبها إلى أرضها، وإلا تفنى؛ بوصفها رمزاً لحقِّ الفرد في الوجود، في بلاد تُنتزع فيها الحياة بالمحنة، مثلما يكبُر فيها العُتاة على حساب محنة المغلوبين.

في هذه الرواية، يتوسِّط كائن ثالث مسعى حق العيش، ليستفرد ببطولة استثنائية، تجعل من هذا العمل متوالية من الحكايات والأحداث الفريدة، وممتلئاً بالمغامرة، مقمطاً في اللغز، ومحرِّضاً على قراءة كلما تقدَّمتَ فيها اكتشفت خيالاً مثيراً، وبَهَرَكَ واقعٌ أغرب من الخيال.

تقول البازية خليفة إن "وصول الرواية إلى ترشيحات القائمة القصيرة لجائزة البوكر للرواية العربية، فإنها دون شك لن تفوز بالجائزة لأنها ستعري فساد واستبداد من نعتهم الكاتب بالنباشين، هذا في حال فهم رؤوس النباشين الصّدئة الرمزية العالية في الرواية".
وأضافت أن أحداث الرواية تجري في حي قيد الإنشاء على أطراف مدينة الرباط المغربية، مشيرة إلى أن الكاتب استخدم اللهجة الدارجة في الحوارات -ولكنها لم تؤثر على الرواية سلبا لأنها كانت مفهومة نوعا ما.

"طابق 99"

floor99

رواية "طابق 99" للكاتبة اللبنانية جنى فواز الحسن إلى أدب الحرب، لتقدم تحديداً ذيول الحرب الأهلية اللّبنانية من منظور حداثي، تمتد أحداث الرواية بين لحظة مفصلية في مجزرة صبرا وشاتيلا سبتمبر 1982 ونيويورك 2000.

ويستند السرد المتعدد الأصوات إلى أسلوب تيار الوعي، حيث يقع "مجد"، الشاب الفلسطيني الذي يحمل ندبة المجزرة في جسده بحب "هيلدا" المسيحية المنحدرة من عائلة إقطاعية تمتعت بنفوذ اليمين المسيحي أثناء الحرب.

على الرغم من انتماء أحداثها إلى القرن السابق، تطلق رواية "طابق 99" جرس إنذار، بعيداً عن الايديولوجيات، ضد أتون الحرب المشتعلة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، لتخبرنا أن المعارك الدموية تطلب أكثر من وقف إطلاق النار، وبأن "مآسي الحروب، لا تنتهي بعد حدوثها، بل تخالها تبدأ من هناك، من حكايا الأشلاء المطمورة".

تقول هبة نور الدين إنها تؤمن أن الفلسطيني حالة استثنائية من الحياة رغم الماّسي والاّلاّم الا انه دوماً يحتفظ بالوجه البطولي للمأساة ويغالب الوجه المدمر لها لئلا يهزمه "ولذا مهما طالت الأسفار وتعددت المحطات يؤمن بالعودة للوطن يوماً ما حتى وان شاءت الأقدار ولم يتمكن من رؤية وطنه يوماً الا ان وطنه يسكنه بملامحه ودروبه".

لذا هي لم تستطيع تقبل ذاك الوجه المنهزم الذي قدمته الكاتبة في هذه الرواية حتى وان كانت لديه ندبة إثر قصف أو عدوان ولكن من يخرج من الحرب ولم تترك نُدبتها على جسده أو روحه. وتشير إلى أنه لم تعجب بذاك الرجل الذي ترى نظرة الانكسار والضعف في عينيه لفقده المرأة التي أحب.

"حياة معلقة"

suslive

"حياة معلقة" للكاتب الفلسطيني عاطف أبو سيف وتتحدث عن موت "نعيم"، صاحب المطبعة الوحيدة في المخيم، برصاص الجيش، الذي اعتاد أن يقوم بطباعة بوسترات الشهداء في المخيم، يرفض ابنه أن يتم طباعة بوستر له، في نقاش عميق حول مفهوم البطولة والجدل وحول الاشتراك مع الحياة أو نفيها.

لكن هذا الموت يغير الكثير من تفاصيل الحياة الهادئة الواقعة على تخوم المخيم، حيث ترقد التلة التي ابتنى نعيم عليها بيتا فالحكومة تريد أن تستغل التلة وتبني عليها مخفرا للشرطة ومسجدا.

وتكشف الرواية الكثير من تفاصيل الحياة في غزة، كما يتم استدعاء يافا موطن اللاجئين عبر استرجاعات زمنية ومفارقات سردية وحكايات متداخلة ترسم بصورة مفصلة عالما مدهشا تتفاعل شخوصه وتتجادل وتصارع لإعادة تركيب لمفهوم الهوية والبطولة والحياة.

تقول فاطيمة حسن إن رواية عادية ودون المتوقع ولكن أكثر ما يميز الرواية – من وجهة نظرها - هو قناعة كاتبها الشديدة بالابتعاد عما يلقب بأدب الطفرة، الذي يتناول قضية الساحة العربية الساخنة قبل أن تبرد تطوراتها، والتي وفي عز الحديث المتصاعد حولها يكتسب المحاورون شهرة وأهمية.

وتضرب مثالا بالروايات التي تتناول قضايا الربيع العربي "فهي تعتمد على نجاح الربيع وبقاء أفكاره وتطورها وإلا لتحولت لغصة في حلق الأجيال القادمة.. عاطف أبو سيف يضرب بحجره عصفورين في آن".

"ألماس ونساء"

رواية "ألماس ونساء" للكاتبة السورية لينا هويان الحسن، تقدّم عالماً مليئاً بالشخصيات والأحداث، وهو تجسيد يقوم على الحقيقي والمتخيل لحياة عرب المهجر، لاسيما السوريين، وتحديداً في باريس وساو بولو بدايات القرن العشرين وامتداداً بعد ذلك إلى سبعينياته وثمانينياته، وعبر جيلين للمهاجرين.

بطلة الرواية "الماظ" شاهدة على مرحلة مهمة من مراحل التاريخ الاجتماعي والسياسي للعرب في العصر الحديث، وكل ذلك من خلال الكشف عن أسرار تلك المرحلة، للمجتمع المخملي للعرب المهاجرين، وأدوارهم في المجتمعات التي يكونون فيها، وتحديداً في دمشق، وباريس، وساو باولو.

يقول وسام مطر "عندما كنت قرأ هذه الرواية شعرت بأن الشخصيات مجموعة من الكومبارس الممثلين المبتدئين تلقنهم الكاتبة.. والرواية أقرب إلى البحث منها إلى رواية".

"الطلياني"
هي رواية للكاتب التونسي شكري المبخوت، وتدور أحداثها حول رحلة في حياة الطالب اليساري (عبد الناصر الطلياني) الذي كان فاعلا وشاهدا على أحلام جيل تنازعته طموحات وانتكاسات وخيبات في سياق صراع ضار بين الإسلاميين واليساريين ونظام سياسي ينهار وفي سياق تحولات في القيم خلخلت بنيان المجتمع التونسي في أواخر عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وبداية حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

يقول "فهد" إن بعد قراته لرواية "شوق الدرويش"، قرأ هذه الرواية التي تنافسها على البوكر العربية، تدور أحداث الرواية في تونس الثمانينات، حيث نتابع حياة الطلياني وهو شاب تونسي يساري يدرس في جامعة تونس.
ويدور زمن الرواية في نهايات الحقبة البورقيبية، والصراع بين التيارات اليسارية والإسلامية على أشده، والقبضة الأمنية قوية.

في ذلك الوقت تنمو علاقة بين الطلياني وفتاة يسارية ذكية تدعى زينة، نتابع قصة الاثنين إلى ما بعد الجامعة، يبدوان كنموذجين للشاب التونسي والفتاة التونسية، وهي نماذج محبطة، حيث يتم تدجين الشاب التونسي فيعمل في صحيفة حكومية، ويكتب فيما بعد مقالات تبارك انقلاب زين العابدين بن علي وينغمس في الرذائل والعلاقات النسائية.

أما مصير الفتاة فهو ليس أسعد، حيث تهاجر إلى فرنسا علها تحقق طموحاتها ولكنها تنتهي إلى مجرد فتاة جميلة يستمتع بها مثقف فرنسي ستيني.

تلك مصائر محزنة، فحتى الفتاة التونسية الأخرى التي يتعرف عليها الطلياني تنزلق إلى عالم الدعارة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان