إعلان

''فؤاد المهندس'' حكيمًا.. فتش عن التربية و''الريحاني''

03:02 م الأربعاء 24 يونيو 2015

فؤاد المهندس

كتبت– يسرا سلامة:

منذ أن فتحت ستائر المسرح أمام عينه، وقع في قلبه الشغف، تعلق بطلُنا بحب الفن، وفطن منذ بداياته إلى أن الطريق إلى الحكمة يُمكن أن يبدأ من الكوميديا، كانت البداية لدى ''المهندس'' من ''نجيب الريحاني''، حتى عمد إلى مسارحه للمتعة والتعلم، وقتها كان ''المهندس'' طالبًا بكلية التجارة جامعة القاهرة، ورئيسًا لفرقة المسرح بالجامعة.

1''حكاية كل يوم'' كانت العمل المسرح الذي يعكف عليه ''المهندس'' وزملائه، من أجل تقديمه داخل الجامعة، التنافس مع الفرق الأخرى جعله يفكر ''كيف سنحدث فرقًا ونجتاز التحدي؟''، عمد الطالب وقتها إلى أن يُخرج ''الريحاني'' العمل المسرحي، والذي يتقلد فيها ''فؤاد'' البطولة ليقوم بدور ''الريحاني'' نفسه، مقلدًا إياه، ليعطيه ''الريحاني'' درسًا لم ينساه ''انت لازم تشتغل بطبيعتك يا فؤاد''، ويذكر ''فؤاد'' عقب تلك الواقعة بسنوات في حوار صحفي ''علمنا إزاي نستطعم الحوار والموقف، تعلمت منه إن قمة الكوميديا إن تكون جديًا''.

من حينها تعلم ''فؤاد'' أن يكون مهندسًا للمسرح، تطلع إلى القيمة وراء أعماله، فأصبح ''التلميذ'' كما كان يناديه ''الريحاني'' أستاذًا متفوقًا، لم يسلك دروب الكوميديا بحثًا عن الضحكة فحسب، وإنما فكرة يداعب بها خيال جمهوره، يحثهم بها على التفكير، ويعطى درسًا لتلامذته قبل جمهوره، أن الكوميديا لا تساوى الإسفاف، ولا القيم والرسائل قاصرة على فنون أخرى غير الضحك، ليمزج خفة الدم بتقديم رسالة مجتمعية قيمة في أعماله.

بدايات الحكمة ظهرت على ''المهندس'' مبكرًا، جاءت نتيجة للتربية الصارمة له من والديه، والده ''زكي المهندس'' العالم اللغوي، والذي أتقن على يده مهارات اللغة العربية، ووالدته التي كانت تمنعه عن التمثيل، ثم نشأته في مدارس العزب التركية، التي كانت لها فضلا كبيرا على تكوين شخصيته الصلبة، والجدية التي ارتسمت على سمته خارج أضواء المسرح والسينما، وتعطيه رؤية في أعماله وإن كانت هزلية.

تجسدت تلك الرؤية في شخصية ''مسعد أبو السعد'' الذي جسدها ''المهندس'' في فيلم أرض النفاق المأخوذ عن قصة يوسف السباعي، للموظف المغلوب على أمره، وغير قادر على تغير حياته، ليقابل بالصدفة محل لبيع الأخلاق، ليشتري حبوب الشجاعة فيخسر كل من حوله، فيضطر إلى شراء حبوب النفاق، ويترقى في مجموعة مناصب، موضحا عزوف المجتمع عن شراء الأخلاق الحميدة.

2

وكما نما نجم ''المهندس'' في أعين جمهوره، نمت أيضًا حكمته وفلسفته في الكبر، فلم يقف الممثل الكوميدي الضاحك عند حدود الشباب، وتقول الناقدة الفنية ''ماجدة موريس'' إن السبب في ذلك إطلاع ''المهندس'' على كل الثقافات والذي جعله قريبًا من مستويات مختلفة من الأفكار ''كان بيحس بالمسئولية تجاه جمهوره، وإن الرسالة لازم تكون موجودة في كل أعماله الكوميدية بمختلف أنواعها''.

كما تبدت رؤية ''المهندس'' في اختياراته للممثلين معه، بدت في بداية عمله بالثنائي المسرحي الأنجح ''عبد المنعم مدبولي''، كما يتألق أمام ''شريهان'' في مسرحية ''علشان خاطر عيونك''، ليكون لديه في الكبر فرصة لاكتشاف الأجيال الجديدة من الممثلين مثل ''محمد أبو الحسن'' والطفلة ''رانيا عصمت'' في مسرحية ''هالة حبيبتي'' التي عالج فيها قضية أطفال الملاجئ، كما قدم مشكلات الأبناء في ''سك على بناتك''، وفوازير ''عمو فؤاد'' التي ارتبط بها الأطفال في شهر رمضان.

33

حد الفلسفة لم يقف على حدود المسرح والسينما عند ''فؤاد''، ليتألق عند الكبر في عمله الإذاعي ''كلمتين وبس''، والذي بدأها في عام 1998م، ومن كتابة الكاتب ''أحمد بهجت''، وكان يأخذ خمس دقائق مدة إذاعته، من الثامنة إلا خمسة دقائق إلى الثامنة، ليقدم فيه نقدًا اجتماعيًا سلوكيًا بصورة ساخرة ولاذعة، يعرض المشكلة ثم الحل المقترح مصحوباً بجملته الختامية الشهيرة ''مش كدة ولا إيه؟''.

 تابع باقي موضوعات الملف:

"عمو فؤاد".. 7 حالات لـ"ملك الانبساط" (ملف خاص)

undefined

 فؤاد المهندس.. الله الوطن المسرح  (بروفايل)

 undefined

 فؤاد المهندس.. سفاح الكوميديا "بروفايل"

undefined

الغناء في مدرسة "فؤاد المهندس".. شيء لا يصدقه عقل

undefined

فؤاد المهندس.. ''قلبه الغاوي قارة واحدة''

undefined

ما بين فؤاد المهندس والحزن "كلمتين وبس"

undefined

فؤاد المهندس.. للإبداع أكثر من إطار 

undefined

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان