"الشانزليزيه" بقى في مصر القديمة

كتبت - يسرا سلامة:
 
في وسط شوارع القاهرة القديمة، ظل "هشام عزت" يتجول بين دروبها، ورغم أن موطنه الأساسي محافظة الشرقية، بحكم عمله ارتبط بالقاهرة، وبين شوارعها القديمة، تعرف الرجل الأربعيني علي بعضا من آثارها القديمة، التي تملأ شوارعها وحواريها، دون أن تغيب الصورة عن ذهنه.
 
من صورة لشارع الشانزليزيه الشهير في فرنسا، فكر الرجل في أن يأتي به إلى هنا، تحديدا على طريق مجرى العيون، بعد أن لاحظ التشابه بين الشارعين من حيث التصميم واللون، لكن الفرق يجعل من الأول أشهر شوارع باريس، والآخر شارع مقابل لمستشفى سرطان الأكفال، تملؤه القمامة وعمال مدابغ الجلود.
 
صورة تخيلية وضعها مدرس الرياضيات خريج التربية، تجمع بين الشارعين في صورة واحدة، بعد أن لاحظ التشابه بين الشارعين، لا يربطه بالتصميم أي صلة، ولا يدعى كما يقول شهرة من الفكرة، فقط يريد لهذا الشارع التاريخي أن يحصل على قدره، والذي كما يرى لا يقل عن الشانزليزيه أو أي شارع تاريخي في العالم، يحتاج إلى بعض من التطوير والاهتمام، ليصبح جذاب للمصريين والسائحين معا.
 
سور المجرى الذي يبدأ من ناحية القلعة وحتى مسجد السيدة عائشة، تتقاطع من بينه القمامة، أو بعض الماشية، وحتى الأماكن النظيفة منه تعاني الاهمال وعدم الترميم، لتؤذي الأثر الذي بناه مؤسس الدولة الأيوبية في مصر صلاح الدين الأيوبي منذ 846 عام، وجعل منه السلطان الغوري مجرا للمياه بجانب أسواق لأهالي المنطقة، رأها "هشام" اليوم منطقة تحتاج لتضافر من محافظة القاهرة وكلا من وزارتي الآثار والثقافة.
 
"الفكرة سهلة وغير مكلفة، تحتاج فقط إلى تنظيم جيد".. يقول صاحب الفكرة أن الاهتمام بالآثر، وتحويل المكان إلى مقاهى وكافيهات يمكن تحقيقه، بجانب مكتبات وأكشاك تساعد شباب المنطقة على العمل، ومنها أيضا شباب من عمال المدابغ يعرضون منتجاتهم مثل شوارع خان الخليلي وغيره من الشوارع الأثرية، وأن يصمم الشارع بإضاءة تشبه تصميم جرى من قبل في مصر مثل قصر الأمير طاز، ليحل على مجرى العيون لمسة سحرية وسياحية أيضا.
 
وعن طبيعة المنطقة وما بها من أعمال، يقول "هشام" إنه إذا اهتمت الدولة بالمكان، فيوف يحافظ عليه أهالي المنطقة، ويجعلون منها منطقة أفضل، يتمنى "هشام" ان تصل الفكرة إلى أحد المسؤلين من أجل بحث تطبيقها، قائلا "ياريت حد يوصلها لوزير الثقافة أو لرئيس الوزراء محلب.. كل يوم في أفكار ايجابية بتطلع في البلد محتاجة فرصة".