بالصور - في "عز الحر".. نقل طفل بـ "كيس دم" من مستشفى بني سويف في الشارع
كتب - محمد مهدي:
في طريقه إلى منزله ببني سويف، فوجئ "هاني نفادي" القادم من الكويت منذ أيام في زيارة عائلية، بسيارة إسعاف تقف أمام إحدى مراكز الأشعة، بشارع المدارس بمنطقة يترجل منها مُسعف؛ يُخرج من السيارة الطفل "وائل محمد فتحي" ملقى على عربة نقل المصابين، يمتد من يديه أنبوب صغير متصل بكيس دم تحمله أم الطفل، بينما الشمس تأكل وجوههما بحرارتها الشديدة "كنت ماشي في الشارع والمنظر استفزني جدًا لأن الجو كان نار.. إزاي ينقلوا مرضى بالشكل دا" قالها "نفادي" باستياء.
اقترب الرجل الأربعيني من الطفل وأمه بدافع الفضول والغضب على حالهما، سألهما عن سر خروجه في هذا الجو بهذه الطريقة، عَلم أن الطفل تعرض لحادث فانطلقت أسرته إلى طوارئ مستشفى بني سويف العام وأن حالته استدعت إجراء أشعة مقطعية للوقوف على حالته الصحية، لكن الجهاز المختص بذلك داخل المستشفى مُعطل منذ أسبوعين "وقالوا لهم الحل إنكم تأجروا عربية إسعاف بـ 50 جنيه، وتروحوا تعملوا الأشعة برة" فانطلقا مع مُسعف إلى واحدة من معملين فقط مختصين في الأشعة على مستوى المحافظة.
انتظر "نفادي" لنحو ساعة يتابع مع "وائل فتحي" الطفل المصاب حالته، يتحدث إلى نفسه بغضب "يعني الناس الغلابة يلجأوا لمستشفى الحكومة وفي الأخر يضطروا يدفعوا فلوس"، في الوقت الذي شاهد فيه أكثر من حالة منقولة من المستشفى إلى مركز التحليل ذاته "وعرفت إن الموضوع اعتيادي ودايما حالات المستشفى بتيجي لنفس المركز".
تبكي الأم، يتألم الابن، يمران بتجربة مريرة من أجل مطلب مشروع لهما بأن يعالج الطفل داخل المستشفى الحكومي التي لا تكلفه ما لا طاقة له من أموال، وبسرعة تقيه شرور المجهول بعد أن اشتبه الأطباء في نزيف داخلي يمكن أن يؤدي بحياته، فيما يتسأل "نفادي" عن دور المسؤولين "فين مدير مستشفى بني سويف والمحافظ؟ أتمنى الرئيس يتدخل".
فيديو قد يعجبك: