"فرصتنا".. حلم الوصول إلى الحرية بره صندوق العالم الافتراضي
كتب-إشراق أحمد:
في ختام أحد النماذج الطلابية بجامعة القاهرةـ ""روند"، بين جمع الحضور من أصدقاء ومدعوين، وقفت إيمان أيمن على المسرح تتحدث كرئيسة للنموذج عن تجربتهم، الصعاب التي واجهتهم لتحقيق الهدف بربط التخصصات العلمية بمجالات سوق، مع كل جملة يأتي تصفيق حاد من الحضور والمنظمين، وفيما كانت تحاول الفتاة النظر إلى كون ما يحدث "شيء عادي"، دار برأسها سؤال "هي الناس مقدرة أني عملت نجاح فعلا ولا عشان بحكي قصة فيها تعب وبس؟"، وإن كان بإمكان الشباب الحديث عن تجاربهم، فلماذا يتصدر المشهد في كل فاعلية أشخاص لا علاقة لهم بالطلبة؟. وهل يلزم النجاح تخطي كوارث والشقا للوصول إليه، لينال الشخص تقدير؟... مزيد من الأسئلة أخذت تلاحق طالبة كلية التجارة لتنهيها بقرار "أدونا فرصتنا بقى".
بمركز ربع السلام بشارع المعز، يوم الاثنين 22 يونيو المنصرف، وقفت "أيمن" أمام الميكروفون، القلق ليس بعيد عن مؤسسة فريق "فرصتنا"، إنه اليوم الأول للحديث عن فكرة إطلاق مبادرة شبابية تهدف، لتوفير مساحة للتعبير، تعود إلى الوسيلة الأصيلة في التواصل، تخرج من دائرة عالم التواصل الاجتماعي، والعالم الافتراضي، أخذت الفتاة تتحدث للحضور المستهدف، الذي جاء خصيصا لأجل الاستماع إلى ما تم الاعلان عنه من الحديث عن الأنشطة الطلابية.
مؤتمر يقام بشكل شهري، يتضمن موضوع ينال اهتمام البعض "أحنا مش هنستهدف كل الناس مرة واحدة" كما تقول مؤسسة "فرصتنا"، وهذا الاختلاف الذي يقدموه في نظرها، فمن يأتي يعلم أن الحاضرين يتشاركون اهتمامه، ولديهم قيمة يمكنهم أن يضيفوها إليه، ويستفيد منها.
لا تتوقف المسألة على اللقاء بل يعمل فريق "فرصتنا" على إخراج مجلة تحمل اسم المبادرة، تتضمن قصص مواهب الشباب ونقاط التحول في حياتهم، وذلك كي يتمكنوا من الانتشار، وتغطية الفئة التي تفضل التعبير كتابة عن الحديث "وهيبقى للمجلة توزيع في محافظات تانية"، فلن يقتصر الأمر على القاهرة، بل امتد الامر إلى الإسكندرية "وضمن الخطة أماكن تانية زي طنطا والاقصر" كما تقول نورهان هشام مسؤولة العلاقات العامة بالمبادرة.
نحو ثلاثة أسابيع واكتمل فريق "فرصتنا"، وأخذ يعد لتحقيق الهدف الأول "مفيش أن حد يحس بتعب وهو شغال" كما تقول "أيمن"، فيما وضع الطاقة والأسس لتنفيذ خطوات ثلاث هي أساس المبادرة؛ أولها أن يكون هناك "ميكروفون" مفتوح لمن يريد المشاركة بأي قيمة تفيد الغير في المجتمع، ثانيها الكتابة، وأخيرا ترسيخ مبدأ فريق العمل "كل واحد يعمل اللي يعرفه ويجيده قبل م يتعلم حاجة جديدة".
ليس نشاط طلابي. حرصت مؤسسة "فرصتنا" على تأكيد هذا، بل المبادرة هي خروج من قالب الجامعة ونماذج المحاكاة للواقع، "قررت يكون ليا واقع خاص في ناس مش عايزة تستسلم وتبقى سلبية" تقولها "أيمن"، فالفرصة التي ترى طالبة الفرقة الثالثة بكلية تجارة أن البعض بحاجة إليها، هي توفير مساحة أكبر لمن لديه قيمة يمكن أن تضيف لغيره تجربة إيجابية أو عبرة من مواقف سلبية تعرض لها "فرصتنا مش فضفضة وخلاص".
تحدي تخوضه طالبة كلية التجارة في الأساس مع نفسها، لإثبات أن للإيجابية مكان في المجتمع، ومعرفة الطريق تبدأ بمعرفة ما تجيده، تأمل من "فرصتنا" أن تكون قبس نور، يشيع روح المنافسة الحسنة، والاقتداء بين الشباب وبعضهم البعض، عبر التقاء من لديهم الشعف بالتغيير، دون العزلة في العالم الافتراضي.
فيديو قد يعجبك: