بين الواقع والخيال.. بنك الطعام يحاول و"الجوع واحد"
كتبت - رنا الجميعي:
الساعة تشير للثامنة والثلث بمحطة القطار، فتاة تسقي الزرع، وآخر يتصفح كتاب، البعض يجلس بالمحطة في انتظار رحلاتهم، وقطار يُصفر مكتوب عليه "بنك الطعام المصري 2020 ": "سوا كلنا هنقول للجوع.. مصر للجوع تاني مش راجعة" ذلك كان مقطع بالأغنية التي يشدو بها المنشد "مصطفى عاطف" بالإعلان، ضمن حملة إعلانية طيلة شهر رمضان، مصابيح مُتناثرة بجوار شبابيك القطار، وركاب مُهندمين يجلسون على آرائك، يحملهم قطار البنك لوجهتهم.
على خلاف الحملة الحالية، كانت الحملة الإعلانية للعام الماضي عن "مسلسل الجوع"، قصة حقيقية يُمثلها فريق العمل، أربع إعلانات تصور حكايات عن الفقراء، وجاءت مشاهدات الحملة ما بين 100 ألف إلى ما يزيد عن 300 ألف مشاهدة.
شاهدت "مي فتحي" الإعلان، لكنها رأت أنه غير واقعي، تصميمه جاء بشكل خيالي لا يُشعر المشاهد بالمشكلة الأساسية وخطورتها،"مي" فتاة تعمل كمتخصصة في "السوشيال ميديا"، ومع احتكاكها بمجال الإعلان ارتأت أن فكرة الحملة حول القطار"إنه قطر بنك الطعام مستمر في رحلته للقضاء على الجوع".
لكن تصميم الإعلان بما فيه من قطار لم يجعلها متعاطفة مع قضية الجوع "القطر كأنه طالع من فيلم انجليزي في القرن الـ19"، المحطة، كذلك الديكور وتصميم الملابس "شكل الناس وطريقة الكلام غريبة"، أما المشتركين بالإعلان فلم يكونوا هم أكثر الوجوه جاذبية في رأيها، ولم يؤدوا أدوارهم بشكل جيد "محستش بأي انتباه أو اهتمام باللي بيقولوه".
تقول"مها شرة"، مسئول اتصال تسويقي وعلاقات عامة ببنك الطعام، إن إعلاناتهم بشكل عام لا تعتمد على الواقعية، التي تصيب المُشاهد بالكآبة، لكن العام الماضي كما توضح كان يحتاج إلى أن "الناس تشوف الواقع بجد"، وجاءت بعض ردود الأفعال عن الحملة أنها كئيبة بالفعل وغير موجودة بمصر.
تتذكر "فتحي" الحملة الإعلانية برمضان الماضي، التي اتخذت شعار "الجوع أطول مسلسل في رمضان"، تقارن بينها وبين الحملة الحالية، فالإعلانات الماضية "كانت صادمة وبتلعب على الوتر الصح" بالنسبة لمي، كما أنها أشعرتها بحجم المشكلة في التو، والمسئولية تجاهها.
أما الحملة الإعلانية للعام الحالي، فتشير "شرة" إلى أن الرأي العام مُوجه ناحية الأفكار الجديدة "عشان كدا بنتكلم بإيجابية السنة دي"، لذا جاء زمن الإعلانات غير محدد كما تقول، وكذلك أتى شكل القطار غير متشابه مع القطارات المصرية الحالية "هو كان أشبه بالقطر المصري زمان"، والملابس ما بين القديم والجديد، تبرر "شرة" فكرة تصميم المكان حتى لا ينشغل به الناس، والنقطة الأساسية هو انشغال المشاهد بفكرة القطار، التي تعتمدها الحملة الإعلانية بالأساس "فكرة القطر إنه ماشي في طريق محدد وبيوصل في معاد محدد، اللي هو 2020 هنقضي على الجوع".
بالنسبة للمشاركين في الإعلان، الذين ظهر منهم حتى الآن المنشد "مصطفى عاطف"، دكتور"شريف شحاتة"، والشباب "أسامة الهادي"،"مي عبد العزيز"، و"عمر غالي"، فالاختيارات تلك جاءت للتنوع المُراد، فالحملة الإعلانية ليست موجهة لطرف بعينه، ولكنها مختلفة حسب برامج بنك الطعام العشر، والجمهور المتنوع، فتقول"شرة" إن الزكاة هي برنامج ديني لذا وقع الاختيار على المنشد مصطفى عاطف، أما الشباب فبعد نجاح أغنيتهم "رمضان جنة" مناسبين للإعلان.
تحليل
تقوم "مدرسة التسويق" على نشر ثقافة التسويق، وبسؤال أحد القائمين عليها عن تحليل اعلان بنك الطعام المصري شرح كيف أن الجزء الأخير من الإعلان؛ الذي يظهر فيه القطار والمساحة الخضراء، لا يبدو أنه ينتمي لمصر، وبالتالي لن يحس به المتفرج "بيتكلم عن مصر غير بتاعتنا"، أما الأغنية فهي أجمل ما فيه.
فيديو قد يعجبك: