الغناء في مدرسة "فؤاد المهندس".. شيء لا يصدقه عقل

02:39 م الثلاثاء 23 يونيو 2015

تطبيق مصراوي

كتب- محمد مهدي:
عدد قليل من الفنانين لديهم القدرة على تأدية عدد من الأغاني خلال أعمالهم ببراعة، واحد من هؤلاء الفنان فؤاد المهندس، الذي أدى خلال مشواره الفني- 126 عمل- مجموعة من الأغاني المميزة، من كلمات وألحان كبار الأسماء في الوسط الفني، لتتحول أعماله الغنائية إلى أيقونات لدى المشاهدين.

فؤاد المهندس صاحب الأذن الموسيقية كما يراه كبار الملحنين في جيله، دخل عالم الغناء في فيلمه الأول "بنت الجيران" 1954 مع شادية وزهرة العلا وعمر الحريري، خلال استعراض "بامبوا" ضمن أحداث الفيلم، قبل أن تصبح الأغاني صيغة ثابتة في أغلب أعماله.

جلستين فقط هما ما يحتاجه فؤاد المهندس، مع أي مُلحن لسماع الأغنية، قبل أن يقوم بتسجيلها مع أوركسترا كامل العدد، ولعل أبرز من تعامل معهم الكوميديان الأشهر في تاريخ السينما المصرية من الملحنين هم محمد عبدالوهاب ومحمد سلطان وكمال الطويل وحلمي بكر ومنير مراد وسيد مكاوي.

ما يميز المهندس عن بقية أقرانه عند تعامله مع الملحنين أن لديه دراية واسعة بالثقافة الغنائية وقُدرة على اختيار اللحن الجيد والعزف عن الألحان التي لا تليق به، وعُرف عن الموسيقار محمد عبدالوهاب استمتاعه بالعمل مع المهندس وتنفيذ ألحان تليق بمساحة صوته.
استماع

بعد زواجه من الفنانة شويكار، كونا دويتو فنيا في عدد من الأغاني التي عُرضت في مسرحيات وأفلام شاركا فيها، من أشهرهم أغنية "حظرتنا" في مسرحية "أنا وهوه وسموه" عام 1966، و"تيجي معايا" من مسرحية "حواء الساعة 12"، و"قلبي يا غاوي 7 قارات" من فيلم "مطاردة غرامية"، و"الصيام مش كدا" من كلمات حسين السيد وتلحين حلمي بَكر بتكليف من الإذاعة المصرية.

اشتهر صوت فؤاد المهندس وقدرته على تأدية الأغاني بشكل مميز، مما جعله محط اهتمام عدد من المطربات أو الممثلات لمشاركته الغناء، حتى أن الفنانة صباح طلبت الغناء معه وبالفِعل اشتركا سويا في أغنية "الراجل دا هيجنني" من كلمات حسين سيد وألحان محمد الموجي، التي لاقت شهرة واسعة لدى الجمهور عند عرضها في شهر رمضان.

"حبيبي يا رقة" من ألحان محمد عبدالوهاب، اشترك فيها المهندس مع إحدى جميلات السينما المصرية الفنانة هند رستم في فيلم "اعترافات زوج" 1964 لكن الصوت كان للمطربة "تيتا صالج" التي اشتهرت بالدوبلاج الصوتي لعدد من الأغاني في الأفلام المصرية.

لفؤاد المهندس شغف خاص بالغناء للأطفال، بدى واضحا منذ أغنية "رايح أجيب الديب من ديله" في مسرحية "أنا فين وأنت فين" 1970 من تأليف بهجت قمر وسمير خفاجي، و"يا حتة مارونج لاسيه" في مسرحية "هالة حبيبتي" مع الطفلة "رانيا"، وعدد كبير من الأغاني التي قدمها في "عمو فؤاد" من كلمات مصطفى الشندويلي وألحان وتوزيع محمد الشيخ.

ومن الطرائف التي لا يعرفه الكثير عن الأستاذة-كما يلقبه زملاؤه- اشتراكه في أوبريت "عيدميلاد أبوالفصاد" من كلمات وتلحين إبراهيم جكله، وإخراج محمد محمود شعبان، حيث قام بتأدية صوت الببغاء في إحدي أشهر الأغنيات التي يرددها الجميع.