لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو - كيف تطورت برامج المقالب في مصر خلال 30 عاما؟

02:15 م الجمعة 03 يوليو 2015

كيف تطورت برامج المقالب في مصر خلال 30 عاما

كتبت - رنا الجميعي ودعاء الفولي:

منذ ما يزيد عن الخمسة وعشرين عاما، عرفت القنوات المصرية على استحياء برنامج الكاميرا الخفية، تطور الأمر مع الوقت وصارت أفكار البرامج أكثر جرأة، تغير الحال من مقلب تكوينه بسيط لا يستغرق سوى دقائق، إلى سيناريو كامل منذ بداية الحلقة لنهايتها، أصبحت برامج المقالب صناعة تزدهر في رمضان من كل عام، يتنافس أبطالها على عدد أكبر من المشاهدين.

موسيقى شهيرة هي الخلفية الموسيقية لبرنامج ''الكاميرا الخفية''، صوت أنوشكا الشاب يصاحب الموسيقى التي استمر لعبها منذ الثمانينيات وحتى الآن، التصقت الموسيقى بأذهان المتفرجين، حالما تُلعب يعرف المشاهد أن لحظات من الضحك البسيط سيشعر بها، دون افتعال أو تكلف.

''اللقطات اللي واخدينها كلها طبيعية، والأبطال أنا وانت وهي''.. تغني أنوشكا كلمات التتر الشهير، يتخلل التتر ضحكات لأناس عاديين، لا يوجد نجوم بينهم، يبدأ البرنامج بمقدمة لفؤاد المهندس، وهو من أقدم البرامج التي قدمت الكاميرا الخفية، موقف بسيط يفتعله ''اسماعيل يسري'' و''محمد جبر''، اللذان يؤديان المواقف، ثم رد فعل المواطن العادي على ''المقلب''، الظاهر في البرنامج أنها كانت مواقف صغيرة تعتمد على رد فعل الشخص.

الكاميرا الخفية مع فؤاد المهندس

هو ما اعتمد عليه أيضًا محمود الجندي بعدها في تقديمه لفكرة شبيهة بها، وأذاعتها القناة الثانية، كان هو صانع ''المقلب'' مع المواطنين في الشارع، لكن جاء إبراهيم نصر ببرنامجه الأول سنة 1990 باسم ''انسى الدنيا''، وكانت فكرته التي أشار بها على ''عبدالمنعم غالي'' مدير القناة الثانية، ووافق عليها.

هتموت من الضحك الكاميرا الخفيه القديمه محمود الجندي

برامج كثيرة صنعها خفة دم المصريين، لكن البرامج الأكثر تميزًا كان لإبراهيم نصر بنفس الاسم الذي دام استعماله ''الكاميرا الخفية''، حيث دام تقديمه 

له 15 عام بوجوه مختلفة كان من أشهر تلك الوجوه ''زكية زكريا''، التي ترسخت في عقول المتفرجين حتى الآن.

اضحك مع زكية زكريا التاكسي - ‫إبراهيم نصر الكاميرا الخفية حلقة التاكسي - غباشي النقراشي

قدم ابراهيم نصر عدة برامج للمقالب، بدءًا من الكاميرا الخفية، مرورًا بـ''زوبة سات''، و''هيما غاوي سيما''، يرصد ''نصر'' التطور الذي أحدثه في الكاميرا الخفية قائلًا ''أنا عملت البرنامج دراما، يكون له بداية ووسط ونهاية''.

برنامج هيما غاوي سيما | ابراهيم نصر

ظهر الممثلون في تقديم هذه النوعية من البرامج أيضًا، منهم ماجد المصري ببرنامج ''بفلوسي''، حيث يستضيف ''المصري'' في بيته أحد الفنانين، وممثل آخر يقوم بدور منتج خليجي، ومن المفترض أن يتعاون المنتج مع الفنان الشهير، لكنه يقوم باستفزازه قائلًا له ''بفلوسي''، أما حسين الإمام فقدم عدة برامج كان أبرزها ''حسين على الهوا''، فالسيناريو المتخيل هو برنامج يقدم فيه أحد الممثلين المغمورين للنجوم الذين يستضيفهم ويكون الشخص المغمور هو من قوم بالمقلب بمساعدة حسين. كما قدم الإمام برنامج ''بالبيجامة'' وغيره.

برنامج المقالب | بفلوسي | نشوة مصطفى | ح09 | جودة عالية

مع تقدم الأعوام تحول الشارع كمكان يُقام فيه ''المقلب''، إلى أستوديو مُجهز، سواء كان منزل أو غيره، والضيوف من أناس عاديين في الشارع، إلى نجوم. يقول ''نصر'' عن هذا التحول أن معياره فقط هو الفشل أو النجاح، فبينما قام باستضافة البعض فنانين وفشلوا، وآخرين نجحوا، كذلك كانت الكاميرا الخفية قديمًا'' الموقف طازة وطبيعي''، ويكمن الضحك في افتعال الدراما.

أما تكلفة البرنامج في الماضي فلم تكن ضخمة، حيث أن الفكرة تتمحور حول مقدمها والمكان الذي يقوم بتأجيره فقط ''بيبقى أجري أنا والمكان''، أما الشخص ذاته ''اللي بيتعمل فيه الموقف مبياخدش فلوس، والناس بتاخد بس رد الفعل الطبيعي بتاعه'' على حد قول ''نصر''، أما الآن فالبرامج تعتمد على موارد ضخمة كطيارة يتم تأجيرها، وفريق عمل كبير، وسيارات الإسعاف وغيرها.

عام 2007، دخلت الفنانة نشوى مصطفى سباق برامج المقالب، حين قدمت ''نجومنا في اليابان''، الذي تنكرت فيه بدور مذيعة يابانية تستضيف فنانين مصريين ولا تتكلم العربية جيدا، ثم تقوم بالكشف عن شخصيتها الحقيقة آخر الحلقة، ولم تكرر ''مصطفى'' تجربة برامج المقالب مرة أخرى.

برنامج نجومنا فى اليابان - الحلقة الأولى - علاء ولى الدين

بدأ برنامج ''اديني عقلك'' عام 1998، واستمر حتى عامنا هذا، مع وجود فترات انقطاع في المنتصف، وهو من إخراج وتأليف علي العسال، ويتناول البرنامج القيم الاجتماعية، كالصداقة، وصلة الرحم، وينتقد أخرى كالتدخين وغيره، في شكل المقالب التي يقوم بها الممثلون، وقد احتفظ البرنامج بتكوينه القائم على المواطن العادي منذ بدايته وحتى الآن، وكان يتم عرضه على القناة الثانية المصرية.

ويقول منير مكرم، أحد المشاركين فيه، أن برنامجهم هو الشكل التقليدي لفكرة الكاميرا الخفية، التي تعتمد على إمكانات بسيطة لإضحاك الجمهور، إلا أن يُذاع الآن من برامج ذات ميزانية ضخمة، هي برامج ''توك شو'' تسعى لإبهار المشاهد من خلال المبالغة، وتلك النوعية لها جمهور عريض بالطبع، على حد قوله.

''انا لما أحب أتفرج بشوف الحاجات البسيطة زي شارلي شابلن مثلا'' قال ''مكرم''، مضيفا أن اعتماد أكثر من برنامج على العنف، يجعل السخرية أمرا بعيدا، وأوضح أن احتفاظ برنامج ''اديني عقلك'' بنفس الشكل البسيط يرجع كذلك ميزانية التليفزيون المصرية الضعيفة، على عكس القنوات الخاصة، بالإضافة أن المشاهد لم يعد يصدق أحيانا مقالب الكاميرا الخفية، بسبب تكرار الأفكار التي تُقدم منذ أعوام.

اديني عقلك 2015 - مهرب آثار

''رامز واكل الجو'' هو اسم الموسم الخامس من برنامج المقالب الشهير، والذي يقدمه الممثل رامز جلال، ويعتمد فيه على إخافة الفنانين والمشاهير، وقد لاقى البرنامج شهرة ضخمة في السنوات الأخيرة. ومع اختلاف أماكن التصوير، بين مقبرة، غواصة في الماء، داخل أتوبيس سياحي وغيره، إلا أنه لم يسلم من انتقادات موجهة لمقدم البرنامج، آخرها بيان تم إصداره من مركز القاهرة للتنمية بسبب حلقة الممثلة ''باريس هيلتون''، يتهمه بالتحرش الجسدي في الطائرة.

واجه البرنامج أيضا استياء البعض بسبب ارتفاع نبرة التخويف أكثر من حد السخرية الطبيعية رغم ارتفاع تكلفة البرنامج، إذ قالت قناة العربية في تقرير لها إن الحلقة الواحدة من الموسم الأخير، تكلفتها 600 ألف جنيها، بالإضافة لأجر الممثل الذي يستضيفه ''جلال''، كما كانت تكلفة الموسم الماضي من البرنامج حوالي 20 مليون جنيها.

تتر برنامج ''رامز واكل الجو'' .. حصريا على شاشة MBCمصر

''الهزار'' في السماء، لم يكن شيمة رامز فقط، إذ اتبع هاني رمزي نفس الطريقة، من خلال برنامج ''هبوط اضطراري''، الذي يستضيف فيه فنانين ويقنعهم بأن الطائرة ستسقط، وقد تعرضت روجينا ونيكول سابا للإغماء عقب النزول من الطائرة، كما فقد اللاعب محمد زيدان الوعي كذلك.

هبوط اضطرارى - حالة إغماء للنجمة نيكول سابا وتطلب بعدم عرض الحلقة وهانى رمزى يتأسف لها

أيضا اتجه شادي ألفونس وخالد منصور في برنامج التجربة، لفكرة قريبة، تعتمد على القفز بالبراشوت مع النجوم، قبل أن يتدخل الخبراء لينقذوا الفنانين.

البرومو الثاني لبرنامج التجربة_الخفية مع عدد من النجوم

قال الناقد الفني، طارق الشناوي، إن تطور برامج المقالب بمصر جاء بسبب ازدياد رأس المال، وأصبح الاعتماد الأساسي على الإعلان، فكلما اعتمد البرنامج على مشاهير، كلما زادت نسبة الإعلان وبالتالي الربح، لذا اختفت تقريبا البرامج القائمة على المواطنين العاديين.

ويؤكد ''الشناوي'' أنه رغم بداية فكرة الاعتماد على المشاهير من خلال برنامج حسين الإمام، غير أن الحلقات وقتها اختلفت عما يحدث حاليا، إذ وصف البرامج الحالية بـ''المفتعلة''، لذا لم يعد الجمهور يصدق ''أسوأ أنواع التمثيل هو إني أمثل بشخصيتي الحقيقية إني خايف أو مرعوب ودة اللي بيحصل حاليا''، من جهة أخرى يوضح الناقد الفني، أن برامج الثمانينات والتسعينات على شاكلة ''زكية زكريا''، كان يشعر فيها ببعض الاصطناع أحيانا، غير أن إبراهيم نصر كان ''خفيف الدم''، ويعتمد على مواقف بسيطة لا تستفز المشاهد، أو بمصطلح آخر ''كانت برامج مهضومة''.

وأضاف ''طارق'' أن برامج زمان كانت ناجحة رغم أن تكاليف إنتاجها كانت قليلة مقارنة بالحالية، فـ''زكية زكريا'' على سبيل المثال، صُنعت في الأسواق فيما بعد على شكل دمية تُباع، وظهر منها نص مسرحي يقدمه ''نصر''، وهذا دليل آخر على النجاح على حد قوله، كما أن ''إفيهات'' الشخصية لازالت عالقة في قلوب الناس إلى الآن.

البرامج الأقدم، كالكاميرا الخفية التي قدمها ''المهندس'' كانت جيدة مقارنة بما يحدث الآن ''الفنانين زمان كان عندهم رقة في التعامل حتى لما بيقدموا النوع دة من البرامج''، على حد قول ''الشناوي''، مستكملا حديثه بأن برنامج كـ''رامز واكل الجو'' لم يحمل منذ بدايته سوى ''شتائم'' يقولها الممثلون وقت المقلب ''إيه اللي يضحك في أن واحد يسب الآخرين''، كما يصف بعض المواقف الأخرى في البرنامج بالمقززة، والتي لا تليق بأن تُعرض على التليفزيون سواء في مصر أو غيرها، وهذا ما لم يكن موجودا في الزمن الماضي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان