لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو... أصغر موهبة في إلقاء الشعر.. "عشق الكلمة مالوش سن"

03:48 م الخميس 11 يونيو 2015

الطفل الموهوب ساجد محمد

كتبت-إشراق أحمد:

أن ينجذب أحدهم للقصائد فصحى أو عامية، يهواها ويحفظها، تنساب كلماتها على لسانه في سلاسة وتلقائية، فالصورة الذهنية لهذا الشخص على أقصى تقدير؛ صبي أو فتاة في مقتبل العمر، ولعوا بالأشعار فكتبوها أو ألقوها، غير أن ساجد محمد عبد الفتاح كسر تلك الصورة، حين وقف ملقيا الشِعر، أمام جمع المدرسين وأصدقاءه الصغار مَن لا يزيد أعمارهم عن ثمان سنوات، في عيد الأم كان ظهوره الأول بكلمات تليق بمن دعمته، "أمي مش محتاجة حاجة.. لا لكلامي ولا للي بيا.."، بلسان صغير فصيح، قوي في حضوره وإلقاءه قال الصغير ذو الستة أعوام، ليعاود الكَرةَ مرات أخرى، في أكثر من مكان، أخرهم بدار الأوبرا، لا يهاب المتواجدين ممن لا يعرفهم، بثقة يلقي قصائد لشعراء كبار، يندمج مع كلمات عبد الرحمن الأبنودي، يلقبه بـ"الأستاذ الراحل" قبل إلقاء كلماته، وينفعل مع جمال بخيت "الأستاذ الكبير" -كما يقول عنه-، والذي مدحه أثناء ظهوره بإحدى البرامج التليفزيونية، ودعا للاهتمام به باعتباره أصغر موهبة إلقاء شعر في مصر.

كان "ساجد" بعمر أربع سنوات، حين عاد من المدرسة، بخطاب إلى والدته، يعلمها بموعد الحفل المقام بمناسبة موسم الحج، لتعليم الطلاب الصغار المناسك عبر أنشطة مختلفة، فقررت والدته هبة سعد أن تخلق له دور مميز، وربما يساعدها ذلك في طريق البحث عن موهبة ابنها.

استثمرت الأم خبرتها كخريجة إعلام، وكتبت خطبة تُقال في مثل تلك المناسبات، وقرأتها على "ساجد"، الذي فاجئها بتلقائية شديدة، وسرعة بديهة، في إلقاء الكلمات وحفظها بطريقة لافتة، انتبهت لها والدته "وعرفت من ساعتها إيه الشيء اللي ممكن يكون مميز فيه" كما تقول والدته.

منذ اللحظة التي أيقنت "هبة" شيء مميز في ابنها، قررت أن تأخذ بيده الصغيرة، تشجعه، تخبره أنه مميز، وصار الشعر وصلة قرب بين الصغير وأمه، تزيده ثقة يوما تلو الأخر، بنفسه من ناحية، وبين الأهل "والده بيفرح لما بيشوفه بيقول شعر"، وكذلك الأقارب وبالمدرسة، الذي بات معروفا بينهم بموهبته في الإلقاء.

"علمتني حاجات كتير مش بالدراسة بالوراثة" كأنما يتحدث عن أمه، قال الصغير كلمات الشاعر عبد الله حسن، أكثر مَن يلقي أشعاره "عشان لغته بسيطة وسهلة وأشعاره جميلة" كما يعبر "ساجد"، فوالدته من قبله تعشق الشعر، وتهوى كتابته، وكثيرا ما تدير مقاطع مسجلة للأشعار على جهاز الكمبيوتر الخاص بها، وبينما كانت تستمع لأحد قصائد الشاعر الذي أصبح مفضلا لدى ابنها، تأكدت من موهبة صغيرها، حين طالبها بإعادة ما تسمع مرة أخرى، وأخذ يكرر الكلمات من تلقاء نفسه، وتطور الأمر "إنه بقى يحاول يكلم الناس بكلام موزون"، فقررت تدريبه على النطق الصحيح للكلمات، وفهم معانيها، وباتا يتشاركان معا هواية محببة.

أينما كان "ساجد" يكون على استعداد لإلقاء بعض الأبيات، رغم أنه "لسه القراءة والكتابة على القد"، عن حب مصر، ورسالة العمة يامنة لابن أخيها "الأبنودي" وغيرها يلقي الأشعار بتلقائية، البعض يحاول استغلال موهبته سياسيا، لكن الأم تقف لذلك بالمرصاد. يوما بعد الأخر يزيد حب الصغير لهوايته، يدرك أنها أكثر جذبا للكبار، فيما رفاقه الصغار "بيسمعوا وخلاص"، لكنه يعلم أنه سمته المميز، فيتمسك به أكثر "لما أكبر هكتب شعر"، ويحاول تدوينه كما تقول والدته "كتب حاجة صغيرة لكنها غير موزونة".

على مسرح مدرسته "نايل جاردن للغات" صار "ساجد" ضيفا أساسيا منذ نحو عامين، بكل حفلة تقيمها المدرسة يلقي طالب الصف الأول الابتدائي أبيات يحفظها، يُخيل إليك لوهلة أنه مَن كتب الكلمات، لكنه ما أضفى عليها غير روحه البريئة والمُقدِرة في الوقت ذاته لما يقول، لذا بات ميعاد تدريبه بمثابة واجب يومي مع والدته، ساعتين يجتمعان معا لمراجعة وحفظ شيء جديد، تتهلل أساريره لتمكنه من قصيدة عن قصة ذبح سيدنا إبراهيم لابنه إسماعيل "لما قلتها بكيت وده معناه أني اتأثرت" مبتسما يقول.



فرحة الصغير بقدر الشهرة التي نالها من ظهوره بالتليفزيون، لا تضاهي سعادته حين يلقي أبيات من قصيدة، حفظها بشغف، وحب يلقاه ممن يعرف خاصة المشتركين فيما يهوى "أجمل حاجة سمعتها لما الشاعر عبد الله حسن قال لي أنه قعد سنة يدور عليا.. والله العظيم تلاتة كنت فرحان جدا" يقولها الطفل الأسمر ذو العوينات الطبية الصغيرة كعمره.

يعشق "ساجد" الشعر لكنه بالنسبة له "هواية"، أما المستقبل فيرى نفسه به "دكتور نسا وتوليد" يقولها محددا بثقة ما يريد، يرى في صاحب تلك المهنة شخص عظيم "لأنه بيفتح يجيب البابي ويقفل تاني"، يحرص الصغير على معرفة الأمراض والأدوية المخصصة لعلاجها، يحفظ ما يستطيع منها، كحرصه على إلقاء الشعر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان