لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"وفد فني" وراء "السيسي".. "قوى ناعمة" أم "حشد غير منضبط"؟

12:53 م الأربعاء 03 يونيو 2015

وفد فني وراء السيسي.. "قوى ناعمة" أم "حشد غير منضب

كتبت – دعاء الفولي ويسرا سلامة:
في زيارته إلى برلين، لم يكن الرئيس عبد الفتاح السيسي وحيدا، حيث رافقته طائرة جوية تحمل وفدا من فنانيين وأعلاميين، أبرزهم يسرا وإلهام شاهين وممدوح عبد العليم ووائل الإبراشي ورجل الأعمال محمد الأمين وغيرهم، في الوقت الذي ارتفعت نبرة ألمانية قبل زيارة الرئيس من رئيس البرلمان الألماني "نوبرت لامرت؛ بسبب ملف انتهاك حقوق الإنسان.

بين الانتقادات والتأييد، تظل ظاهرة الدعم الفني للرئيس محل تساؤلات، ومدى تأثيرها على أرجاء السياسة، في الوقت الذي بدا واضحا أن التكلفة المادية لذلك الوفد على نفقتهم الشخصية، لتبقى موافقة ضمنية من مؤسسة الرئاسة على هذا الوفد، تعود في صورة انتقادات له، وتفتح تساؤلات عن مدى تأثير الفن على السياسة، خاصة أن وفدا شبيها صاحب السيسي في وجود ضمن الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.

العربي: ليس بروتوكوليا
"الوفد المرافق ليس له أي صفة رسمية".. هكذا صرح سفير مصر الأسبق في ألمانيا ورئيس وفد الدبلوماسية الشعبية "محمد العرابي" أن وفد الفننايين المتواجد خلال زيارة السيسي لألمانيا جاء بناءا على مبادرة منه، مضيفا أن الفريق لا يتمتع بأي صفة بروتوكولية.

وأضاف العرابي في تصريح لـ"مصراوي" أن الوفد يبرز الرأي العام المصري، ويقدم نوعا من الدعم للوفد الرسمي ضد أي تظاهرات تعكر "صفو زيارة الرئيس"، مشيرا إلى ان الوفد المصاحب للرئيس وفد رسمي من دبولماسيين، ووفد شعبي من الاعلاميين المكلفين بتغطية أخبار الجولة.

عيسى: الوفد ليس وحيدا
قال الكاتب الصحفي، صلاح عيسى، إن مصاحبة وفد مؤيد للرئيس في زيارة للخارج، لم يحدث بشكله الحالي، لكن تأييد الفنانين والمثقفين على مر عهود الرؤساء السابقين كان واضحا "هناك أغاني تم تأليفها خصيصا من أجل عبد الناصر وغناها كبار الفنانين".

مصطلح القوى الناعمة الذي اُطلق على الوفد لم يُستخدم من قبل إلا قليل، على حد قول "عيسى"، لكن الدولة المصرية كانت تحاول إظهار قوتها بطرق بعيدة عن الجانب العسكري "كالأزهر مثلا الذي كان مقرا لدراسات غير المصريين كالشوام والأفارقة وحزب الوفد المصري قديما كان له مؤيدون في العراق وفلسطين، تلك الأشياء هي قوى ناعمة وإن لم يُطلق عليها كذلك"، أيضا شخصية الرئيس التي تتسم بالكاريزما والزعامة كانت أحد أدوات الدولة المصرية لاستخدام القوى الناعمة "هناك الزعيم سعد زغلول الذي فرض شخصيته على الخارج وكذلك عبد الناصر وهيبته".

رخا: قوى داعمة وناعمة ضد إخوان "ألمانيا"
واتفق "رخا حسن" عضو المجلس المصري للشئون الخارجية والسفير الأسبق في ألمانيا مع ان الوفد المرافق للرئيس يقدم دعما لما يطرحه الدبلوماسيين في أروقة السياسة، مشيرا إلى أن تلك ظاهرة جديدة على السياسة المصرية، ظهرت في السنوات الأخيرة وهى وجود وفود غير رسمية تدعم الرئيس والسياسة المصرية في الخارج.

وأشار "رخا" في تصريحه لـ"مصراوي" أن تلك الوفود تخرج على نفقتها الخاصة، بعيدا عن الرئاسة المصرية، وذلك من أجل التظاهر الراقي، والمتفق مع القانون الألماني لتقديم الدعم للرئيس، مضيفا أنهم لا يملكون نفس التأثير الذي تقدمه السياسة، لكنهم وفد يقدم رسالة لكلا من "الإعلام الألماني والقوى المتشددة مثل تيار الإخوان المسلمين".وأشار السفير الأسبق في ألمانيا أن تلك الوفود تمثل نوعا من القوى الناعمة بين البلدين، متابعا أنه يس من المطلوب أن يكون هناك نوعا من التأثير منهم؛ لإنهم لا يحملون صفة دبلوماسية، لكن بعد قلق في العلاقات المصرية الألمانية، خاصة رفض رئيس البرلمان الألماني لبعض السياسات المصرية، تحتاج الدولة – وفقا لـ"رخا" – إلى إظهار "قوى داعمة" بجانب مظاهرات متوقع حدوثها من أطراف معارضة للرئيس.
ويضيف "رخا" أن ذلك الوفد يدعم الرئيس لكنه لا يحدث إنجازات في الزيارة؛ فإن ألمانيا دولة رقمية، وتحسب انجازات الزيارة بالأرقام وليس بالوفود، مشيرا إلى أن هناك مبادرة من جانب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتحسن العلاقات –خاصة الاقتصادية- مع الجانب المصري، وعلى الجانب الآخر، هناك في برلين وميونخ جالية مصرية تصل إلى 40 ألف مصري سوف تظهر بعضها – كنوع من التمثيل- دعما للرئيس.

ورفض السفير الأسبق انتقادات وجهت للوفد بعدم وجود ممثلين من العلماء أو الباحثين، وهو ما ذكره العالم المصري عصام حجي عبر حسابه على موقع فيسبوك، معتبرا وجود فنانيين كابوس، حيث أشار السفير "رخا" أن العلماء ليس مكانهم التفاوض أو حتى الدعم الشعبي، قائلا "هل العلماء هيقفوا بلافتات لدعم الرئيس؟".

العزباوي: حشد ليس منضبط
يرى يسري العزباوي، الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن فكرة الوفد القائمة على التعبئة والحشد في مقابل تظاهرات الإخوان المسلمين، ليست منضبطة، موضحا أنه تفهم وجود وفد مؤيد أثناء زيارة السيسي للولايات المتحدة الأمريكية، لكن تكرار الأمر مع ألمانيا لن يصلح الوضع بين الدولتين.

وأكد "العزباوي" أن الوفد الفني خلا من ممثلين عالميين قد يعرفهم غير المصريين، مضيفا أنه لا يرى لهم دور سوى التظاهرات المؤيدة للرئيس واجتذاب بعض في ألمانيا لتأييد الرئيس، وأوضح أنه كان من الأجدى أن يذهب أساتذة جامعات ممن تلقوا تعليما في ألمانيا، أو من لهم علاقات جيدة بالمجتمع هناك، وقال "العزباوي": "طريقة الحشد والتعبئة المستخدمة هذه المرة لن تفلح في المرات القادمة ولا يصح إنه مع كل زيارة للرئيس يكون فيه وفد مؤيد".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان