لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف سرقت الإعلانات روح رمضان

05:20 م السبت 18 يوليو 2015

مشهد من مسلسل ألف ليلة و ليلة

كتبت- رنا الجميعي:

مازال حتى الآن يتحاكى المصريون برمضان "زمان"، تنهيدة يتبعها حكايات لا تنتهي عن الشهر الذي تتجمع فيه الأسرة حول عمل فني أو اثنين، خفة دم فطوطة، وشقاوة نيللي وشيريهان، تاريخ عاشوه مع ليالي الحلمية، والمثالية التي استدعاها أبو العلا البشري، الحواديت في عالم ألف ليلة وليلة، اختلفت الأيام، فمع قدوم القنوات الفضائية وازديادها مع الوقت، أصبح الكل يتبارى حول تقديم أفضل ما عنده بالموسم الرمضاني، لكن ذلك خلّف أعمال رديئة، اعلانات تزداد مدتها مع الوقت، وبرامج لا يُشاهدها أحد، ثم اختفت الفوازير، وبدأ نجم البرامج الحوارية في الأفول، وتصاعدت المزحات الثقيلة في برامج المقالب.

رمضان "زمان"

مع قدوم شهر رمضان كل عام كان لاتحاد الإذاعة والتليفزيون خطته البرامجية، تلك الخطة بدأت أولًا بالراديو، كنجم تربع بقلوب المصريين لعقود، حتى السبعينيات من القرن الماضي، من ثم بدأ التليفزيون في احتلال تلك المرتبة تدريجيًا، حتى وصل للعرش مع الثمانينيات، المسلسلات كانت في المركز من تلك الخطة، سواء بالإذاعة أو التليفزيون، ثم الفوازير وأتت من بعدها البرامج الحوارية والمسابقات.

المسلسلات

في البدء كانت المسلسلات وحسب رأي "على قنديل"، بأحد مقالاته، وهو فنان مسرحي، أن الاشتراك بالعمل الفني كان بتيمة تمثيل المسرح في البداية، حيث انتقل بالتدريج فناني المسرح إلى أدوار المسلسلات بالإذاعة، ثم تحوّلت تلك الطاقة مع الوقت إلى التليفزيون، عملًا بأوبرا الصابون، الفكرة القادمة من الغرب، والتي تقوم على ربط المُشاهدين وجذبهم للعمل الدرامي، وانتظاره للحلقة القادمة.

من المسلسل الإذاعي "سمارة" وحلقات "ألف ليلة وليلة" ثم مسلسلات أخرى منها "أشجع رجل في العالم"، و"دنيا بنت دنيا"، في السبعينيات كان التليفزيون يُحاول أن يُشارك نجومية الإذاعة، لكن الثمانينيات كانت هي باب الانتشار للموسم الرمضاني بالتليفزيون، مع مسلسلات حفرت بذاكرة المصريين لأسامة أنور عكاشة وأعماله الملحمية، ومسلسلات أخرى مثل "في المشمش"، و"جدو عبده".

الفوازير

لم تقدم الفوازير بالتليفزيون فقط، كانت للإذاعة نصيب منها، ببرامج قدمتها أمثال المطربتين؛ شادية ووردة بمحطات مختلفة، ثم جاءت نيللي والمخرج فهمي عبد الحميد، فاشتهرت الفنانة بـ"الخاطبة"، ثم سمير غانم بـ"فطوطة"، وبعدهما قدمت شيريهان بـ"ألف ليلة وليلة"، وفوازير "حول العالم"، كذلك قدّم فؤاد المهندس لثلاثة عشر عام فوازير "عمو فؤاد".

البرامج الحوارية

كانت البرامج الحوارية جزء من جذب المشاهد، واشتهر برنامج "حوار صريح جدًا" للإعلامية "منى الحسيني"، حتى أن أغنية التتر مازالت بالأذهان حتى الآن، كانت تستضيف الحسيني أحد النجوم ببرنامجها، أما "حكاوي القهاوي" التي قدمتها إعلامية برداء فولكلوري، تجلس بالقهاوي لتسمع حديث البسطاء وتناقشهم، فكانت تقدمه سامية الإتربي، كان برنامج "يا تليفزيون يا" الذي قدمه رمسيس زخاري، وهو فنان تشكيلي ورسام كاريكاتير، مميز برسم ضيوفه بآخر كل حلقة بشكل كاريكاتوري، كذلك كانت نغمة التتر مميزة.

تضخم الموسم الرمضاني

قبل الفضائيات لم يوجد سوى التليفزيون الرسمي، لذا كانت المساحة التي يعرض فيها الفنانون أعمالهم قليلة، ومع ازدياد القنوات تحوّل الممثلون بعيدًا عن الشاشة المصرية، كما يقول الناقد الفني "طارق الشناوي"، وأصبح التهافت حول إذاعة العمل على أكثر من قناة بالفضائيات.

أما الإعلانات تعددت لتشمل كل شئ، فمن الملابس الداخلية إلى القرى السياحية، وأصبح هناك اعلانات خاصة بالتبرع؛ وأنشأت العديد من المستشفيات القائمة على التبرع، صارت المادة الإعلانية كثيرة لدرجة تآكل تترات الأعمال الفنية، فالزحام الشديد ببرنامج كل قناة، حتّم عليها أن تحذف التتر بمقابل المادة الإعلانية.

في ذلك يذكر "الشناوي"، أن قانون السوق قد فرض نفسه على الحالة الدرامية، فلا يوجد أحد يُقاوم ذلك التضخم في حجم الإعلانات، ويتذكر أن السيناريست "أسامة أنور عكاشة" حاول الاعتراض على مدة الإعلانات، واشترط أن تكون مدته "خمس دقايق" لكن "منجحش".

يرى "الشناوي" أنه لا يوجد أحد الآن يعترض على ذلك بسبب الأجور، فالأجور ترتفع بازدياد الإعلانات، وهو ما يراه اعتداء على المصنف الأدبي، أما البرامج الحوارية التي خبت، فلأن ذوق المشاهد "جزء منها"، في رأي الناقد الفني، حيث أن المتفرج الآن أصبح ميّال إلى برامج "الفضايح".

لا عودة للوراء

على الجهة الأخرى من الحنين للماضي، تُناقض تلك النظرة الناقدة الفنية "ماجدة خيرالله"، فالزمن لا يتوقف عند حد معين، والتطور يطول كل شئ من بينها التليفزيون، فكان من الطبيعي وجود هذا الكم من القنوات وبالتالي الأعمال الفنية "زمان كان التليفزيون بيقفل على الساعة 12، دلوقت بيبقى فاتح 24 ساعة عشان يوصل لكل الناس بالكرة الأرضية".

ولا يستدعى بالنسبة لـ"خيرالله" أي حنين لمواسم رمضانية مضت، فلا داعي لاستنساخ أعمال قديمة كما تقول، وترى أن الحديث عن الماضي دومًا لا جدوى منه "لازم الناس تجرب أشياء جديدة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان